لم تكن مشاركة وفد حكومة اقليم كردستان برئاسة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني في منتدى الاقتصاد العالمي في سانبطرسبورغ الروسية مجرد مشاركة وخطوة اعتباطية هامشية بل كانت رؤية استراتيجية ومعمارية في عملية بناء الاقتصاد الكوردستاني وفق أسس علمية رصينة و وفق متطلبات المرحلة الراهنة التي تنتظر المزيد من التقدم و كانت خطوة في الاتجاه السليم والصحيح نحو أفق جديدة تتلخص من خلال توسيع عملية النهوض العمراني التي يسعى رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني مسايرتها وتسريع الخطى في تنفيذها و وضع الاليات الصحيحة والمناسبة لبناءها واستثمار أكبر قدر ممكن من المبالغ المالية الضخمة في خدمة كافة القطاعات الخدمية في اقليم كوردستان والاسراع بعلمية التنمية والتطوير والتوسع العمراني بما فيها القطاع الصحي والتربوي وكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية في كردستان خاصة بعد قطع ميزانية الاقليم من قبل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لغرض السيطرة على استقلالية القرار الكردي واجبار كردستان على الخضوع والركوع والخنوع لاوامر بغداد التي تخضع و تصدر قراراتها من خلفية التبعية لاجندات و جهات اقليمية التي تتبنى المشاريع الطائفية والاجندات الملتوية واحراق المنطقة كما يحدث الان في المدن العراقية التي تقع تحت سيطرة بغداد وتمارس فيها قوات الحشد الشعبي أشد الاساليب اللانسانية من حيث الفتك والحرق والاعتداء وتهميش المواطنين العزل وذلك بشهادة غالبية المنظمات الدولية المستقلة.

ان مؤشرات نجاح الاقتصاد الكوردستاني في مجال الذهب الاسود كان على يد نيجيرفان بارزاني بصفته الراعي الاول للملف النفطي في اقليم كوردستان والذي أسس لحكومة الاقليم لوائح أهداف متوازنة لاستخراج البترول في كوردستان وفق مؤشرات رئيسية عن طريق تكليف خبراء متخصصين في هذا المجال والذين حرصوا على ادارة التخطيط القائمة على أفضل التجارب المشابهة المتفوقة في قطاع الطاقة كما وضع ( نيجيرفان ) خططا استراتيجية مفصلة للاعوام القادمة وكان آخرها ابرام اتفاق موسع في سانبطرسبورغ الروسية مع شركة روزنفط العملاقة في مجال البترول والطاقة وكانت هذه الاتفاقية قفزة عملاقة في قطاع البترول وفتح آفاق جديدة مع موسكو وهو ما يبشر بتقليص حاجة الاقليم لبغداد في السنوات العجاف التي تتجه العلاقة فيها بين بغداد واربيل الى فتور مزمن على المستوى الدبلوماسي والسياسي خاصة بعد اعلان اقليم كردستان نيته الصادقة في اجراء استفتاء دستوري جماهيري لغرض الاستقلال كحق مشروع من حقوق الشعوب المقهورة بعدما كفل قوانين الامم المتحدة لكل الاجناس والمجموعات العرقية مشروعية هذا الاستقلال.. لايخفى على أحد أن زيارة نيجيرفان بارزاني لروسيا ولقائه بصناع القرار في موسكو وعلى رأسهم الرئيس بوتين كان موضع الاهتمام والتقدير بحيث حرك هذه الزيارة المكوكية مياه راكدة بين موسكو وأربيل على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي الى درجة تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء القاء كلمته الافتتاحية في منتدى الاقتصاد العالمي في سانبطرسبورغ على مواصلة العلاقات بين أربيل وموسكو واستمرارها حتى الى مرحلة مابعد داعش وذلك بعدما رحب الرئيس الروسي بوتين وبشكل رسمي برئيس حكومة كوردستان نيجيرفان بارزاني من بين آلاف الضيوف المشاركين في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي وأشارت الرئاسة الروسية الى وجود وشائج مشتركة وقوية على كافة المستويات بين اقليم كوردستان وروسيا .. ويبدو مما سبق ان حكومة كوردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني وبناء على القراءة الاولية لنمطية وأهمية هذه الزيارة والاتفاقات المبرمة بين الجانبين الروسي والكردي سوف تسعى الى المزيد من الخطوات الجوهرية العملاقة لاستقلالية القرار الكردي واستقلالية الادارة الكردية خاصة أن الروس قد أعلنوا رأيهم في موضوع استقلال كردستان وفق المعايير الدولية وقرارات الامم المتحدة وبلاشك فان المعايير الدولية وقرارات الامم المتحدة تتفق مع مسعى الشعوب للحصول على الاستقلال والشعب الكردي شأنه شأن كافة شعوب الارض سوف تستبق الخطى في تحقيق الاستقلال كما أكد على ذلك معظم القوى الكردستانية وعلى رأسهم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عندما قال: لاتراجع في عملية الاستفتاء على الاستقلال وكان ذلك أثناء لقاءه برئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في أربيل 
وأخيرا نقول: ان الثقل الكردي في المرحلة القادمة سوف تتمركز نحو عملية استراتيجية وتتمحور حولها الخارطة الجديدة للمنطقة بشقيها الاقتصادي والسياسي والعسكري بحيث تكون مقومات بناء الدولة الكوردية في طريقها الى النور.