نفط كركوك مصدر توتروخلاف دائم بين بغداد وأربيل.:

من المهم ملاحظة , ان الثروة النفطية الموجودة في كركوك هي خزان نفطي كبير لا يمكن للحكومة العراقية التخلي عنها بأي حال من الأحوال، وعليه كركوك كانت ولاتزال نقطة الخلافات الدائمة بين اربيل وبغداد . 

علينا ان نكون جريئين وصريحين في النقاش العلني , لما يدور همسأ وفي الكواليس, من ان لب المشكلة , سواء فيما يتعلق بالاستفتاء او الانفصال , هو مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها , وهنا اقصد الثروة التي توجد غالبيتها في تلك المناطق , وبالتالي تعتقد بغداد ومعها الدول المجاورة ومنها ( تركيا وايران ) من الخطورة السير قدما في الاستفتاء , والانفصال في دولة كوردية مستقلة , تسيطر على كامل الثروة النفطية حيث يقدر الاحتياطي النفطي الموجود في حقول النفط الوسطى والشمالية والتي تتركز في كركوك بحوالي 13 مليار برميل، أي أنه يشكل حوالي 12% من إجمالي الاحتياطي العراقي من النفط. ويعد حقل كركوك النفطي خامس أكبر حقل في العالم من حيث السعة وهو عبارة عن هضبة يقطعها نهر الزاب الصغير ويبلغ طولها حوالي 96.5 كم في عرض يبلغ حوالي أربعة كم. ويتراوح عمق آبار حقل كركوك بين 450 مترًا إلى 900 متر، ويقدر معدل إنتاج البئر الواحدة 35 ألف برميل يوميًا , ولكركوك 330 بئرا منتجة من اهمها حقول : بابا كركر، هافانا، باي حسن، جمبور وخباز، وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه الحقول نحو 470 ألف برميل يوميا, اضافة الى الغاز الطبيعي الذي يعد أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط . 

هكذا استطاعت بغداد ان تخنق اربيل التي تعتمد على إيرادات النفط فقط لادارة الاقليم : 

ان الحكومة العراقية استغلت الخلاف بين اربيل والسليمانية في التحالف مع طرف على حساب الآخر وبحكم أن مدينة كركوك هي من ضمن نفوذ حزب (الاتحاد الوطني الكوردستاني)، ومعظم قوات البيشمركه هناك المعروفة بـ(قوات وحدات 70 ـ تتبع لحزب طالباني)، وعليه إن قرارو فتح الطريق أمام القوات العراقية المساندة من الحشد الشعبي لدخول كركوك دون أن تلحق بالقوات المهاجمة أي خسائر ، كان كفيلاً بتسليم المدينة والمناطق المتنازع عليها ، دون قتال تقريباً، لبغداد, وعليه ان الانقسام الداخلي بين الكورد حال دون بلورة موقف وخطاب كوردي موحد كالعادة .

بافيل الطالباني أطلق فبل الاستفتاء "بالون اختبار" لمعرفة ردود فعل البارزاني : 

حصلت خلافات جديدة بين حزبي الاتحاد الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني، على خلفية استفتاء كوردستان، حيث كان جناج من حزب طالباني عازم على تأجيل الاستفتاء، الأمر الذي قوبل برفض الديمقراطي الكوردستاني ما دفع إلى حصول انشقاقات بين الحزبين بشأن هذه القضية المصيرية , وتحديدا بعد ان اطلق (بافل الطالباني) بالون اختبار لمعرفة ردود فعل البارزاني ولجس نبضه قبل اجراء الاستفتاء بيومن من خلال منشور له على الفيس بوك والذي قال فيه نصأ : أن الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني قررا قبول المقترح الأميركي والدولي لتأجيل الاستفتاء . 

وبعد ان طعن الديمقراطي الكوردستاني بصحة الخبر , اعلن الطالباني فورا وقال في توضيح له : ان أحد موظفي قسم الاعلام في مكتبي نشر مدونة باسمي، مفادها توصل الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الى اتفاق على القبول بالمبادرة الاممية وتأجيل الاستفتاء . 

وأضاف طالباني أنه ( تمت إزالة المنشور من على صفحته الشخصية في فيسبوك بعد الاطلاع عليه من قبل مدير مكتبه...) وانتهى الامر.

يتبع