لا&أعلم&لمَِ&أتذكر&أغنية&"من&الباب&للشباك..&رايحة&وجاية&وراك"&للراحلة فائزة&أحمد،&كلما&سَمِعت&أو&قَرَأت&عن&قانون&أو&قرار&يَخص&ذلك&الكيانالهجين&المُسمى&بـ(الحَشد&الشعبي)!&ومنها&المَرسوم&الديواني&الذي أصدره&السيد&عادل&عبد&المهدي&مؤخراً،&والذي&يَهُدف&حَسبما&يبدو&مِنظاهِر&فقراته&الى&تحييد&الحَشد،&واعادة&هيكلته&بما&يتناسب&مع&الحَدالأدنى&لدولة&تحترم&نفسها،&ولا&تَسمح&لمليشيات&مُنفلتة&إبتدَعت&لنفسها قُدسية زائفة بين الجَهلة والرُعاع، وصَوّرت لهُم مُرتزقتها على أنهم حُماة لأعراضِهم&وتيجان لرؤوسِهم، أن تُهَدِّد استقرارها وتَستَهتِر&بمُقدراتها وتتلاعَب&بمَصيرها&ومَصير&شعبها،&وأن&تَسرَح&وتَمرَح&وتقتُل&وتسرُق وتنهَب،&مَرة&بحجة&جهاد&المُحتل!&وثانية بحجة التهيئة لظهور&الإمام المُخَلِّص!&وثالثة بحجة حماية مقدسات لم يقترب منها أحد!&ورابعة&بحجة الدفاع&عَن&عَقيدة&لم&يَتعَرّض&اليها&أحد،&وهي&أساساً&تخُصّهم&وتخُص جُزءاً مِن&العراقيين&لا&كُلهم.&فبقية العراقيين،&الذين لهُم في العراق كما للحَشد وقاعِدته المُجتمعية، لا&تعنيهم هذه الأوهام، ويُريدون أن يعيشوا الواقع كباقي خلق الله، وأن تتوفر لهم خَدمات وعَيش كريم، وأن&يَحظوا بحياة&طبيعية&ويَموتوا&موتة&الله!&وليس&لديهم&وقت&ليُضيعوه&بإنتظارمَن&يُخَلِّصَهُم&في&حَياة&لا&يَعيشونها&كباقي&البشر&لأنها&تُسرَق&مِنهم&بمَكر رجال&الدين&تدريجياً،&أو&بإنتظار&مَن&يَشفع&لهم&ليُدخِلهم الجنة&في&آخرة قد&لا&يكون&لها&وجود&أصلاً!

إن&أغلب&الشَواهد&المُتعلقة&بمَلف&الحَشد&وتطوراته&المُتلاحقة&والمُتغيّرة&منذ سنوات،&تؤكد&بأن&حَل&الحَشد&أو&مُحاولة&تحييده وتقييده&باتت&أمراً&شُبه مُستحيل،&فهو&أمر&كان&يُمكن&أن&يكون&منطقياً&وارِد الحدوث&لو&كنا&نتعامَل مع&أناس&أسوِياء،&لكننا&نتحَدث&هنا&عَن&رُعاع&ومُرتزقة،&مَغسولي&العقول طائفياً&ومناطقياً&ضد&أي&دولة&أو&سلطة&حَكَمت&العراق&منذ&تأسيسه&حتى2003،&يُمثلون&جَسد تنين&الحَشد&ورؤوسه&التي&تُنفذ&أجِندة&مُخَطّط&لها مُسبقاً&لإحراق&العراق.&بالتالي&ﻻ&يُمكن&لنا&أن&نتوَقع&ونَنتظر&مِنهم&الالتزام بقوانين&تَرَبّوا&أصلاً&على&فكرة&أن&مُخالفتها&هو&الصَح،&وأن&هذا&هو&مايُريده&الله&ونبيه&وأولياءه&منهم&ليَرضوا&عَنهم&ويُدخِلوهم&الجنة!&فهؤلاءوأمثالهم&في&العراق،&وهُم&اليوم&كُثر،&هُم&أنفسهم&مَن&يُفَرهِدون&دوائر بلدهم&ويُشَرعِنوا&سَرِقتها&عند&كل&فوضى&تعُم&البلاد،&من&باب&أن مُحتوياتها&غنيمة&حلال،&كونها&كانت&تُمَثل&دولة&ظالمة&تَجوز&سَرقتها،على&أن&يُخَمِّس&السارق&مِن&قيمتها&لِحَق&السادة!

