السلام هو حالة الهدوء والسكينة، ويستخدم مصطلح السلام كمعاكس ومنافي للحرب واعمال العنف الحاصل بين الشعوب المختلفة او طبقات المجتمع المتباينة او الدول&المتنافسة، فحتى في وقت السلم يدخل الناس في الصراعات والسجالات وتعارض الآراء والرؤى، والحملات الانتخابية سواء رئاسية او برلمانية او بلدية مثال على هذه الصراعات والسجالات.&ومما يتبين من التاريخ جنوح الغالبية الى صنع السلام ومحاولة احلاله كحالة طبيعية وعادية يجب ان تكون مستمرة في مسار التطور والنماء الإنساني، منافية بذلك للحرب والعنف كحالة شاذة ومعاكسة للحالة الطبيعية&وهي السلام، الأمر الذي لا يتماشى&مع&الإزدهار&والرقي الإنساني. (المصدر: ويكيبيديا – الموسوعة الحرة).

التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية او بين المواطنين لا يعني بالضرورة تطابق وجهات النظر حول مختلف الأمور والقضايا التي تهم المواطنين، لأن تطابق وجهات&النظر بين المواطنين&من الأمور المستحيلة ولا تتناغم مع نواميس الحياة الطبيعية التي خلقها الله&(جلت قدرته وعلا شأنه). فما دام الانسان يمتلك&العقل&الحروالقدرة على التفكير والنظر في أمور الحياة، فهذا يعني انه يمتلك إمكانية الاختلاف مع الآخرين في الفكر والمواقف ووجهات النظر. ومن غير الطبيعي لعقول مختلفة في القدرات والمدارك ان تتطابق وجهات نظرها&ومواقفها&على كل القضايا.&اختلاف&الناس في أفكارهم وتصوراتهم ومواقفهم تارة يكون عاملا رئيسيا&مساعدالعملية التعايش الاجتماعي السلمي باعتباره هو الخيار الحضاري الوحيد الذي يكفل للجميع حرية الاختيار، وتارة يكون سببا أساسيا من أسباب الصراع والنزاع والتصادم.

يقول المفكر مالك بن نبي:&"نستطيع ان نقرر ان شبكة العلاقات هي العمل التاريخي الأول الذي يقوم به المجتمع ساعة ميلاده، ومن اجل ذلك كان اول عمل قام به المجتمع الإسلامي هو الميثاق الذي يربط بين الأنصار والمهاجرين. وأنه كما كانت العلاقات الداخلية السلمية هي نقطة الانطلاق في تاريخ المسلمين، فإن تدهورها كان مؤشر السقوط والانحطاط. لقد كان المجتمع الإسلامي إبان أفوله غنيا ولكن شبكة علاقاته الاجتماعية قد تمزقت. وهكذا الأمر دائما، فإذا تطور مجتمع ما على أية صورة فإن هذا التطور مسجل كما وكيفا في شبكة علاقاته، وعندما يرتخي التوتر في خيوط الشبكة فتصبح عاجزة عن القيام بالنشاط المشترك بصورة فعالة، فذلك أمارة على ان المجتمع مريض وأنه ماض الى النهاية. أما&اذا&تفككت الشبكة نهائيا فذلك إيذان بهلاك المجتمع، وحينئذ لا يبقى منه غير ذكرى مدفونة في كتب التاريخ".

يمثل حكم القانون في المجتمعات المتحضرة&أحد&اهم&العوامل&الرئيسية لتحقيق السلم الاجتماعي من خلال تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين مختلف الجماعات والأفراد، ويعني حكم القانون ان الناس متساوون بغض النظر عن الاختلاف في&الجنس او الدين او اللون او العرق، وبغض النظر عن الموقع الاجتماعي او النفوذ السياسي.&كما&يتحقق السلم الاجتماعي من خلال إعلاء صوت العقل وسيادة الحكمة، واحترام الاختلاف وتعزيز العيش المشترك، والاقرار بالتنوع الذي يصون حريات الانسان وحقوقه.&

يعد السلام في مقدمة القيم الإنسانية العظيمة، وهناك العديد من الأقوال المأثورة والمتواترة في هذا الشأن، والتي شاعت في اعمال واقوال الفلاسفة والشعراء والأدباء والباحثين على مر العصور، تمجد جميعها السلام وتجعل منه قيمة أساسية عليا ومحورية في حياة الشعوب والأمم،&وحين يغيب السلم الاجتماعي&في أي مجتمع تغيب معه الحقوق الأخرى. لا توجد&أي&مبررات إنسانية او دينية&او أخلاقية&تقدم أيا من الحقوق على حق الحياة&وكرامة الانسان، والسلم الاجتماعي هو الذي يحفظ الأنفس والمعتقدات والحقوق ويحقق الوئام والسلام بين مكونات المجتمع الواحد.

السلم الاجتماعي&لا يشعر به ولا يعرف قيمته الروحية والنفسية والمادية والاجتماعية إلا من عاش ويلات الحروب الأهلية&والعرقية والطائفية.&السلم الاجتماعي هو شرط وضرورة قصوى وركيزة أساسية لأي تطور وازدهار ونماء ورقي انساني&في جميع جوانبه الروحية والأخلاقية والمادية.

قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم&شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم".