‏ليس هناك إجابة شافية لكل سؤال يحوم عن: "ما الذي جعل هذا المشروع أو العمل الذي أخذ من صاحبه تلك الأهمية وفاق عمله عن بقية المهام"؟!

العلم والمعرفة والخبرة من المؤكد أنها حجر الأساس لكل صنعه تُعطى ماهرها ولكن هنالك سر وراء هذا العمل المكلل بالتفاؤل والمعنوية والذي أذهل جميع دور الأعمال ، ستيف جوبز الذي أبهر العالم التقني وهو المؤسس لشركة أبل فمقولته ربما تترجم إنجازاته " الطريقة الوحيدة للقيام بالعمل العظيم هي أن تحب ما تعمل " .

‏وفي معظم الأحوال التي تحكم بيئة الأعمال وتزرع حب العمل في أرواح عمالها حتى يستطيعوا أن يقدموا شيئًا مبهرًا ومنجزا ، فقلما تجد شخص يحاول محاربة روتينه الذي يقطعه عن الإبداع وصقل مهاراته بحثا عن التغير ، وأوجد الباحثون أن الأوقات الطويلة للعمل يكون موظفوها أكثر عرضة للخطر من الأقل كفاءة حيث أنها تؤدي إلى قلة النوم وعدم القدرة على التركيز وأثرى المؤلف الرئيسي للبحث الدكتور مايكل كلينتون، من كلية كينجز لندن: " يمكن أن يشكل التركيز على الأهداف المتعلقة بالعمل، إشكالية كبيرة عندما يتم تجاهل الأهداف الأخرى التي تشمل الأمور الشخصية والأسرية ذات الصلة".

‏ويصل هذا الشعور عند الأنسان أنه آلة بشرية تعمل من أجل مرتَّبٍ يقتضيه كل شهر فحقيقةً هذا ما يجعل كل المخرجات والمشاريع المُوكلةِ له لإنجازها في مدة أو مهلة معينة والآلية مكررة بدون أن تسمح للأيدي العاملة أن تتفنن في إتقانها وتخرجها بشكل مبتكر، فلو كان هناك مولد رئيسي في داخل كل من يعمل بحب وشغف فيما يقوم به وبدون أن يُشعر من فوضه بهذا العمل أنه ليس عبئٌ بل متعة واستمتاع في قيامه بهذه المهام لفاقت كل النتائج المتوقعة ومخرجاته في إدارته، فعلى المستوى المهني نجد حب ما نقوم بعمله معادلة وتساوي مخرجاتها نجاح العمل . 

‏مهامنا اليومية وواجباتنا أيضاً هي العمل الأول في حياتك الشخصية فإذا أحببت من حولك عائلتك أبنائك وأحسنت تربيتهم ، قدمت الحب والعون لوالديك فـ ياله من عمل عظيم وأجره عظيم أكثر عند الله ، فنحن لا نشاهد أنفسنا سوى أجسادٍ تتحرك وننسى المشاعر التي تولد معها الحب والاحتواء وتقدير الذات ومساعدة الآخرين فهو عمل رائع يفتح لعامليه آفاقًا لا محدودة ، فالتصفيق وحده لا يكفي لبعض الأسماء اللامعة التي نجحت في حياتها فهي تستحق الوقوف أيضًا احترامًا وإجلالًا لما قاموا به ، وعلى ذاكرتي القريبة فهناك شخصية مثيرة للإعجاب في العالم كله جميعنا نتذكره جيدًا " الأمير الراحل سعود الفيصل رحمه الله ،، رحل ولكن لم تزل إنجازاته وأعماله قائمة في هذا الوطن حتى وهو في مرضه يحب عمله وينجزه بنفسه ولم يقدم عذرًا واحدًا في خدمته للوطن، وذاك الذي زرع روح الإخلاص في حياة الإدارة "غازي القصيبي رحمه الله" رحل ولكنه بقي الوزير المثالي، فترجم إخلاصه لعمله وحبه له في مقولته الخالدة التي مازالت تُذكر: "لا أذكر أني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى توقيع " ..

‏فالشخصية الناجحة وراءها حب عظيم لكل عمل كلف به فدعونا نصنع

‏الأعمال العظيمة من إخلاص وحب وسيكون حقاً لدينا مثل سعود و غازي نسخٌ مكررة في هذه البقعة من الأرض .

كاتبة سعودية