القارئ قد لا تُشبعه قراءة رواية كي يعيش تفاصيلها وأدواتها منذ البداية مرورا بأدوار الشخصيات وتفاصيل أحداثها وحبكتها وكيف هي نهاية تلك الرواية هل كان لها سلسلة متتابعة يمر بها القارئ قبل إقفال الرواية والتي لا سيما بأن يكون إدراكه لها صعبًا بالقراءة على الورق!

بعد أن تتحوَّل رواية أو قصة من وحي خيال كاتبٍ إلى إنتاج سينمائي يُصوِّر كل الأحداث التَّخيُّلية بمهارةٍ عالية واحترافية لم يحدث أن صورتها عين العقل البشرية ، فاتحاد المنتج السينمائي مع المنتج الراوي نسج للعالم كله كتبًا مرئيةً تستطيع أن تقرأها وتطلع عليها عبر نافذة تأخذك من هذا العالم إلى عالمٍ آخر وأنت في مدرجات السينما .

‏أثار الإعلان السعودي الأسبوع الماضي عن منح تراخيص لدور السينما بعد حرمانٍ لأكثر من ثلاثين عامُا وللمعلومية فإنَّ الإعلان عن فتح صالات السينما لا يعني التأسيس بل يعني العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية وطمس المفاهيم الخاطئة التي لحقتها من تحريم ومنعٍ بعد رَبْطِها بِعُقَدٍ دينية ليس لها من الأساس مرجع ديني حتى يستطيعوا إثبات ذلك بسدل الإفتاء فمصطلح السينما شيء حديث ليس مستحدثا ولا يوجد أيُّ برهانٍ لكي نتعطَّل ولا نُسَابق العالم في تَقدُّمه بِكافَّةِ مجالاته ،، فتَأخُّرَنا أضرَّ بنا كثيراً ولكن ليس صعبًا أن ينعكس ذلك إيجابيا ويبهر الجميع ويصنع المنافسة من خلال خلق إعلامٍ مرئي خلَّاق بتقنية تفوق مراحل التقنية الحديثة قادرةٌ وهي على اختراق شرائح الشباب من مرتدين مقاعد السينما بتوصيل رسائل هادفة في المجتمع تبنى على التحدي وكسر قوانين المستحيلات مع الدَّفع إلى بناء عالم جديد مليئ وكأنه يرد رسالةَ لمشاهد وليست محتكرة للعيش في هذا العالم أبني لك عالم وحدك ..

‏قبل أن تشعل عجلة السينما في السعودية لتنافس سينما العالمية وتنير في السماء هل ستكون أول عجلة تتحرك بأفلام حديثة سعودية فهناك مواهب برعت وحان الوقت لإستغلال صناعهُ ودعمهم لتقديم أجود ما لديهم فكما أسلفت فنحن أمام تحدي في سباق ولم ننطلق إلى بعد مرور زمن من الوقت ، وزارة التعليم العالي لزم عليها اليوم فتح تخصصات التي كانت محجوبة في الجامعات الكبرى و تشمل على تخصصات لدراسة فنون السينما وصناعة الأفلام وتأتي معها أولاً دراسة الموسيقى وهو التخصص اذي يلهم المنتج السينمائي ولا يستغني عن الموسيقى في كل لوحة من لوائح إنتاج الأفلام وتوظيف هذه المخرجات .

‏ فلم نعد نحن الدولة المستثنية من السينما فيا عرب نحن اليوم على حد سواء المرأة لم تعد معاقة حركياً تقود سيارتها وممكنة وصالات السينما تم تشيدها في السعودية فماذا ينقصنا عنكم إذا أشار إلينا بعض الأعداء والحاقدون من الدول الأخرى بالانحلال أو الانفتاح السلبي، فكما يجد لديكم يوجد لدينا ولكن بضوابط شرعية فمازلنا على نقاء فكري والتزام معتدل ولكن من حق دولتنا أن تنشأ خط اقتصادي متين من دور السينما ،، فدولة الولايات المتحدة قائم اقتصادها أولاً على صناعة الأفلام فأصبحت السينما منجم يثري أكثر من الذهب ، و سجلت أمريكا أزمة اقتصادية بعد رهن العقاري ولكن هناك دخل استندت عليه من هوليود وتعتمد عليه أكثر من ثرواتها وما تنتج وأصبحت قوة اقتصادية عظمى وتسجل إيراداته بأراقم شاهقة ،عربياً. برزها على إثراها السينما المصرية فسجل نمو اقتصادي مكلل بالأرباح فأصبح عائد قوي تستحق دولة مصر لما برز فيها نجوم السينما، وعلى توقعات مؤكدة بعد تصريح السينما سيدعم الاقتصاد السعودي بـ90 مليار ريال وهذه تتوافق مع رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل بحيث لم يعد الاعتماد على كمصدر رئيسي والتحول نحو الاقتصاد السوق الحر . 

‏فأخبروا العالم العربي أن السعودية قادمة لخوض المنافسة في إطلاق كل طاقاتها الشبابية في المسارح السينمائية، فكن اليوم كما تصورنا بعد أن كنا لا شيء يذكر. 

كاتبة سعودية