لم يستوف&الاخراج التمثيلي التراثي في اخراج صورة تقريبية عن الحال في الماضي ماقبل اربعين عاماً، فكان العاصوف اول انتاج سعودي ضخم على المستوى العربي، فالدراما السعودية انتقلت نقوله نوعية من هذا المسلسل الذي تسلسل إلى جزءه الثاني وكان قيماً جدا في ترسيخ الاخطاء وتثقيف الجيل الحالي عن ادوار مهمة وحقبات ومحن مرت على التاريخ السعودي ولم يلحق الأجداد أن يرووها لأحفادهم، من المهم أن يكونوا على اطلاع غير ان حلقات العاصوف تعد بمثابة تثقيف يوسع مدارك الجيل الحالي خصوصاً في معرفة الحقبات التي مرت على تاريخ مملكتنا وكيف تجاوز الملك خالد المؤامرات والدسائس التي كانت تُحيط بالسعودية آنذاك.&

اعاد العاصوف عجلة حياة الطيبين حقيقة بدون ألوان وكيف اوصلتهم طيبتهم إلى تصديق دعوة الصحوة&في تلك الفترة وكان عنوانها التهويل والتشدد في الدين فكانت هذه مؤامرة حبكت من منظمة الاخوان المنافقين فهذه الجماعة استغلت طيبة ومحبة الجانب الخيّر في الناس وأصبحوا قطيع بعد حقنهم فكما سلط العاصوف كيف ومتى ومن أين جاءت هذه عاصفة التشدد.

المشاهد كانت متسلسلة حتى تسهل للمتلقي في فهم هذا التطرف الذي عصف على اجدادنا بمسميات اخرى وتم تفكيكها بعد التنوير فدارت احداثه على أن تصور كيفية خداع البسطاء في إبتداع اغلاق المحلات وقت الصلاة وتحطيم اجهزة التلفاز وتلبيس الفتاوى بالتشدد والتهويل في خطب الصلوات فكانت من الخرافة ايضاً تحريم الانشطة اللاصفية، فالعاصوف كشف محاولتهم في تهميش العلوم واضعافها في إدارات التعليم فليس كل إدارة تعليم مستهدفة بل كل الإدارات الحكومية استغلوها ضعفاء النفوس في تجنيد اكبر قدر من الشباب حتى يستطيعوا أن بحكموا من خلال ثقة الناس بهم وإلباسهم بشوت المشيخة فمجرد كث اللحاء والالتحاق بهؤلاء الذين يحملون الفكر الضال هم مشايخ ودعاة للتشدد هم بيوض تتفاقس حتى تصبح لهم مكانة من خلال انخداع الناس بهم وتقديس ارائهم فكل هذا الذي يدور في حلقات هذه المسلسل هو تنوير لعقول هذا الجيل وجيل الثمانينات الذي عانى من الصحوة وأصبحوا ضحايا لها.

إن التغير الذي حدث في المجمتع السعودي بعد أن اعتدل واقتلع جذور الصحويين نعى حالهم في الماضي والخضوع لهم.

فأتى هذا العمل الدرامي ليقفز بالسعودية وتكون هي الأولى في محاربة التشدد.&اليوم يتوجب دعم الممثلين والمبدعين و إقامة معاهد لفنون والمسرح و فتح مسارات في الجامعة تحمل التخصص في الدراسات السينمائية والدرامية، فالفن يعكس صورة المجتمع ويناقش قضاياه باستقلالية واضحة.

العاصوف عمل مثري ويستحق أن يُعلق في ذاكرة الوطن وفعلا قد اتُقن من طاقم تمثيلي مميز ورائع جذب ملايين للمشاهدين له لأنه تناول قضايا كانت في الماضي من المحرمات فكشف الغطاء عن حقبةِ زمنية ما تزال آثارها واضحة حتى اليوم.