تلخيص وتجديد مع معلومات إضافية لمقال كنت قد نشرته قبل اربعة أعوام


تطل علينا اليوم (27 كانون الثاني) ذكرى مؤلمة علينا - يهود العراق - وهي الذكرى الخمسون لحملة الإعدامات والقتل التي طالت أبناء هذا الطائفة المسالمة والتي كان عددها آنذاك ما يقارب الثلاث الاف نسمة.

بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت بالجيوش العربية في حرب الأيام الستة أصبح من تبقى من يهود البلاد العربية كبش فداء للحكومات العربية وخاصة في العراق، سوريا، مصر وليبيا وللغوغاء وتعرضوا الى حملات اضطهاد واعتقال واعدامات وقتل وحرق ممتلكات من اسوء ما تعرض له يهود الدول العربية في القرن العشرين.

سأتطرق هنا لما تعرض له يهود العراق:

في الأشهر الأولى بعد الحرب أعتُقل العشرات من اليهود في العراق وقضوا في السجون أشهر تعرضوا فيها إلى الضرب وتلقى الإهانات. وبدأت حملة اضطهاد عنيفة ومن ضمنها طردهم من وظائفهم، عدم تجديد تراخيص الاستيراد، دفع ضرائب دخل إضافية، منع الطلاب الذين أكملوا الدراسة الاعدادية من دخول الجامعات، قطع الهواتف من البيوت، طردهم من النوادي الأهلية، غلق ثم الاستيلاء على نادي وملعب الطائفة في البتاوين، عدم جواز بيع البيوت والممتلكات، تجميد الحسابات في البنوك وتحديد كمية النقود الممكن سحبها شهرياً، عدم السماح بالسفر أكثر من بضع كيلومترات بدون اخذ موافقة الشرطة، مراقبة بيوت اليهود على مدى 24 ساعة من قبل الشرطة السرية والمخبرين.

لكن كل ما وصفته لا يقارن بما حدث بعد مجيء البعث في انقلاب 17 تموز 1968. بدأت في خريف 1968 حملة مسعورة ضد يهود العراق على أثرها اعتقل من جديد العشرات من كافة الطبقات الاجتماعية والأعمار واتهموا بالتجسس لصالح إسرائيل وبعمليات التخريب ثم قامت حملات من الإعدامات والتصفية الجسدية في السجون. في البداية كان اليهود لعبة لترهيب الشعب العراقي وخصوم البعث.

بدأت حملات الاعتقال في أيلول 1968 حيث اعتُقل أربعة يهود واختفوا بدون اثر وبدأت الإشاعات تدور انهم في قصر النهاية. بعد أسابيع سمعنا أن سبعة عشر يهودياً من البصرة قد تم إلقاء القبض عليهم وجلبهم إلى بغداد بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، عشرة منهم طلاب جامعيين. ووصل العدد بعد أسابيع لأكثر من ثلاثين شخصاً.

معظم المتهمين وبسبب التعذيب اضطروا أن يتهموا واحدا الآخر حسب التعليمات ماعدا ناجي زلخة، تشارلس حوريش، زكي زيتو وعبد الحسين نور جيتا الذين رفضوا الانصياع للتعليمات وأصروا على براءتهم على الرغم من التعذيب الشديد الذي تعرضوا اليه حسب شهادة سجناء كانوا معهم. عينت المحكمة محامي دفاع كان يؤكد الاتهامات والاعترافات ويطلب بعض الرحمة !

بعد عدة جلسات لمحاكمات صورية وتهم ملفقة صدرت أحكام الإعدام على أربعة عشر متهماً وأعدموا شنقا في السجن المركزي في بغداد في ليلة السادس والعشرين من كانون الثاني وعلقت جثث أحد عشر من المتهمين في صباح اليوم التالي السابع والعشرين في ساحة التحرير في بغداد وثلاثة في ساحة ام البروم في البصرة.

