يولد الأنسان خاليًا من الاعتقاد أن المرأة مخلوق ضعيف والرجل "سوبر مان " حتى يُعداه أبويه على التقاليد والأعراف التي تسيطر على عامة المجتمع فتكون هي نكرة تحتاج إلى ذاك الرجل حتى لو ظلَّه لتستمد القوة منه، إن النظرية التي أوجدتها الشعوب العربية في تقزيم مهام المرأة وجعل الرجل قويًّا حتى لو كانت مهاراته ضعيفة في اعتقاد الأدمغة العربية التي تظن أنها ضعيفة ولابد أن يوجد رجل لكي يحميها من رجل آخر فهل هذا منطق؟! الرجل والمرأة مكملان لبعضهما ويجب مساواتهما في الحقوق في كل الأمور، لم ترد إلى مسامعنا أصوات ذكوريّة تطالب بحقوقها، سبحان من كمّل الرجل عن الأنثى في هذه البقعة من الأرض فقد نشأت قاصرًا ومازالت قاصرًا في أعينهم، فأكثر الأصوات التي تجمعت حتى تطالب بحقها وتحارب من يهمشها هن النساء في أغلب المجتمعات الإسلامية مع أن الإسلام تكفل بحقوقها وفرضت عليهم ولكن التحيّز والسلطة الذكورية تولد مع سبات الجهل في توارث مثل هذه التي تلزم المرأة التشرنق وعدم الاعتراف بها في بعض المقاعد، فالرجال كاملي الحقوق ولا اعتقد أن هنالك شعورًا ولو على سبيل الافتراض واحد بالمئة بأن هناك تسلط من الجنس الآخر، فدول الرجال دائم متسلطين على مملكة المرأة ويظهر بعضهن ضعفًا أمامهم وكأنها تقول له املكني فأنا تحت قدميك عودتني أمي أن أستمع إليك ولا أعصيك حتى لو على حساب نفسي وبئس هذه الام التي نعتت أنها المدرسة الأم مدرسة أعدّت شعباً ذكورياً.

ليس الذكر كالأنثى نعم هناك اختلاف في تفاصيل الجسد ووجودها في الحياة،إن أسوأ مايَستخدمه هو سلطته أمامها ويستشهد بآية عن الرجال قوامون على النساء نعم قوامون والتكفل بالنفقة حتى لو كانت تعمل فحماقة الرجال تجعلهم يرددوها كالببغاء في كل قضية على طاولة نقاش تطالب بها النساء، فهم يحتاجون إلى دورات مكثفة ومقالات تغسل عقولهم من هذه الافتراءات الغير موضوعية، وعلينا أن نعلن أن صوت المرأة حين يغني يطربهم وحين يعلو صوتها منادية بحقوقها يصنف منكرًا وترجف قلوبهم خوفا من أن تخرج عن سلطته وحينها تسقط مملكة الذكور التي بنيت على عاهات ليست منطقية، فهناك أصوات في كل دولة عربية تنادي وتتزعم جمعيات تنادي بحقوق المرأة المضطهدة فهل من مزيد حتى ترتفع نسبة الوعي وتضمن الأجيال القادمة وتضمن كامل حقوقها.

إن ما يؤلم حقاً هو ذلك الشعور الذي يولد في كل امرأة بأنها فاقدةً للأهلية حتى لو توفيت، يا للمرأة هي نصف المجتمع ونصف هذا المجتمع مقيد بصكوك وكأنها قطعة أرض تباع وتشترى بيد واليها فعندما رسم هذا التخيل في الأذهان أثبتوا أن المرأة تعامل بأنها فاقدة لأهليتها وهذا إجحاف في حقها عندما لا يحدد لها سَنَن للرشد، فاختلقوا هذا الطوق على عنق المرأة الدعاة والمتشددين وما زالوا يحرمون إسقاط الولي عنها لكونها ناقصة عقل ولا دليلًا واحدًا ينادي لا في القرآن ولا السنة على ما تنادي به شريعة الدعاة الذين يعارضون على تمكين المرأة وتطلعاتنا تشرق في هدم كل هذه المعتقدات بأن تأخذ المرأة حقوقها كاملة كما كرمها الإسلام، وقبل إغلاق القلم علي أن أشعركم أنه لا يوجد حقوقًا للرجل ومايهذي به هو مجرد "دلع" وعلينا أن نصرخ فيه وجهه: "كفاية دلع".