"من هو دونالد ترامب ليقرر مصير القدس". عنوان لصحيفة لوريان لوجور الفرنسية..
"ترامب التاجر يقدم هدية لدولة الاحتلال إسرائيل" عنوان في صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
"صرخات المؤازرة للقدس فقدت تأثيرها في العرب ولن يصدر عنهم سوى الاحتجاج" عنوان في صحيفة نيويورك تايمز..
هل تكفي صرخاتنا وبياناتنا واحتجاجاتنا نحن العرب لتحرير القدس؟ اذا كان ملوك وحكام يلقون الخطابات لجذب ود شعوبهم، وقساوسة وأئمة يدعون الله لأجلها، وجماعات وأحزاب وفصائل تنظم حملات للتربح من ورائها،ومع ذلك لم نفلح في تحريرها من دنس اليهود، بل ظلت إسرائيل توسع سيطرتها الفعلية على الجزء الشرقي من القدس منذ احتلالها من الأردن في حرب 1967، وجاء ترامب ليعترف رسميا بها عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر الجاري، ليدق المسمار الأخير في نعش التطلعات ويعطي إسرائيل أملا في السيطرة على المدينة المقدسة. 
لن تجدي قمم عربية أو إسلامية تخرج في نهايتها بيانات هزيلة، لا تتناسب وحجم الكارثة التي تسبب فيها إعلان ترامب رجل الصفقات التجارية والأرباح العاجلة صاحب ما يطلق عليه صفقة القرن لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
حاول مستشاروه موائمة القرار مع استراتيجية لإحلال السلام، استراتيجية وهمية هدفها الحد من موجة الغضب في الشارع العربي والإسلامي، وارضاء الداعمين اليهود والمسيحيين المحافظين وكان هذا عاملا رئيسيا في قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أنا شخصيًا لم أندهش من قرار ترامب فالأمر مطروح أمام الإدارات الأمريكية منذ أكثر من عشرين عامًا ففي عام 1995 سنّ الكونجرس الأميركي قانوناً يقضي بنقل سفارة الولايات المتحدة في "إسرائيل" من "تل أبيب" إلى "القدس المحتلة" لكن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين كانوا يوقعون على تأجيل الخطوة، ويجددون الأمر كل نصف عام.
لقد كشف قرار ترامب حقيقة الدعم الأمريكى المطلق وانحياز واشنطن تجاه أسرائيل، وماجرى هو تحصيل حاصل وامتداد لقرارات أميركية خاطئة كبدت العالم خسائر كبيرة فى العقود الأخيرة، كما أنه يثبت أن الادارة الأمريكية جزء من المشكلة وليست جزءًا من الحل، السؤال الآن ماذا نحن فاعلون؟
حان الوقت لينتبه العرب إلى المخاطر المحيطة بهم وألا يعيشوا على الأوهام، وأن يدركوا أن العالم يحترم الأقوياء فلا الشجب ولا الإدانة ولا عبارات الأسف سوف تجدى إنما تجدى برامج إصلاح حقيقية ونبذ الخلافات، لقد لفت نظري ما طرحه القيادي الفلسطيني " محمد دحلان" 
أكد دحلان على ضرورة طرح خارطة طريق واضحة تعكس جوهر المواقف و المصالح الوطنية الفلسطينية، وطالب أبو مازن الإقلاع فوراً عن الغموض و التردد، واستثمار مناسبة القمة الإسلامية في تركيا بشأن القدس والمواقف العربية والدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية وترجمة ذلك على النحو التالي:
أولا : إنهاء الإنقسام الفلسطيني نهائيا لأن الانقسام احد العوامل التي اغرت ترامب.
ثانيا : التحلل التام من اتفاقيات أوسلو و كل أثارها القانونية و السياسية و الأمنية.
ثالثا : إعلان دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية دولة تحت الإحتلال و دعوة كافة الأشقاء و الأصدقاء للإعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 لسنة 2012
واعتقد أن الظروف الآن مواتية للرد على ترامب بإعلان الدولة الفلسطينية، إن استثمار هذه اللحظات التاريخية الإستثنائية وعدم التفريط فيها تحت وهم سلام مزيف تبشر به واشنطن من باب التضليل وتزييف الوعي هي السبيل الوحيد ليثبت العرب أنهم أحياء قادرون على الفعل وليسوا أيتاما على موائد اللئام.