هذه أسماء الذين أعدموا (بارك الله ذكراهم) وعلقت جثثهم المشنوقة ووضع على صدر كل واحد منهم لوح يتضمن اسمه ومهنته وديانته

* تسعة يهود - نعيم خضوري هلالي، داود حسقيل دلال، حسقيل صالح حسقيل، صباح حييم ديان، داود غالي ادكار، يعقوب كرجي نامردي، فؤاد كباي، تشارلس رفائيل حوريش أعدموا شنقا ليلة 26 كانون الثاني وعلقت جثثهم في ساحة التحرير صبيحة 27 أما عزرا ناجي زلخة التي اتهم بانه كان رئيس لشبكة التحسس فنقل جوا الى البصرة وأعدم شنقا في 27

* ومعهم جمال صبيح الحكيم (من أصل يهودي)، عبد المحسن جار الله (مسلم شيعي)، محمد عبد الحسين نور جيتا (مسلم شيعي باكستاني الأصل)، والمسيحيان - زكي اندراوس زيتو والبير حبيب توماس

* مع العلم ان المرحوم يعقوب اطرقجي من يهود البصرة كان قد ألقى القبض عليه في 8 تشرين الثاني مع الآخرين من يهود البصرة وقتل حسبما تبين بعدا في نفس اليوم بعد التعذيب الذي تعرض له لتخويف الآخرين وانتزاع اعترافات منهم بالقوة بتهم الجاسوسية. السفالة وصلت بان محكمة الثورة أصدرت حكم بالإعدام غيابيا عليه ليتم لهم مصادرة اموله. كذلك سامي اخ البير توماس مات من التعذيب.

كان هذا اليوم من أسوء الأيام التي عاشها يهود العراق (بعد فرهود 1941) وأعمقها أثرا في نفوسهم. أعدم خيرة ابنائنا وعلقت جثثهم على أعواد المشانق المنصوبة في ساحتي التحرير وام البروم بحضور مئات الألاف من الشعب العراقي – الكثير منهم تحت تأثير التعليمات مثل اتحاد الطلبة او العمال او الفلاحين او من حب الاستطلاع او الشماتة. اما الراديو والتلفزيون فكانا يحثان أهالي بغداد للتوجه

إلى ساحتي التحرير وام البروم حين كان قادة البعث وممثلون عن المنظمات المهنية والوية العراق يلقون العديد من الخطابات حول النصر العظيم على الجواسيس والطابور الخامس وإسرائيل والاستعمار. ً صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة خاطب الجماهير الذي كانت ترقص وتغني وتأكل وتبصق وترمي الحجارة على جثث الأبرياء " يا شعب العراق العظيم. عراق اليوم سوف لن يتسامح مع أي خائن أو جاسوس أو عميل للطابور الخامس........... ومضى متوعّداً: " هذه هي مجرد بداية. الساحات العظيمة والخالدة للعراق سوف تُملأ بجثث الخونة والجواسيس. فقط انتظروا".

وتجول رئيس الجمهورية احمد حسن البكر في شوارع بغداد وساحة التحرير ليرى بنفسه "فرحة جماهير شعبنا البطل" كما ورد في الصحف العراقية.

بعد سقوط صدام اعترف عدد من القادة البعثيين انه هذه التهم كانت ملفقة.

بلغ عدد اليهود العراقيين الذين قتلوا على أيدي جلاوزة البعث خمسون شخصا، معظمهم بين (1968-1973). بعد موجة الاشمئزاز العالمية على الإعدامات وتعليق الجثث والاحتفالات لجأت الحكومة إلى اتباع أساليب أخرى لإعدام وقتل اليهود خلال بقية عام 1969. هذا بالإضافة إلى اعتقال العشرات وتعرضهم للتعذيب في قصر النهاية وفي السجون الأخرى التي قبعوا فيها لأشهر قبل إطلاق سراحهم وبعضهم وفاته المنية بوقت قصير بعد خروجهم.

دفعت حملات الاعدام والقتل ما تبقى من يهود العراق لاغتنام اول فرصة سانحة للنزوح من هذا الجحيم - هرباً عن طريق الشمال إلى إيران صيفي 1970و1971 بمساعدة الأكراد، أو بجوازات سفر في 1972و1973 بعد لم يتبق الكثير وهكذا انتهى تاريخ يهود العراق بعد أكثر من 2600 سنة.

