أخذتني مقالة الزميل هاني النقشبندي " الجنة قصة خطيرة جدآ "" إلى ...

الصدفة وحدها التي شاءت أن أكون في مصر قبل تفجير الكنيسة القبطيه بثلاثة أيام .. شعرت أن هناك حالة من الخوف والترقب ربما الخوف مما هو آتي والترقب لحدوث أزمة ما تطيح بكل ما يبدو مستقرا .... لأول مره رأيت الإنكسار في عيون المصريين ..شعرت بحنين طاغ إلى أيام العروبة والقومية التي شعرنا خلالها بأننا امة واحدة .. نعمل لمستقبل واحد 

نتقبل فيه تقاسم لقمة العيش نستطيع الحياة وتقاسم الحياة بحلوها و’مرها .. ولكن وعلى مر السنين وتدريجيا شاهدنا خيار كل دولة عربية الطوعي في الإنفصال والنأي بنفسها , وكثيرا من التقتير على العامل العربي على أرضها, حرمانه من حقه في راتبهاحيانا ؟؟ وحرمانه من لقمة عيشة إذلالآ.. وأيقنا بأن أحلامنا لم تتعدى كونها أحلام .. قد يكون السبب أو أحد الأسباب , قسوة الحياة . ربما هي الفجوة المالية بعد الثروة النفطية التي فرقتنا و جعلت منا سيد وعبد. وربما هي إستمرار الأزمات والصراعات والحروب بيننا التي محت من قلوبنا إحساس التعاطف والتكامل, وأصبح الخوف من الآخرة سيد كل شيء بحيث أصبح الكل ينادي أتركوني بحالي فأنا تعبت من حمل همومكم ؟؟؟تماما عكس ما حصل مع دول الغرب بعد الحرب العالمية الثانية وتعلمت من صراعاتها وحروبها ؟؟؟

نعم زاد تديّن نسبة كبيره من المصريين ..مع زيادة مماثله من الغلو فيه, ولكن والأهم رأيت الفوضى في التدين . كثرة وجود رجال الدين في كل محطة إعلامية وكل دقيقه . إفتاؤهم في كل موضوع وإدخال الدين في كل كبيرة وصغيرة من الحياة اليومية, بحيث لم تترك للإنسان فرصة للتفكير بعقلانية فيما يقوله المفتي ورجل الدين .. الأغلبية تمشي كواحد من قطيع الغنم .. فقط للمحافظة على لقمة العيش ولتفادي مخاطر التفكير ؟؟ ولكن وفي ظل هذا التديّن , هناك أقلية تضرب عرض الحائط بكل ما يتعارض مع نظرتها للحياة وللتدين .. الأقلية المترفه !!

في حوار شاركت فيه حول التعددية وماهي العقبات والصعوبات التي تقف عثرة في طريق تحقيق العدالة والمساواة والمواطنة .. تكلم رجل الدين المشارك "" بأن الإسلام جعل من التعددية سنة كونية وأن التفرد لله وحده وأكّد على هذا التنوع كما جاء في الآية الكريمه """لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا "" . وأن إشارته تلك إلى التنوع جعلت التسامح فضيلة أخلاقية رفعته إلى مستوى جعله جزءا من العقيدة .. أكدته آية أخرى " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى , وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" .. بحيث لا مجال للتفاضل بين الخلق إلا بالتقوى ؟؟ وأن الجانب التطبيقي للتعددية في الحضارة الإسلامية التي قادت العالم ما ’يقارب الألف عام قبلت بالتعددية حين قبلت الإبقاء على حرية الدين ؟؟ وأن النموذج المصري هو أوضح صوره للتعددية حين كان المسلمون أقلية بعد الفتح الإسلامي ولم يكن هناك أي شكل من أشكال الصراع الديني .. حيث كان هناك تعايش تام .. وأن ما نحتاج إليه اليوم هو صدق النية وعدم الإنتقائيه للعيش بامان وسلام ؟؟؟

