الآن مرحلة جديدة . لقد حصل الاقتراع وفتحت الصناديق لتستقبل اوراقا تؤكد على اسماء محددة . ذهبت مرحلة وجاءت اخرى على عجل وعلى صفحاتها مطالب جديدة في طليعتها من سيكتب الدستور العراقي وكيف سيكتب ومن سيضع تفاصيله ام انه جاهز وما يستلزمه سوى عملية الاخراج .
قلبت صفحة من الوضع العراقي المتضمن نزاعات ومقاومة وآراء ومواقف وارشادات وغيره، وهاهي صفحة اخرى لن تختلف عما سبق لكنها بالتأكيد صفعة في وجه الاعتراضات الداخلية على اي امر كان .
خلال عشرة ايام سيتم الاعلان عن نتائج الانتخابات لكن الفائزين فيها باتوا معروفين وقد كتبت لهم كل تقديمات التأهيل بهذا الفوز المحتم . ستتكرر وجوه وستعود وجوه وسيكون هنالك نصر للمنصورين منذ بداية الريح العراقية .
البرلمان العراقي سيخرج الى النور .. نواقصه باتت معروفة ويشهد الكل ان المجتمع العراقي بايع تلك الانتخابات حتى وان امتنع عن ادائها . اما رئيس الوزراء الجديد العتيد فيفترض ان لايكون جديدا هو الاخر لأن اسهم الدكتور اياد علاوي في الاعلى ويبدو انه بات مقبولا في هذه الظروف العراقية الصعبة والمعقدة ان يكون علاوي مكرسا وجوده على رأس الحكومة مرة اخرى .
سوف يشعر العراقيون ان ثمة اشياء قد تغيرت بعد هذه الانتخابات الا ان المشكلة الامنية لن يكون لها حل في ظل احتلال . فمتى تتمكن اية وزارة عراقية من خوض حواراتها مع الاميركيين حول تفاصيل انسحابهم ومتى يتمكن اي رئيس وزراء من الحكومة المقبلة او مابعدها من ان يقرر للاميركيين توقيت انسحابهم من العراق.
على امل كبير بان يتمكن العراقيون من احراز تقدم ولو بسيط في عملية بناء المؤسسات وقيام اسس دولتهم فان الجروح لن تلتئم بالسرعة التي يتصورها البعض ، والايدي التي حملت السلاح دفاعا عن عراق خال من الوجود الاجنبي لن ترمي سلاحها دون تحقيق الثمن وتنفيذ شعارها.
باب صغير فتحته الانتخابات التشريعية امام العراقيين كي يقدموا من خلاله بعض اللون لايامهم المقبلة.