عندما تسمو الاهتمامات وترتقي بأفكارها،تتدنى الصغائر منها وتضمحل. فعقل الإنسان عندما ينشغل بأمر أكبر، فإن&فكره يكبر بقدر ذلك&حجم تلك&الاهتمامات&وتصغر عنده الاهتمامات&الأقل&حجما. وتلك&هي&الفطرة&التي&فطر الله بها خلقه. فليس من المعقول أن اهتماماتناالتي كنا ننشغل بها&ونحن صغار والتي&قد انتهت من حياتنا&الراهنةتبقى مخزنة&في الذاكرة التي يعبر عنها في العقل الباطن&على حساباهتمامات اكبر تناسب العمر الذي نحن عليه.&كذلك، فإن&الانشغالات بأمور&أعلى&شأنا تذيب الصغائر وتجعلنا نحتقر كثيرا من الأمور التي مرت بنا وندرجها ضمن&سفاسف الأمور، بل&نضحك عليها&وعلى أنفسنا، لانشغالنا&بها وصرف&الأوقات&عليها.

ما يقوم به البابا فرانسيس بابا الفتيكان من&زيارة&للإمارات&العربية المتحدة،&وهي الزيارة البابوية غير مسبوقة لدولة في شبه الجزيرة العربية&التي لم تأت&إلا&بعدما تعدى ركام&تاريخي طاحن بين المذاهب المسيحية&والتي&أُزهقت&فيها&أرواحا كثيرة&نتيجة الخلافات بينهم مع أنهم يعتقدون جميعا بأن الدين المسيحي هو دين سلام ورفعة ووئام.

انجلت عندهم المشاكل عندما اتسع تفكيرهم وتساموا عن خلافاتهم واستبدلوها بالحوار مع&الأخر&والانفتاح عليه، هنا تنعدم الصغائر&أمامالأفكار&الكبيرة والتي نتج عنها الخلق والعلوم المتقدمة.

نحن-المسلمين-&حالنا كحال أي ديانة في العالم قد افترقنا إلى فرق ومذاهب نتيجة&القراءات&والمفاهيم المختلفة لكننا ندين بدين واحد، لكن مع&الأسف&لا زلنا نفكر بطريقة بدائية بخلافاتنا المذهبية حتى صار الواحد منا لا يطيق بأن يبني علاقة صداقة مع من يختلف معه في المذهب حتى&وان كان يعيش معه في وطن واحد، لأن هذا هو&آخرهمنا الذي يشغلنا مبتعدين&بذلك&عن الاهتمامات&الكبرى&التي تزيد من وعينا وترفع من شأننا وتصغر&أمامنا&هذه الخلافات التي&أنهكتبلداننا.

لو ان القيادات الدينية في المؤسسات&الإسلامية&ترفع من الاهتمامات وتنفتح على الديانات&الأخرى&فلسوف تسمو بفكرها&لتنتج&بذلك&فكراجديدا&ينطبع&على عامة&الناس. إذا لابد من التفكير الجاد نحو&ما يقوم به&إخواننا&المسيحيون من اهتمامات كبيرة حتى وصل بهم الحال&بأنهم&لا يخشون من الانفتاح على &من يختلفون معهم في الدين فضلا&عن&مذاهبهم المختلفة.

إن زيارة البابا&لإحدى&دولنا&الإسلامية&نتيجة وعي وتفكير كبير&يدعوبنا وبقياداتنا&الإسلامية&أن&تنفتح على بعضها&وتتحاور فيما بينها ومن ثم تنفتح على&الديانات&الأخرى&لكي&نتجاوز&كل الخلافات بين الناس.