ثناء عطوي: تحوّلت ملاجئ الحرب في مدينة صور، التي ظلت على مدى ثلاثين عاماً ملاذاً للمدنيين الهاربين من نيران القذائف الإسرائيلية، إلى عبء على السكان، في زمان اختلفت معطياته الأمنية وتطوّرت أدواته العسكرية، إلى درجة أصبحت معها تلك الملاجئ أقبية هشّة للموت الجماعي، لا تلبي الحاجة الأمنية للسكان المحليين. وازداد وضع تلك الأمكنة سوءاً في السنوات الخمس الأخيرة، بعد أن قلّ استعمالها عقب التحرير ومع استتباب الأوضاع في الجنوب بشكل عام، بحيث أصبحت أوكاراً للجرذان ومستنقعات موبوءة تغمرها مياه الشتاء، نتيجة غياب أعمال الصيانة والتأهيل من قبل المعنيين.
وبعد ازدياد الشكاوى من قبل المواطنين والتجار، باشرت بلدية صور أمس، بسدّ منافذ تلك الملاجئ، التي تقع في أعلى شوارع المدينة الرئيسية، كشارع جنبلاط والمدرسة الدينية وشارع التضامن، حسب ما أوضح مسؤول لجنة الأشغال في بلدية صور نبيل براضعي، الذي اعتبر أن وجود الملاجئ على هذا النحو في المدينة، يعيق حركة السير، أولاً هي بُنيت في السبعينات حيث لم يكن هناك وجود لتخطيط الشوارع؛ ولم يكن هناك توسع عمراني وحركة سير ناشطة كالتي نشهدها اليوم. وبالتالي أصبحت بعد التطور الذي شهدته المدينة، تشكّل عوائق تتوسط الطرقات الرئيسية، مما دفع البلدية إلى جرف منافذها الفوقية وإقفالها ببلوكات من قطع الإسمنت، التي يمكن رفعها عند الحاجة بواسطة رافعة خاصة، لافتاً إلى أن عملية الجرف شملت أكبر ثلاثة ملاجئ في صور، التي تصل مساحة أحدها إلى مئة وستين متراً.
الا ان أهالي صور، الذين اشتكوا قبل الآن من تحوّل الملاجئ إلى مستنقعات للبعوض، أكدوا رغبتهم في الإبقاء على تلك الملاجئ وليس ردمها وإقفالها، مع ضرورة تأهيلها وتأمين الشروط البيئية داخلها وفي محيطها؛ وهذا ما أكده براضعي مشيراً إلى أن البلدية lt;lt;لن تطمر تلك الملاجئ كما يظنّ البعض، بل أزلنا فتحات التهوئة العليا، لنجمّل الشوارع ونوسّع الأرصفة ونمنع تسرّب مياه الشتاء، التي تتسبب بمشكلات في الأبنية والمحيط، على أن نقوم بحملة تنظيفات واسعة داخل الملاجئ، تشمل رش مبيدات وأدوية مضادة للحشرات والجرذان؛ ويتم بعد ذلك إقفالها كي تكون صالحة للاستخدام في حال دعت الحاجة إلى ذلكgt;gt;.