تعرضت سيدة عربية مسافرة في درجة رجال الاعمال، على متن ناقلة وطنية لحرق في يدها نتيجة انسكاب حساء ساخن من صينية الوجبة التي تحملها المضيفة. وكان المفترض أن تكون الإسعافات الأولية المتوفرة في الطائرة كافية لتدارك الاصابة.
الا ان الاسعافات انحصرت في فوط الثلج، دون أي اثر لحقيبة الاسعافات الاولية والكريمات الخاصة بالحروق رغم الحاح السيدة على طلبها الذي قوبل بالتجاهل وعدم الاكتراث!
هنا يبرز عدد من الاحتمالات لتفسير تقصير المضيفة: إما أن بعض طائرات الشركة تخلو من ادوات الاسعافات الاولية، او ان تلك الادوات موجودة ولكن لم يتم التأكد من اكتمالها قبل الاقلاع.
وهما أمران نستبعدهما لاسيما وأن شركات النقل الكبرى تهتم بتطبيق مواصفات «اياتا» التي تلزم اي طاقم بالتأكد من احتياطات السلامة في الطائرة قبل إقلاع أي رحلة.
اما الاحتمال الثالث فهو أن المضيفين على متن تلك الرحلة ليسوا مؤهلين ومدربين للتعامل مع بعض الحالات الطارئة كالحروق مثلا، الأمر الذي دفع المضيفة للتهرب من معالجة الحرق بالطريقة الصحيحة.
وهو امر مستبعد لأن إعداد أي طاقم جوي يستلزم مروره بدورات تدريبية على الاسعافات الاولية ابتداء بحالات الصداع وانتهاء بالجلطات الدماغية والقلبية وحالات الولادة. اما الاحتمال الرابع والأرجح فهو أن بعض أفراد طاقم تلك الرحلة لم يكونوا على قدر من المسئولية يجعلهم يولون السيدة اهتماما اكبر مما حظيت به، الأمر الذي سبب لها استياء من خدمات الشركة الوطنية!
قد يعتقد البعض ان الأمر عادي ولايستحق الكتابة عنه، لكن التساهل في مواقف يبرز فيها تقصير العاملين بشكل يؤثر سلبا على سمعة شركة طيران ناجحة، يجعل محاسبتهم امرا واجبا حتى لا تكون احتياطات السلامة وطرق النجاة في حال تعرض الطائرة لحادث طارئ، لا سمح الله، إجراء روتينيا.
فسلامة الركاب تأتي قبل الاعتناء بخدمتهم، وهو المعيار الذي يدفعنا للسفر على متن طائرة دون اخرى. ولوحدث هذا مع مسافر غربي لقامت الطائرة على قدم وساق استرضاء له وتحسبا لأي ردة فعل منه، أما كون المسافرة عربية فربما كان مبررا لعدم المبالاة التي تعامل بها الطاقم مع الحادث، وهذه مسألة أشد إيلاما من الحادث نفسه.