لحفظ ذكرى شهداءنا العطرة، هذه أسماء الضحايا (في نهاية المقال تفصيلات عن كل هذه الضحايا)

* بعد اعتقالهم لقوا حتفهم من جراء التعذيب ولم تسلم جثثهم: يعقوب اطرقجي، فؤاد يعقوب شاشا، أكرم عزرا بحر، شوع سوفير

* بعد اعتقالهم لقوا حتفهم من جراء التعذيب: نسيم يائير حاخام (سلمت جثته بعد خمسة اشهر)، داود ساسون زبيدة (سلمت جثته بعد ثلاثة أيام)، شمعون مصلاوي (تم دفنه في مقبرة إسلامية)، موشي الياهو حاخام (جلطة قلبية في نفس اليوم الذي أطلق فيها سراحه)

* أعدموا في السجن شنقا: اسحق الياهو دلال، حسقيل رفائيل يعقوب، ناجي ساعاتي، البير يهودا نونو

* قتلوا بعيارات نارية او ظروف غامضة: عزرا يعقوب جوري، روبين بلبول، صيون حكاك وموشي شلومو افرايم، استرينا بخاش-عابد

* اختطفوا أو اعتقلوا واختفت آثارهم: المحامي يعقوب عبد العزيز، يعقوب يامين رجوان، شاؤول يامين رجوان، الدكتور عزرا خزام، حسقيل فكتور أبو داود، شاؤول باروخ شماش، عزوري منشي شماش، سليم صدقة، عزرا شمطوب، ناجي جيتايات، ناجي عزرا قشقوش وزوجته سعاد قشقوش، الأخوة عزرا منشي سليم قحطان وسليم منشي قحطان، نعيم سليم فتال، شوع عزيز البقال، يهودا خضوري الصائغ، وأختيه رحمة واليزا، أبراهام نسيم الصائغ

* مجزرة قتل خمسة من عائلة قشقوِش – الأب روبين عزرا، الأم كليمنتين، الابنين سمير وفؤاد والبنت جويس ذبحوا في دارهم وقطعت جثثهم وضعت في حقائب حملتها سيارة شحن للتخلص منها

وأخيرا بعد سقوط صدام وفي 2005 اختطف الشاب يعقوب شهرباني واختفت آثاره.

اختتم هذه المقالة بالقول – " ربما مقتل خمسين شخصا (كان عددنا ما يقارب 3000 نسمة) لا يعد شيئا مقارنة بما فعله بعد ذلك صدام حسين والبعث بالعراقيين ان كانوا خصومه/هم او لا، ثم ما حدث بعد سقوط نظام صدام من اقتتال طائفي بين الشيعة والسنة وضحايا التفجيريات الانتحارية والمجازر التي تعرض لها المكون المسيحي واليزيدي على ايدي داعش او غيرهم لكن هكذا بدأ إرهاب البعث باليهود العراقيين - ولم يدافع عنّا أحد أو يعترض. هناك قول من يبدا باليهود لن ينتهي باليهود!

يقول البروفيسور والأديب شموئيل مورية (رحمه الله) في احدى قصائده:

قالت لي أمي" والأسى في عينيها:

"ظلمونا في العراق،

وضاق المقام بنا يا ولدي،

فما لنا و "للصبر الجميل"؟

فهيا بنا للرحيل!"

============

ملاحق

خلفيات الحكم بالإعدامات

في الرابع عشر من كانون الأول، بث التلفزيون العراقي مقابلة أدارها بعثي معروف وظهر فيها عبد الهادي البجاري - محامي مسلم (وصادق جعفر الحاوي مسلم من البصرة. بدأ الإعلامي البعثي بتوجيه أربع اتهامات اليهما واعترف الأثنان سريعا بتواطئهم. الاتهام الأول يتلخص في أن تاجر أدوات منزلية من البصرة يدعى ناجي زلخة كان يترأس شبكة تجسس إسرائيلية ويرسل الشباب اليهودي عبر الحدود إلى عابدان لكي يتدربوا، على أيدي عملاء إسرائيليين على استعمال الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والمتفجرات بغرض القيام بعمليات تخريبية كنسف الجسور. الاتهام الثاني هو أن الجواسيس اليهود قد فجروا جسر قرب تمثال أسد بابل في وسط البصرة وانهم مستعدون للقيام بعمليات أخرى (لم يفجر جسر كهذا والظاهر أن سيارة لوري عالية كانت قد ارتطمت بالجسر في وقت ما ووقعت بعض الأحجار).

