في تصريح أخير للدكتور اياد علاوي نائب رئيس جمهورية العراق الاتحادي والشخصية السياسية والوطنية المعروفة، أكد على ان هناك فرصة أخيرة سانحة للدولة العراقية، بعد القضاء على عصابات داعش الإرهابية، لتصحيح مسار العملية السياسية وبناء دولة المواطنة وهو البرنامج الوطني لحزب الوفاق الوطني العراقي أحد أفضل الأحزاب الوطنية الديموقراطية في العراق ان لم يكن أفضلها اطلاقا كما هو برنامج الكتلة النيابية للدكتور علاوي الذي يقاتل بأظافره واسنانه لإنقاذ العراق من الوضع الكارثي الذي يمر به.

السؤال هو: هل يملك العراق القدر الكافي من الاستقلالية في اتخاذ القرار لتصحيح مسار العملية السياسية في الوقت الي يصاغ فيه هذا القرار بعيدا عن بغداد في الاروقة السياسية للعاصمة الإيرانية طهران التي تعتبر العراق جزأ من بلادها وبغداد عاصمتها على حد قول كبار المسؤولين الإيرانيين وواقع التدخلات والوجود الإيراني في كل مفاصل الدولة ومراكز القرار!

الدكتور اياد علاوي نفسه ترأس تحالفا وطنيا عريضا عام 2010 وفاز في الانتخابات ومع ذلك لم يسمح له بتشكيل الحكومة نتيجة التدخل الإيراني والتواطؤ الأمريكي في عهد أوباما.

ان توقع أي تغيير على الأقل في المرحلة الحالية، وايران تستعد لمواجهة محتملة مع السياسة الامريكية الجديدة في المنطقة، امر غير وارد ومن غير الممكن اجراء اية إصلاحات جذرية لتصحيح العملية السياسية في العراق والامر الأكثر توقعا هو التقسيم تحت يافطات فيدرالية، كونفدرالية، او ثلاث دول شيعية وسنية وكوردية وهو الحل الوحيد الممكن ان تقبل به طهران فيما اذا بقي الجنوب العراقي بثرواته وتركيبته البشرية تحت سيطرتها خاصة اذا كان الامر بمباركة أمريكية روسية هذه المرة والتي لم تتفق بعد على الخطوط النهائية لتوزيع مناطق النفوذ الجديدة لكل منهما والتي يمكن تصورها في دولة علوية على ساحل البحر الأبيض المتوسط وأخرى كوردستانية في الشمال العراقي والسوري وثالثة سنية تجمع بين المناطق السنية في سوريا والعراق وأخيرا دولة شيعية في الجنوب العراقي ولعل الوجود العسكري الأمريكي في كل من الموصل والاستعداد لتحرير الرقة دليل على خطوط الخارطة المقبلة.

الفرصة الأخيرة كانت عندما فاز الدكتور اياد علاوي بالانتخابات العامة وكان من الممكن إنجاح مشروع وطني جامع شامل بحكم تحالفه الوطني الرصين وعلاقاته الوطنية المتميزة مع أطراف العملية السياسية وتحالف التاريخي مع الشعب الكوردي والقيادات الكوردستانية إضافة للتأييد العربي ولكنه تم اغتيال هذه الفرصة التاريخية عن عمد وسبق إصرار من قبل الجمهورية الإيرانية الإسلامية لصالح التطرف والمصالح الطائفية وهي بالتأكيد لن تسمح بأي فرصة أخرى حتى لو اضطرت الى التدخل المباشر 
لما سبق ولأنه لن تكون في المستقبل المنظور فرصة ثانية فان جل ما تستطيع ان تقدمه القوى الوطنية والديموقراطية في العراق هو تجنب الوقوع في دوامة الصراعات الطائفية والعنصرية والوقوف بقوة ضد الحرب الاهلية التي يروج لها البعض ويتحمس لها بحجة حماية وحدة العراق لأسباب معروفة حقنا لدماء الأبرياء وحماية للبقية الباقية من العلاقات الإنسانية المشتركة.