عندما فكر ستيف جوبز أن يغير العالم بأسره آمن بنفسه أنه يستطيع الإصلاح والتغيير الذي يفيده ويفيد غيره من العالم، حيث انه لم ينظر إلى التغيير بصفة شخصية، إنما كان طموحه إلى كل العالم، حيث آمن بأن الإصلاح ليس له هدف محدد، بل هو&تغيير الحاضر كله إلى مستقبل&أفضل.

ستيف جوبز في بداية حياته كان فقيرا معدما يتيم الابوين حسب المشهور، لكنه أثبت للشعب الأمريكي انه قادر على التغيير وإصلاح العالم كله، إذ قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اوباما : نشعر بالحزن الكبير لرحيل ستيف جوبز، لأنه يعتبر من أعظم المبدعين الأمريكيين، ولديه جرأة وموهبة يمكن لها أن تغير العالم بأجمعه، هذا إضافة إلى أنه قد رسم الفرح في وجوه الملايين من الأطفال إلى الكهول.

البعض يعتقد بأن الإصلاح طريقه واحد وبيد النخبة من الناس، ولكن على العكس من ذلك كله؛ فأن الإصلاح هو بيد كل واحد من الناس له دوره في اصلاح مشكلته التي ينظر لها بانها تحتاج إلى اصلاح، بشرط ان يسعى في إصلاحها لكي تفيد غيره من الناس وهكذا تعددت الإصلاحات في المجتمعات الناهضة.

كما ان الإصلاح ليس تكرارا للسابقين، وانما التفكير في إصلاحات جديدة وابتكار مستقبل تتجلى فيه القوة العلمية، والاقتصادية، والصناعية، كذلك قوة الترابط والقدرة على الرؤية المستقبلية النافعة؛ التي تفهم حقائق الزمان واستثمار العناصر المتاحة فيه، لكي نصل إلى مستقبل مختلف.

إن الافتقار إلى عناصر القوة من أبرز المعوقات؛ التي تقف امام الإصلاح وأولها: العلم لأن المجتمع الذي يزدهر فيه العلم لا تهجم عليه اللوابس المختلفة ثانيا: المال وهو المحرك الأساس لجميع الإصلاحات وهذا ما ميز الأمريكيين عن غيرهم لانهم منتجين للعلم والمال.

امتنا العربية بجميع اديانها ومذاهبها المتنوعة؛ مع الأسف مفتقرة لكلا الامرين المال والعلم، وذلك لانشغالها بالخلافات والحروب والنزاعات، التي لا نفع منها ولا جدوى، فنحن نختلف في الدين ولدينا الاستعداد للتناحر وقتل بعضنا بعض ونؤمن بأن الله عز وجل معنا، نختلف ونحن أبناء امة واحدة ومستعدين لبناء الحواجز، والأكثر من ذلك نستعدي بعضنا على بعض ثم نطلب النجدة ممن يختلف معنا في الدين واللغة.

كم خسرنا من الأموال الطائلة نتيجة الحروب الطائفية، وكم خسرنا من علم في سبيل تجريم من يختلف معنا، وبالانشغال بتصيد العثرات بدلا من انشغالنا بكسب العلم.

لم نتعلم من غيرنا الذين تعدوا خلافاتهم بالعلم، والصناعة التي تعود عليهم بالنفع، والقدرة على مواجهة التحديات المختلفة.

لو أن كل واحد منا حمل على عاتقه حب الإصلاح وتغيير واقعه الحالي، لصنعنا لأنفسنا ولأجيالنا اللاحقة مستقبلا ناهضا، يعود على اوطاننا بالخير والرفعة.