أخيرا نجح المقاتلون الكورد&وغيرهم ممن&انضووا&تحت قوات سوريا الديمقراطية ذات&الأغلبية&الكردية&في سوريا من تحطيم هيكل منظمة ما يعرف بتنظيم الدولة داعش،&وأسقطت&خلافتها المزعومة منذ 2014 حينما&أعلنها&مغامر عقائدي مهووس بالذبح على الطريقة الشرعيةالمسمى&أبو&بكر البغدادي، وكتبت عليهم الذلة والعار&إلى&يوم يبعثون، بعد أن حاولوا&إعادة&عقارب الساعة&إلى&الوراء مبتكرين&كيانا&مسخ،يقتات على الدماء&والسحت الحرام، ويعتمد&الاغتصاب والسلب والنهب&غنائم لقيام دولته السوداء&تحت&أجنحة&الظلام.

&&مرة أخرى يفعلها المقاتلون&الأشداء&أبناء&كوردستان ورجالها البواسل في قوات البيشمركة حينما حطموا&أسطورة&الخوف الهولاكي الذي اعتمدته داعش في&إسقاط&المدن والبلدات، بسلوكياتها الهمجية المتوحشة في فنون القتل والتمثيل بالجثث،&أو&ببسالة&أبطال&قوات سوريا&الديمقراطية&حينما مرغت&أنوفهم&وجباههم في&أوحال&المذلة والانكسار&أمام&جحافل الضوء والحضارة،&فحينما كانت&داعش تضع&الأسرى&في&أقفاص&الحديد وتحرقهم، كانت قوات البيشمركة وسوريا الديمقراطية تمنح&أسراهم&فرصة التمتع&بإنسانيتهم&وحقوقهم&الآدمية، معالجة جرحاهم ومحافظة على حياة&أسراهم، انه البعد الضوئي بين حضارة هؤلاء وهمجية وبدائية&أولئك&الوحوش الخارجين من بواطن التاريخ المظلمة ودهاليزه السوداء.

&&صحيح نجح هؤلاء&الأشاوس&في تحطيم ذلك الكيان&المرعب وهيكله العسكري،&لكن قراءة&وإصغاء&لنساء&أولئك&الجبناء الذين سلموا نسائهم&وأطفالهم&بيد&أعدائهم، يتوقف المرء&أمام&هذا الكم الهائل من الفكر&ألظلامي&وعمليات غسل الدماغ&وإملائه&بتلك العقائد الفاسدة، حتى كأنك&وأنت&تصغي لهم خارج عن فضاء هذا الكون وحضارته.&إنها&فعلا مأساة&أكثر&تعقيدا من كيانهم المسخ.

&&لقد سقطت دولة تفسيرهم&المنحرف،&لكن خرافتها ما تزال&تعشش&في&أدمغة&مئات&الآلاف&من النساء&والأطفال&والتلاميذ الذين&تمت&تربيتهم وتلقينهم بعقائد فاسدة، وفهم متطرف للديانة&أو&المذهب،&إلى&درجة تبيح قتل المختلف والتفنن في&إبادته&والاستحواذ على&أمواله&وبنيه وبناته، في واحدة من&أبشع&مسوغات العقائد لتبرير الجرائم تحت مظلات الديانة والمعتقد،&والأكثر&خشية&إن&رد الفعل سيكون&أبشع&لدى الكثير ممن يشابههم في السلوك حتى من الضحايا، وقد شهدنا جميعا عمليات الانتقام من عناصر داعش الذين وقعوا في اسر بعض&الفصائل سواء في العراق&أو&سوريا، ولذلك نحن&أمام&دوامة&أو&حلقات من الفعل وردود الفعل في مجتمعات متخلفة وبيئات تتحكم فيها قيم بدوية وقبلية مغمسة بعقائد ساذجة من&أشباه&الأميين&الذين نصبو&أنفسهم&وكلاء للرب&أو&الأنبياء، ومزيد من الضحايا ذبحا&أو&حرقا&أواستعبادا.

&&إن&اخطر ما يواجه حكومات&الدول&العربية&والإسلامية&هي كيفية تطهير العقول من بذور تلك&الأفكار&وانتزاعها قبل نموها وانتشارها، خاصة وان معظم المناهج الدينية التي تدرس من الابتدائيات وحتى الجامعات&الإسلامية&المتخصصة ما تزال تلقن طلبتها&تعاليم&متشددة ومتطرفة في&تكفير&الآخر&المختلف،&وإباحة&قتله&إن&لم ينضو&تحت مظلتها،&أو&اعتباره منتقص&الآدمية&والمواطنة، مما يجعلها قاعدة للانطلاق&إلى&الذروة في&إقامة&دولة على نسق ما قدمته لنا داعش منذ 2014 ولحد&إسقاطها&في الموصل وباغوس.

&&لا يمكن القضاء على الخرافة طالما لم نفصل بين الدين والسياسة، وبين الدين والدولة، وبين العشيرة وشيوخها&وأعرافها&وبين الدولة وشعبها&وقوانينها.

[email protected]