التهمة الثالثة تتعلق باستلام شبكة التجسس أموال طائلة من إسرائيلي عن طريق إيران إلى العراق من خلال وساطة شركة نقل بحرية يمتلكها باكستاني (محمد عبد الحسين جيتا) في البصرة. حسب الرواية المختلقة وزعت هذه الأموال لأعضاء شبكة التجسس وللأكراد في الشمال وللعملاء الصهيونيين في لبنان أمثال كميل شمعون (رئيس جمهورية سابقاً) وهنري فيرون (سياسي معروف). ولإكمال حبك هذه القصة الخيالية فان توزيع الأموال كان عن طريق المحامي عبد الهادي البجاري وتاجر كبير ووكيل عمولة في بغداد يدعى تشارلس حوريش وعن طريق مالك شركة توزيع سيارات فورد.

أما التهمة الرابعة فهي تتعلق بان رئيس شبكة التجسس ناجي زلخة كان يرسل رسائل مهمة إلى إسرائيلي باستعماله جهاز لاسلكي كان قد وضع في كنيسة السبتيين في البصرة بمساعدة ألبرت حبيب توماس مسيحي من البصرة وجاسوس يهودي.

في يوم السبت 4 كانون الثاني انعقدت الجلسة الافتتاحية لمحكمة الثورة برئاسة العقيد علي هادي وتوت وبُثت بعض وقائع الجلسة الأولى بالتلفزيون والإذاعة العراقية حيث شوهد ثمانية من المتهمين وفيها وجه الادعاء التهم الملفقة والاعترافات المزعومة. وتلتها 4 جلسات أخرى لم تبث حية. في السابع عشر من الشهر بدأت الإذاعة العراقية كل ليلة ببث مقتطفات من تسجيلات الجلسات حتى ساعة مبكرة من يوم الاثنين 27 تموز. سنحت لي الفرصة أن اقرأ مجدداً بعض وقائع الجلسات – لم أدر هل اضحك من المسخرة أو ابكي للمأساة (سأحاول ان أنشر بعضها في المستقبل لاطلاع القراء على هزالتها. يجدر بالذكر ان محكمة الثورة كانت قد أصدرت أحكام الإعدام سريا في 12 و15 كانون الثاني سريا وصادق عليها مجلس الوزراء بمرسومين جمهورين في 23 كانون الثاني سريا أيضا.

تفصيلات عن الضحايا:

هذه أسماء الذين أعدموا وعلقت جثثهم في السابع والعشرين من 27 كانون الثاني 1969 ووضع على صدر كل واحد منهم لوح يتضمن اسمه ومهنته وديانته

* عزرا ناجي زلخة (51) - تاجر لأدوات بيتية في البصرة، نقل جوا الى البصرة لتعلق جثته في ساحة ام البروم

* نعيم خضوري هلالي (19) - طالب في مدرسة ثانوية في البصرة

* داود حسقيل دلال (16) – طالب في البصرة اجبر على القول ان عمره تسعة عشر عاما لكي يمكن محاكمته وإصدار حكم الإعدام

* حسقيل صالح حسقيل (17) – طالب من البصرة أرغم على القول انه جاوز الثامنة عشر لكي يتسنى شنقه

