يقول المفكر&والباحث الاجتماعي الكبير الدكتور&(علي الوردي)&: &(لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية، لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية&)..

وضمن هذه الفكرة تماما، يعيش&الفرد الكوردستاني&الكثير من الإزدواجية&الفاضحة&بين قوله وفعله&, بين فكره وسلوكه اليومي , بمعنى اخر(&يظهر للناس&شيء ويبطن&لهم&نقيضه&)&,وهكذا فإن&حال&المجتمع&الكوردستاني&&لا يختلف عن&حال&المجتمع العربي والاسلامي&اطلاقا&....

وعليه إن&أبسط مستويات التحليل تقودنا إلى أن الفر&الكوردستاني&كان ولا يزال محكوما&بإزدواجية&المعايير والتفكير والسلوك, على سبيل المثال لاالحصر&:&

في مثل هذا&اليوم 25 ايلول&قبل&عام&فقط&بلغ عدد المشاركين في (الإستفتاء على&إستقلال&إقليم كوردستان&)حوالي 3.3 مليون شخص،&من إجمالي 5.2 مليون نسمة الذين يحق لهم التصويت&في الإقليم&, وإن&(92.73)&&في المئة من(&3305925&)شخصا، صوتوا بـ"نعم"&لإستقلال الإقليم في الإستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه(&72.16&)في المئة.

وبعد مرورعام فقط على إجراء الإستفتاء الكوردستاني بدأ ممثلوا الاحزاب الكوردستانيه ( على انفراد )الذين صوتوا لإستقلال كوردستان ,&بدأوا&من جديد الدخول في سباق مارثون التوجه&نحو العاصمة بغداد للمشاركة الفعلية في&الحكم و الحصول على مزيد من المناصب&السيادية ومنها منصب ( رئيس الجمهورية ) .

&

صراع علني&على&منصب&(رئاسة الجمهورية&)&يُشعل الخلافات والكولسة بين (الاخوة الاعداء )&:

بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، عقد الحزب الديمقراطي&الكوردستاني&والاتحاد الوطني&الكوردستاني&العديد من الاجتماعات&الثنائية&واتفقا على الذهاب إلى بغداد&(ببرنامج مشترك)&، لكن&عودة&(برهم صالح&) الى صفوف الاتحاد&الوطني الكوردستاني باتفاق مسبق&وترشيحه&لمنصب رئيس الجمهورية&فُتح باب الخلاف بينهما على مصراعيه، وسرعان ما أعلن الحزب الديمقراطيالكوردستاني&أن&(برهم صالح&)ليس المرشح المشترك&والمتفق عليه&.

وعليه&زار نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني&(نيجيرفان البارزاني)&بغداد في 22 أيلول الجاري&، واجتمع مع القادة البارزين في الساحة السياسية العراقية،&و أبلغهم ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يرفض ترشيح&(برهم صالح&)وسيقدم رسمياً مرشح الديمقراطي الكوردستاني لمنصب رئيس الجمهورية.

، وفيما كان&(البارزاني)&لا يزال في العاصمة العراقية، أصدر المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني بياناً واصفاً الزيارة بأنها لا تتماشى مع&(وحدة الموقف)، وكانت لهجة الرد من قبل الحزب الديمقراطي&الكوردستاني&مماثلة في بيان أوضح أن الحزب كان في انتظار رد&(الاتحاد&الوطني الكوردستاني )حينما قررالأخير تحديد مرشحه دون العودة للحزب&(الديمقراطي&الكوردستاني&)، وعقب زيارة الحزب الديمقراطي هذه، أرسل الاتحاد الوطني وفداً إلى بغداد لتحشيد الدعم لمرشحه&( برهم صالح ).&

ومن الجيدير بالذكر إن &الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( صاحب مشروع&باي باي بغداد&) يرى أن تحديد من سيشغل منصب رئيس الجمهورية يجب أن يكون بالاتفاق، بعد إلغاء منصب رئيس إقليم كوردستان، حيث كان هذان المنصبان يقابل أحدهما الآخر، خاصة أن الاتحاد الوطني هو من شغل المنصب طوال الدورات الثلاث الماضية على التوالي، فيما يؤمن الاتحاد الوطني بأن صلاحيات رئيس الإقليم باقية وأنها نقلت إلى&(رئيس الحكومة&نيجيرفان بارزاني&)&لذا فأن رئاسة جمهورية العراق من حصته.....!!

