لا غرابة بتاتا في زيارة وفد من الائتلاف "السوري" برئاسة نصر الحريري الذي يحتل منطقة عفرين الكردية السورية ويمارس فيها شتى صنوف التطهير العرقي لأربيل للقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني الذي لطالما كان مندرجا في المجهود الحربي التركي المتعدد المستويات ضد الكرد في روژ آڤا ( كردستان سورية ) وضد تجربتهم بغية فرض سطوته وسيطرته على هذا الجزء من كردستان.
فمنذ البدء أختار حزب بارزاني الانسياق في المحور التركي في الصراع في سورية وعليها& محاولا جر الكرد في ذاك البلد الى الحاضنة التركية وتوريطهم تاليا في لعبة الموت السورية والحرب الأهلية والطائفية والعمل على تغليب الانتماء السني الإسلامي بين الكرد على حساب انتمائهم القومي الديمقراطي الطاغي دوما على أية اعتبارات جانبية وثانوية على صعيد الوعي الحقوقي والهوياتي لدى الفرد والشعب الكرديين الأمر الذي لطالما وسم الخطاب والنضال الكردستانيين المعاصرين& بالسمو عن الخطوط المذهبية والدينية لصالح محورية الكنه القومي التحرري في الحراك الديمقراطي للكرد.
فلما الاستغراب والحال هذه في الأوساط الكردية من استقبال بارزاني لوفد يضم بين صفوفه أمراء&حرب من طينة عبد الجبار العكيدي ملطخة أياديهم بدم الكرد في عفرين وتل عران وتل حاصل و... اذ ليست المرة الأولى التي يفتح فيها حزب بارزاني أحضانه لهذه القوى&المتورطة& في ارتكاب جرائم حرب وابادة ضد الكرد خاصة والسوريين عامة لكن ربما كان لطزاجة جرح عفرين النازف وقعه لجهة ارتفاع وتيرة الاستهجان الذي ساد الأوساط الإعلامية والشعبية الكردية حيال استقبال وفد غارق حتى النخاع في الدم الكردي العفريني.
والحال أن الزيارة هي حلقة في سلسلة التنسيق المتواصل بين الطرفين ( حزب بارزاني والائتلاف ) المرعيين تركيا وهي تندرج في سياق الترويج لفكرة المنطقة "الآمنة" التي يسعى لها رجب أردوغان في محاولة لإعادة تكرار سيناريو عفرين في بقية مناطق روژ آفا عبر& إعطاء دور أكثر وضوحا مما كان في عفرين& لما تسمى بيشمركة روژ بغية التمويه على حقيقة المشروع الاحتلالي الاستيطاني التتريكي - التعريبي لروژ آڤا على ما نلاحظ جليا في عفرين.
فالزيارة باختصار تهدف لاكساء غطاء "كردستاني" خادع وكاذب على مشروع احتلال روژ آڤا تحت مسمى المنطقة الآمنة التركية التي تهدف لتوطين ملايين الأتراك والعرب السوريين اللاجئين في تركيا في تلك المنطقة بغية تغيير واقعها الديمغرافي الكردي الغالب وضرب المكاسب& التي حققها الشعب الكردي وبالتشارك مع مختلف شعوب ومكونات المنطقة وتهجير وابادة الكرد في سورية بغية اضعاف وتهميش دورهم وتأثيرهم في المعادلة السورية والإقليمية تاليا.