في هذا الجزء لابد ان نشير الى نقطة مهمة وهي: إضافة الى لعنة الجغرافية التي لازمت كوردستان ارضا وشعبا بعد ان تجزأت لأول مرة في التاريخ وقُسمت بين العثمانيين والصفويين بعد معركة جالديران ( 1514 ) هناك لعنة من نوع اخرلازمتنا ولم تفارقنا وهي ( لعنة الخيانة ) ولعنة (اخطاء القيادات السياسية الكوردستانية ) تلك القيادة التي لاتزال تعمل وكانما كوردستان وشعوبها هي (مختبرً لإجراء تجاربها الفاشلة ) و الأدهى والأمرَّ من ذالك لم نسمع يوما من القيادة السياسية الكوردستانية السابقة والحالية (التي لم تفهم قواعد اللعبة السياسية في العراق والمنطقة بشكل عام, ان تنتقد ولو من حيث القول اخطائها بسبب الارتجال في قراراتها المهمة والمصيرية، التى تمس مصير الشعب باكملة لم نسمع يوما من القيادة السياسية الكوردستانية ( السابقة والحالية) ان تقدم اعتذارها إلى الشعب المنهمك عما بدرت منها من اخطاء إستراتيجية قاتلة كلفت الشعب الكوردستاني خسائر فادحة بالارواح والاكثر من هذا لاتزال تلك القيادات الفاشلة تكابر وتصر على المضي في اخطاء تاريخية قاتلة كما حصل موخرا في إستفتاء 25 ايلول وخيانة 16 اكتوبر 2017 . 

لم نسمع يومأ من قيادتنا ( الحكيمة جدا ) ان تقول علنا : نحن الذينتسببنا في اجهاض حلم الإستقلال ،بسبب سوء قراءتنا لمستقبلنا السياسي و نوايا الطرف الأخر وخططه , وبسبب سوء تقديرنا لحقائق الموازين الدولية والإقليمية واعتمادنا على تحالفات هشة غير موثوقة اضافة الى عدم دقة معلوماتنا الدبلوماسية وعدم معرفة حجمنا الحقيقي في المعادلات الإقليمية والدولية اضافة الى تشتتنا وانقساماتنا وصراعاتنا الحزبية القاتلة .. 

ومن سخرية القدر أننا لم نرى زعيما كوردستانيا ( بدون استثناء من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ) ان يترك منصبه الحكومي او الحزبي ويستقيل نتيبجه فشله في اداء واجبه الوطني , لم نرى يوما ان يخرج زعيم من زعمائنا( الحكماء العظماء) الذين يتخذون القرارات المصيرية في الضروف غير المناسبة ) لم نرى زعيما او قائدًا أو مسؤلاً حكوميًا يعلن استقالته من منصبه بسبب "فشله" في تنفيذ مهامه كي يفسح المجال أمام بداية جديدة لبلاده و امام اجيال جديدة( تؤمن بالواقع الجديد وبعقلية جديدة وممارسة جديدة )ممكن ان تقود العملية السياسية , وتحديدا الذين لديهم القدرة على الحركة في تغيير بوصلة العملية السياسية بالاتجاه الصحيح ..

ومن الغريب والمدهش, و في مسرحية بل لعبة مكررة ومكشوفة لغالبية الشعب الكوردستاني , ان يخرج الزعيم الديمقراطي جدا مع حاشيته و يعلن بعد كل انتكاسة انه لا يريد أن يبقى في منصبهولكن الشعب هو الذي أجبره على ذلك لانه (صاحب القرارات الحكيمة والرؤية الثاقبة، والرأي السديد ) على الرغم من كل اخفاقاته وفشله الذريع في ادارة البلد ... وهكذا يستمرالزعيم المتشبث بكرسي الزعامة حتى اخر رمق ولا يكترث بأرواح أبناء شعبه ولا يبالي لمصير أبناء جلدته ، ولا يهمه أن تحترق كوردستان ، لا يهمه أن يموت الشعب الذي يستلم ربع راتبه كصدقة كل ثلاثة اشهر مادام هو وعائلته وحاشيته وثرواته ومصالحه بخيروامان ولعل هذا يعزز ما قلناه سابقأ ونكرره الان ، أننا شعب يبدو في نظر زعمائنا وقادتنا المبتلين بهم رغماً عن أنوفنا , أننا شعب غير جدير بالعيش الكريم كباقي شعوب العالم ,وبكل بساطة لاننا شعب ندفع ثمن الاستجابة الفورية الخالية من التفكير و الطاعه العمياء للزعيم ( الفاشل )...

خلاصة القول : لقد حذرنا الجهات المعنية في كوردستان مسبقا من مخاطر إستفتاء استقلال إقليم كوردستان العراق في ظل رفض بغداد وتهديدات تركيا وإيران وتحذيرات أطراف دولية لها وزنها ووجودها وثقلها وتاثيرها على الساحة العراقية و الإقليمية , حذرناهم عبر سلسلة من المقالات السياسية ( باللغتين العربية والكوردية )(راجع ارشيف صحيفة إيلاف و اوينة الإلكترونية ) وقلنا : ان الإستفتاء والإنفصال عن العراق (هو حق طبيعي للشعب الكوردستاني وان التيمور الشرقية التي حصلت على أستقلالها عن اندونيسيا لم تكن تملك مقومات الدولة مقارنة بكوردستان ) ولكن ذهاب الإقليم الى إجراء عملية الإستفتاء بهذا التوقيت وبهذا الظرف الآني هو خطأ وخطأ كبيرجدا وخطوة غير مدروسة لاسباب كثيرة ( داخلية وخارجية) منها رفض الدول الداعمة للإقليم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا التي رفضت ( موعد ) إجراء الإستفتاء وليس (الغائه)، حسب التصريحات المعلنة لكبار مسؤولي هذه الدول .

ولكن ليس فقط لم تسمع الجهات المعنية تحذيراتنا وانما اُتهمنا كثير من الطيبين و المتحمسين الذين اختفت اصواتهم بعد نكسة 16 اكتوبر, اتهمونا (بألتهويل وبخلق فزاعات واخافة المواطن الكوردستاني وذهب البعض إلى ابعد من ذالك واتهمنا بالعمالة واكراد المالكي وطالبوا بمحاكمتنا بتهمة الخيانة ) دون أن يدركوا أننا كنا (نخاف ضياع ما حققناه بدم خيرة ابناء شعبنا و بالجهاد المضنى وبالتضحية الجسيمة ونخشى عدم تحقيق ما حلمنا به و نستسلم لواقعية يفرضها علينا الغرور الذي اصاب القيادة السياسية الكوردستانية التي اثبتت من جديد بانها: لا ترى.. لا تسمع .. لكن تتكلم ).

يتبع