تعاطف المجتمع الدولي مع رهف .. فرصة للمنظمات النسوية&لتدويل قضية ولي الأمر والعنف&..&

وصلت رهف& إلى كندا التي أستقبلتها بالزهور& .. برغم& علاقتها المتدهوره مع السعودية ؟؟؟&&

قضية رهف&سلّطت&الضوء مرة أخرى وأنظار العالم على&&الوضع الحقوقي في&المملكة السعودية&.. والتي& صرح&أحد&مسؤولي سفارتها& بأن& قضيتها& ""شأن عائلي ""& ولكنها تحت رعاية السفارة ..&

تمرد رهف& لازمه ذكاء حاد..&بمعرفتها بأن&القوانين&الغربية تعتبر سن الثامنة عشر&سن البلوغ& والنضوج&&والقدرة على&&إتخاذ القرارات&الفردية الخاصة&&والخروج&من مرحلة المراهقة& ومن أسوار العائلة&.. حتى الهرب&وليس من حق&&السلطات&الغربية&&إبلاغ العائلة ... بينما وفي المجتمعات العربية وبلا إستثناء تبقى& الفتاة&مراهقة وقاصرة وفي&&عصمة ولي الأمر&وغير قادرة على إتخاذ أي قرار خاص بها&حتى وإن جاوزت الخمسين ..&

قصة رهف إبنة الثمانية عشر .. والهاربة من سوء معاملة عائلتها كما تقول ..وبرغم صغر عمرها ,&لا تختلف كثيرا عن قصص كثير من الفتيات اللواتي إما يهربن .. وإما يخترن البقاء في الدول الغربية بعد الإنتهاء من دراساتهن العليا .. برغم قسوة الغربة& وغلاء المعيشة وصعوبة الحصول على وظيفة .. إلا أنهن يخترن البقاء تحت أي مسمى لجوء .ُمفضلين& ذلك على العودة إلى&الوطن.. السبب& أنهن في هذا الوطن ُيعتبرن& ..&ناقصات عقل ودين .. ناقصات الأهلية .. شهادتهن نصف شهادة الرجل .. ولا تستطيع التنفس بدون إذن ولي الأمر ؟؟ والألعن& تقاعس& الحكومات عن حمايتهن& ماديا& ومعنويا.&

في مقالتي هذه لن أكتب عن رهف وحدها .. بل سأكتب عن كل نساء المنطقة العربية اللواتي يخضعن للوصاية .. حتى وإن كان هذا الوصي هو نفسه الذي يقوم بالإساءة .. وإستعمال الضرب للتأديب على أن لا يترك هذا الضرب أثرا جسديا ..&وللتعنيف النفسي& .. وعليها&الصمت& والستر&حتى لا تتضرر سمعة العائلة ..&وهو تماما ما حدث مع الفتاة السعودية الثانية التي هربت إلى منزل صديقتها& وإتصلت بالسلطات لتطلب من الحكومة حمايتها من& تعنيف والدها المستمر& لفظيا وبدنيا .. وأنه هددها بالحرق أخيرا& .. والخوف من هذا التهديد هو ما دفعها للهرب .. كما وأكدت بأنها سبق لها تقديم بلاغا& للشرطة التي إكتفت&بتعهد الأب بعدم التعرض لها& .. ورجوعها للبيت صاغرة ..&

نفس القضية والعنف& ما سمعاه من بعض المعنفات& في& زيارتي الأخيره& لأحد البيوت الآمنة& للنساء& في فلسطين ؟؟؟&&&

أليس هذا&&العنف وبكل أشكاله&ما تتعرض له& أغلب& النساء في المنطقة العربية ..&&

أليس عدم المساواة والتمييز المقننانّ& في قوانين الأحوال الشخصية& التي ُيصر رجال الدين& على&عدم المساس بها& هي الوضع الطبيعي في كل المنطقة العربية ؟؟؟&

أليس عدم المساواة بين الأخ وأخته& في إرث والديهما& والذي تتقبله المرأة بمرارة وسكوت& حتى بعد تحايل الأخ& .. هو& الوضع العام في كل المنطقة العربية ..& ألم& يتمتد& التمييز في الإرث& للأحفاد ؟؟& حين& قامت&بعض&&الدول العربية بتعديل& قانون الإرث& بحيث مدت&&إرث الجد& ليصل لأحفاده من الإبن المتوفي&,&بينما حرمت& أيتام إبنته المتوفية& من الإرث ؟؟؟&&

أليس كل ماسبق هو ما يتم تحت نظام الولاية& التي تعطي السلطة التامة& للرجل على المرأة .....&

قد يعتبر البعض رهف صغيره جدا على القيام بمثل هذا التمرد .. ولكن رهف وغيرها يعرفن تماما& العنف المنتظر والباقي& والذي يلازمهن طيلة العمر ..&وهو ما دفعها للهرب.&

ما أستغربه& سكوت المنظمات النسوية في الدول العربية& عن تأييد النشطاء السعوديون من رجال ونساء الذين نجحوا&&بتحويل&قضية الوصاية& ما ُتعرف بولي الأمر,&& إلى قضية عالمية .. وهو التوقيت&المناسب&&للإستفادة من التعاطف العالمي لأن&&المعاناة واحدة ..&وإن تفاوتت& الحاجة للهرب والحرية ..&&&

الفرصة&المفتوحة الآن&&لكل منظمات العمل المدني في كل المنطقة العربية& لتأكيد&هدف واحد& لوقف الإستعباد ..&إلغاء& نظام الوصاية وبلا تردد. وإستقطاب& منظمات العمل المدني& النسائية&العالمية&&لمساندتهن في هذا المطلب ..&&حسب القوانين الدولية& ومواثيق& حقوق المرأة .. والإتفاقات التي وقّعت عليها معظم الدول العربية& ..&&&

&

لن تستطيع أي من الدول العربية الإنتظار أكثر .. لتفكيك نظام الولاية بالتدريج من أجل تجنب رد فعل الشريحة المحافظة في مجتمعها&.. وتجنب رد فعل فقهاء الدين الذين شوهوا مقاصد الدين .. ومقاصد العلي القدير&بالعدل والمساواة والرحمة وعدم الإستعباد..&&..& الطريق الوحيد&للخروج من& المأزق الذي&ستواجهه معظم الدول العربية&&..&الإلتزام بالإتفاقية الدولية&&سيداو . وبدون أية تحفظات ..وبدون&التبرير تحت بندي الإختلافات&والخصوصية& فكلها تبريرات ُتعيق التطور المجتمعي لمصلحة الإنسان ومصلحة المجتمع& ..& بينما نتشارك جميعا بأننا بشر& خلقنا إله واحد& ..&

السؤال الذي يدور في ذهني الآن .. ُنرى هل تستطيع رهف تحمل وحدة الغربة وقساوتها ؟؟؟& ولكن وفي كل الأحوال أحترم خيارها وأتمنى لها& التوفيق ..&


&

&

&