في&غالبية دول منطقتنا الموبوءة بانعدام&سلطة القانون وفقدان&العدالة الاجتماعية وارتفاع مستويات خط الفقر المدقع&مقابل انخفاض مريع في الوعي والتعليم،&يتم&تدمير الناتج القومي&واستهلاكه في&بناء ترسانات&عسكرية&وأسوار&الهياكل&الأمنية&للنظم السياسية وعناصرها في&مفاصل الدولة،&حيث&تحولت&بلدان&هذه المنطقة وخاصة جمهوريات الانقلابات والربيع العربي&إلى&استهلاكيات واسعة،&انتشرت&فيها&أنماط&عديدة&من&العشوائيات&السكنية والفكرية والسياسية، بل استطيع&أن&ازعم&إننا&إزاء&بلورة نمط من الديمقراطية الفوضوية التي&يمكن&تسميتها بالديمقراطية العشوائية الناتجة من ذات البيئة&التي تجمعت فيها شرائح (تعبانة) من المجتمعات&على مختلف مستوياتها، ابتداءً&من المجمعات&أو&الإحياء&وصولا&إلى&نمط التفكير العشوائي الناتج من بيئة تلك المجتمعات.

&&وإذا&ما عدنا قليلا&إلى&الوراء وتحديدا منذ بداية خمسينيات القرن الماضي حيث شاعت&مصطلحات كثيرة خاصة تلك التي يتم مسخها&إما&من الديمقراطيات الغربية&أو&من الديمقراطيات الشعبية التي&أنتجتها&حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ونشوء دول الفلك الروسيوأنظمتها&الديمقراطية الشعبية، هذه المصطلحات الممسوخة من المدرستين انتشرت بعد&أول&انقلاب عربي في&مصر&وانطلاق شعار اشتراكيتنا العربية، المصنعة من مزيج ماركسي- رأس مالي&لكي تلائم البيئة العربية&والإسلامية&على حد تبرير مصنعيها!

&&هذه المصطلحات التي استنسخت&أو&مسخت من قبل تلك&الأنظمةالتي&أحدثت&تغييرا فوقيا&وفرضت هذه&الأنماط&السياسية والاقتصادية،&مقحمة بلدانها في تجارب فاشلة ذهب ضحيتها مئات&الآلاف&من البشر ومليارات الدولارات من&الأموال&وضياع&فرص ذهبية للتقدم والتطور،&كما في اشتراكية العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر&وغيرهم، وكما في الديمقراطيات العشوائية التي&أنتجتبرلمانات مشوهة تتحكم بها مجموعات من شيوخ القبائل والعشائر وفتاوى رجال الدين المتاجرين بالدين والسياسة معا،&وبدعم مطلق من&السحت الحرام الذي&أنتجته&ماكينات الفساد ومنظوماتها،&حيث لا قيمة للانتخابات ونتائجها&بسيطرة هذه العوامل على كل مفاصل التغيير والتداول في السلطات.

&&إن فرض نظام سياسي&أو&اجتماعي&معين&دونما&تبلور مفهوم للمواطنة وبنية تربوية وتعليمية تؤسس لقيام&نظام اجتماعي وسياسي تقدمي علماني ديمقراطي،&سيؤول&إلى&الفوضى التي نشهدها سياسيا واجتماعيا في معظم هذه البلدان وفي مقدمتها العراق، حيث التقهقر&والانكفاء في دهاليز&أنظمة&بالية&متخلفة تتحكم فيها مجموعات وشلل طارئة من شيوخ السحت الحرام ورجال الدين الفاسدين الذين&أقحموا&قداسة العقائد في متاجرات السياسة فشوهوا الدين والسياسة معا،&وأنتجوا&على مقاساتهم ديمقراطية عشوائية لا تختلف في مضامينها عن&سلوكيات&تلك العشوائيات التي نمت وترعرعت حول المدن الكبيرة!

[email protected]

&