ومن الجدير بالذكر إن عدد المرشحين الكورد الذين قدموا أوراقهم رسمياً، لخوض السباق الرئاسي اصبح (8 )مرشحين هم: &برهم صالح , فؤاد حسين , سروة عبد الواحد، لطيف رشيد (عديل طالباني والمستشار في رئاسة الجمهورية)، سليم شوشكيي( النائب السابق عن الجماعة الإسلامية) &,البروفسور الكوردي الفيلي(كمال عزيز محمد قيتولي)، عمر البرزنجي( سفير العراق لدى الفاتيكان) والنائب السابق (سردار عبد الله)&.

مسعود البارزاني&يصرعلى نيل مرشحه منصب رئيس جمهورية العراق&:&

في يوم 24/ أيلول / 2018 وبمناسبة ترشيح&(&فؤاد حسين&رئيس ديوان رئاسة الإقليم&وأحد المقربين من مسعود بارزاني)&لمنصب رئيس جمهورية العراق، وجه&(مسعود بارزاني)،&رسالة&الى الشعب الكوردستاني&أكد فيها دعمه&لمرشحه (فؤاد حسين )لرئاسة الجمهورية&بكل ما يملك لأنه مخلص ونزيه وكفوء( حسب ادعائه ),&كما عبر عن قناعته بأن ( حسين )&سيؤدي مهامه على أكمل وجه، وسيكون حريصاً على مصالح شعب كوردستان والعراق بكافة مكوناته,&كماعبرالبارزاني عن اسفه لعدم توجه&الاطراف الكوردستانية بوفد مشترك إلى&(بغداد)&,وعدم&التوافق بشأن&مرشح واحد&لرئاسة الجمهورية.

الأسف&لا&جدوى&منه لأن&ما&حدث حدث&:&

اسأل :&لماذا&عبر(مسعود&البارزاني)&عن أسفه&لعدم توجه&الاطراف الكوردستانية بوفد مشترك إلى (بغداد)&,وعدم&التوافق بشأن&مرشح واحد&لرئاسة الجمهورية&؟&متى&كانت الاحزاب الكوردستانية موحّدة&،&حتى&تكون&اليوم ؟&

يعرف الجميع&أنّ التناحروالإقتتال الكوردي&الداخلي&قديم جدا , ولولا&خيانة قادة الاحزاب الكوردستانية لقضية الشعب العادلة&&لما وصل حال الشعب&الكوردستاني إلى هذا الحد&...!

ان&&المثل&المتداول على اغلب السن الناس&:&(ما يؤلم&الشجرة&ليس&الفأس، ما يؤلمها حقاً أن&يد الفأس&من خشب&الشجرة&),&هذا المثل&ينطبق علينا&بحذافيره ,كذلك&كوردستان&ما يؤلمها ليس&التدمير&الخارجي فقط وإنما من يسرقها&ويدمرها&من ابناء جلدتها&(قادتها&الميامين الذين يتحكمون فيها&ويسيطرون على مقدراتهاوثروتها&بشتى الأساليب والمكر والخدع) .

اخيرا&: ان&السيد&(برهم صالح وفؤاد حسين)&صوتوا في 25 ايلول 2017 لإستقلال&كوردستان&وروجوا بشدة لموضوع الإنفصال وعرّضوا وحدة البلاد للخطرو خرقوا المادة(&1&)من الدستور المتعلقة بوحدة العراق،&(كما عبرحيدرالعبادي&عشية الإستفتاء).

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل يجوز من صوت لإستقلال كوردستان ان يرشح نفسه لمنصب رئيس جمهورية العراق؟&

وهل&نتجاوز&نحن الكورد هذه الصورة المضطربة من الإزدواجية&القاتلة&التي ادت إلى ترسيخ كل الانحدارات السياسية والاجتماعية والأخلاقية في المجتمع الكوردستاني&وخاصة بعد انتفاضة اذار 1991 ,&إضافة إلى تفشي افة الفساد (الاداري والمالي ) والغش والمحسوبية والمنسوبية و(فرهدة&)&ثروة الإقليم بحجج واهية ،وهل نتجاوز&افة الإزدواجية&و&التباين الحاد بين&(أقوالنا وأفعالنا)&ونتصالح مع ذواتنا قبل ان نتصالح مع الآخر؟

انا شخصيأ اشك بذلك &