* صباح حييم ديان (30) – تاجر قطع غيارات للسيارات من البصرة

* داود غالي ادكار (23) – طالب من البصرة

* يعقوب كرجي نامردي (38) – موظف في شركة نقليات من البصرة

* فؤاد كباي (30) – موظف في دائرة المكوس في البصرة

* تشارلس رفائيل حوريش (44) - تاجر ووكيل من بغداد

أعدم مع هذه المجموعة جمال صبيح الحكيم وهو طالب في جامعة البصرة من أصل يهودي كان والده قد أسلم وقد علقت جثته في ساحة البروم في البصرة (من الناحية الدينية ليس يهوديا) وكذلك عبد المحسن جار الله - تاجر مسلم شيعي، محمد عبد الحسين نور جيتا - مسلم شيعي من باكستان، شنق في بغداد ونقلت جثته إلى البصرة لتعلق في ساحة البروم والتاجران المسيحيان من أهل البصرة - زكي اندراوس زيتو، والبير حبيب توماس (سامي أخ البير مات من التعذيب)

هذه أسماء اليهود العراقيين الذين لاقوا حتفهم بين 1968-1973

* نسيم يائير حاخام، محاسب في دائرة مقاول ألقى القبض عليه في بداية شهر أيلول ولقي حتفه بعد 8 ايلول من جراء التعذيب. سلمت جثته لدفنها بعد حوالي خمسة أشهر في مقبرة اليهود بدون السماح العائلة للحضور. طوال الفترة التي كانت جثته في الثلاجة، استمر موظفو السجن استلام الطعام والملابس التي كان يرسلها أهله

* يعقوب (جاك) اطرقجي تاجر انسجه وملاك ألقى القبض عليه في 8 تشرين الثاني كمتهم في شبكة التجسس أعلاه ولقي حتفه في اليوم نفسه من جراء التعذيب لإرهاب باقي المتهمين ولإرغامهم على الاعتراف بالاتهامات. وصل الاستهتار بالقيم القضائية والأخلاقية إلى أدني مستوى حين أصدرت محكمة الثورة حكم غيابي عليه بالإعدام شنقا لهروبه وعدم حضوره إلى المحكمة ليجيب على التهم المسندة إليه

* فؤاد يعقوب شاشا – تاجر حديدي ألقى اقبض عليه في 21 كانون الأول مع والده وسجن في سرداب في قصر النهاية ثم اختفت أثاره. بعد حوالي 3 أسابيع نشرت الجريدة الرسمية انه قد هرب

* شمعون مصلاوي، بياع جرائد في بغداد. اعتقل في حي الأعظمية في كانون الأول 1968 واتهم بالتجسس لقي حتفه في نفس الشهر من جراء التعذيب وتم دفنه في مقبرة إسلامية.

بعد موجة الاشمئزاز العالمية على الإعدامات وتعليق الجثث والاحتفالات لجأت الحكومة إلى اتباع أساليب أخرى لإعدام وقتل اليهود خلال بقية عام 1969:

* داود ساسون زبيدة – مقاول بناء ألقى القبض عليه في 23 تموز وسجن في قصر النهاية تعرض للتعذيب وأخبرت الحاخامية بعد ثلاثة أيام أن ترسل الدفان ليأخذ جثته

* في 25 آب أعدم شنقاً في السجن المركزي في بغداد اسحق الياهو دلال، وكيل شركة توشيبا في بغداد وحسقيل رفائيل يعقوب، صاحب أملاك في البصرة

* ناجي ساعاتي أعدم في السجن المركزي 7 تشرين الثاني

* أكرم عزرا بحر اعتقل في 27 أيلول وقتل في قصر النهاية بعد التعذيب ولم يعثر على جثته

في 1970 و1971 قتل 3 يهود:

* شوع سوفير – مسجل علامات تجارية زُج في قصر النهاية ولقي حتفه بعد التعذيب ولم يعثر على جثته وظلت زوجته تبحث عنه لأشهر وقيل لها انه هرب

* البير يهودا نونو تم إعدامه في تشرين الثاني 1969 في السجن المركزي في بغداد مع من أعدموا بالجملة في حمام الدم الذي أقامه البعث في 21 و22 كانون الثاني 1970

* عزرا يعقوب جوري اعتقل في كانون الثاني 1970 وسجن في قصر النهاية وبعد تعذيب شديد أطلق سراحه في كانون الثاني 1971. بعد أسبوع من إطلاق سراحه عثر على جثته بالقرب من مطار بغداد مصابة بعيارات نارية ومقيدة اليدين والرجلين.