كلامه كان ’مبهرا لعقلي الذي يعرف كل هذه الآيات ويتمنى التركيز عليها فقط .. ولكنه يعرف أيضا كيف عمل رجال الدين أنفسهم على إبقاء ظلامية الفكر وحرمان المختلف من حقه في المواطنة وحرمان المرأة من حقها بالمساواة وحرمان أصحاب الفكر من التنوير خاصة وحين إخترعوا " قانون إزدراء الأديان " ؟؟؟؟ ثم زاد طنين عقلي بالتساؤل كيف أصبحت الأقلية المسلمة أكثرية هل هي بالتناسل أم بإإكراه الآخر على الإعتناق.. أم أن الآخر آثر السلامة تفاديا للجزية ؟؟؟؟؟ 

بعد ذلك الخطاب سألت رجل الدين الشاب لماذا لا تعملون على تجديد الخطاب الديني . واجابني بأن هناك سياسة يتبعها رجال الدين للتجديد تقوم على الإعتدال ما بين الترغيب والترهيب ؟؟؟ وأنقبض صدري لكلمة الترهيب . فانا لا أرى في الله سبحانه وتعالى سوى الترغيب والمحبة والغفران والتسامح وكل الصفات التي تقوي من عزيمتي وتمنحني الثقة والمحبة لكل من حولي بألوانهم وأديانهم . لأنني أؤمن بأن هذه هي رسالة الخالق في التعايش .

وسألته ماذا تقصد بالترهيب .. وكانت إجابته صاعقة اخرى لعقلي وقلبي حين قال بأنه يجهز الإنسان المسلم للجنة والنار من خلال ما ينتظره من ملذات في الآخرةويرهبه من عذاباتها ؟؟؟؟ .. وهنا إنفلت عقال قلبي وضميري ولساني لأني وتبعا لما أراه في الله سبحانه وتعالى لا أتوقع النار منه جل وعلا .. وأن كلاهما ( الجنة والنار ) على الأرض .. نمر بها جميعا في لحظات معينة في حياتنا . وإن إختصت الفقراء بالنصيب الأكبر في الدنيا .. النار في نظري حين يشاهد الرجل أبناؤه يقتلهم الجوع فتستعر النار في قلبه . حين تغترب الروح عن كل ما حولها بعد تفسيراتهم وتأويلاتهم السلبية تستعر النار في العقل !!! حين ’يشل العقل والقلب بالخوف وتكون آخرة الضمير .. حين نملأ قلوبنا بالحقد فتكون آخر العقلانية .. 

نعم لم يأت وصف الجنة والنار في اليهودية والمسيحية كما جاء في الإسلام .. ففي المسيحية إفتدى النبي عيسى قومه بنفسة. وبالتالي قتل حاجز الخوف من الموت كليا بحيث وحين يموت المسيحي يدخل في السلام الأبدي.

بينما ’تركنا نحن المسلمون مشلولون من خوف الاخره في دنيانا والترغيب والضمان لدخول الجنة وتسريع هذا الدخول بجهادنا ؟؟؟

تساؤل الكاتب الأردني حتر ..من خلال إعادة نشر الكاركاتور على صفحته هو ما أودى بحياته . وقتله شاب آخر وبدم بارد حماية للدين ولضمان دخوله الجنة ؟؟؟ 

تفجير الكنيسة القبطية في القاهرة .. تسريع لدخول الجنة للتمتع بملذاتها بدل عذاب الدنيا بالفقر فيها ؟؟؟ 

قتل سائق الشاحنة الشاب التونسي أنيس العامري للأطفال والبشر قبل عيد الميلاد لينعم بحوريات الجنة وغلمانها ؟؟؟ 

الكثير من العمليات الإرهابية تمت بإسم الجهاد لضمان مكان في الجنة . نعم الجنة والنار قصة خطيرة لأنها منبع لا ينضب لثقافة الخوف وإستبداده التي ينصرها و’يروّج لها فقهاء الدين لدفن الحرية والتعددية والعدل ’مسرّعين عملية الهروب إليها .. تماما كما فعل كلا الإرهابيين محمود شفيق في مصر . وأنيس العامري في ألمانيا بلا أي ذنب للضحايا الأبرياء سوى أنهم ولدوا على دين آبائهم تمامآ كما ’ولدت أنا والملايين من البشر !