وحتى بعد خروج معظم اليهود من العراق ولم يتبق إلا بضع مئات تم في خريف 1972 اختطاف أو اعتقال عشرة يهود واختفت آثارهم ولا نعلم عنهم أي شيء حتى الآن:

في أيلول

* يعقوب عبد العزيز*، محامي. اختطف قبيل يوم الغفران

* يعقوب يامين رجوان، تاجر اعتقل من داره

* شاؤول يامين رجوان، صاحب حانوت لبيع المشروبات الكحولية – اعتقل من داره في تشرين الأول

* عزرا خزام، طبيب خرج لزيارة أصدقاء واختطف في الشارع أمام المارة وأرغم على الركوب في سيارة

* حسقيل فكتور أبو داود تاجر اقمشه من البصرة اعتقل من داره

* شاؤول باروخ شماش صاحب أملاك وعقارات اعتقل من داره

* عزوري منشي شماش يبلغ من العمر 77 عاماً ووالد لثمانية أولاد اختطف في طريقه للمقهى لتوجيه دعوات لأصدقائه لحضور حفل زواج

* سليم صدقة ماسك حسابات

* عزرا شمطوب

في تشرين الثاني

* ناجي جيتايات

وفي 1973 حين لم يبق إلا القليل، تم قتل 15 يهوديا / يهودية – 9 منهم اعتقلوا واختفت آثارهم ثم نهبت أموالهم، و6 قتلوا في بيوتهم:

* ناجي عزرا قشقوش - تاجر غيارات للسيارات وزوجته الشابة سعاد اعتقلا الاثنان في 6 شباط

* عزرا منشي قحطان - خياط، واخوه سليم منشي قحطان اعتقلا في 20 آذار

* نعيم سليم فتال، بائع خردوات اعتقل في 29 آذار

* شوع عزير البقال، نجار اعتقل في 4 نيسان

* يهودا خضوري الصائغ، وأختيه رحمة واليزا اعتقلوا في 9 نيسان ونهبت أموالهم

* أبراهام نسيم الصائغ قتل في 10 تشرين الأول في بيته ونهبت أمواله

* وأخيراً المجزرة بحق خمسة من عائلة قشقوِش – الأب روبين عزرا، الأم كليمنتين، الابنين سمير وفؤاد والبنت جويس حيث ذبحوا في دارهم وقطعت جثثهم وضعت في حقائب حملتها سيارة شحن للتخلص منها

في 1975 قتل روبين بلبول في بغداد في ظروف غامضة. وكذلك أصيب الصيدلي موشى حاخام الياهو بجلطة قلبية أدت الى وفاته في المستشفى في نفس اليوم الذي أطلق فيها سراحه بعد تعرضه للتعذيب

في 1992 قتلت استرينا بخاش-عابد في شقتها ونهبت اموالها وفي شرين الأول 1998 داهم فلسطيني دائرة الطائفة الموسوية في بغداد وقتل صيون حكاك وموشي شلومو افرايم

وأخيرا بعد سقوط صدام وفي 2005 اختطف الشاب يعقوب شهرباني واختفت آثاره.

****

ملاحظة: اعتمدت في كتابة هذا المقال على ذاكرتي من تلك الفترة وعلى عدد من الكتب المهمة في هذا الشأن:

د. نسيم قزاز – وثائق ومقتطفات من الصحافة والمصادر العراقية عن يهود العراق في العصر الحديث – مكتبة كل شيء – حيفا 2013 من اهم الكنب الي صدرت برعاية رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق والذي يتضمن تفاصيل عن الضحايا

كرجي بيخور – حياة رائعة وموت مثير (باللغة الإنكليزية) 1990

ماكس سودائي – الكل بانتظار أن يُشنقوا (باللغة الإنكليزية) 1974 www.maxsawdayee.com

شاؤول حاخام ساسون – في جحيم صدام حسين من منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق 1999