بالتالي&مَرسوم&السَيّد&رئيس&الوزراء،&هو&كقرار&البرلمان&الذي&سَبقه&في&2016،&يُمكن&للحكومة&أن&تَبلّه&وتشرب&ماءه،&لأنه&على&الأغلب&ليس&سوىذر&للرَماد&في&العيون،&ومُحاولة&لحِفظ&ماء&وَجه&الدولة&المصَخّم&الملَطّم بفضائح&الجريمة&والفساد،&التي&يقِف&الحَشد&وأحزابه&والدولة&الراعية&له، وأعني&بها&ايران،&خلف&مُعظمها.&فَحَل&الحَشد&أو&تَحييده&يَحتاج&ليسفقط&الى&سُلطة&ومَرسوم،&بل&الى&قوة&تحمي&هذه&السُلطة&وقادرة&علىتنفيذ&هذا&المَرسوم،&لكن&سُلطة&السَيّد&عبد&المهدي&ليست&كذلك،&فهي نَملة&مُقارنة&بتنين&الحَشد&الذي&يستطيع&أن&يفعَصها&أو&يَحرقها بناره&في لحظات،&وهو&مُختِرق&لأغلب&أجهزتها&الأمنية والعسكرية،&ومُمسِك بالأرض&ويَحظى&بشَعبية&في&أغلب&مُحافظاتها،&فمن&أين&لها&بالقدرة على&تنفيذ&مَرسوم&يُقيّده&ويَحد&مِن&قدراته!&وما&الذي&سيُجبِره&على&ذلك ومَن!&خصوصاً&بعد إعلان هيئة الحشد قيام مليشياتها قبل أيام بعملية عسكرية غرب العراق، ظاهرها حجة ملاحقة فلول داعش، وباطنها على ما يبدو رسالة تجاهل لمرسوم رئيس الحكومة مفادها أننا باقون ونتمدد.&أوبَعدما&أشيع&عَن&ترشيح&شَخصية&مُوالية&لايران&لتولي&مَنصب&وكيل&وزارة الداخلية&لشؤون&الاستخبارات، وهو&المَدعو&أبو&زينب&اللامي،&مَسؤول&أمن الحَشد،&والمُرافق&الشخصي&لقاسم سليماني!&وهو&ما&يُعزز&قناعاتنا ومخاوفنا&مِن&إحتمالية&أن&يُستَغل&هذا&المَرسوم،&كما&القانون&الذي&سَبقه،لتغلغل&الحَشد&ضِمن&المؤسسات&الأمنية&والعسكرية&وتمكينه&منها&بحجة دَمجه&فيها،&كما&حَصل&مَع&خطوة&دَمج&أعضاء&أحزاب&المعارضة&الإسلامية السابقة&وسحالاتها&فيها&سابقاً،&أو&أن&يكون&هذا&هو&الغرض&مِن&إقراره أصلاً!

لذا&فما&يَدعوني&الى&تَذَكّر&أغنية&الراحلة&فائزة&أحمد&كُلما&ذُكِر&الحَشد،&هوربما&قناعتي&بأن&أي&مُحاولة&لإخراجه&من&الباب&بقانون&أو&مَرسوم، سَتليها&خطوة&إدخاله&أو&دخوله&هو&بطريقته&الخاصة&سَريعاً&وبلَمح&البَصَرمِن&شباك&الدفاع&عَن&المَذهب&والمُقدّسات،&أو&نُصرة&مَظلومية&الطائفة،&ولأنهبات&مَنظومة&عِملاقة&للجَهل&المُقدّس&والفساد&المُشَرعَن،&تُؤمِن&بها&وتعتاشعليها&ملايين&النفوس&الضَعيفة&والعيون&الجَوعانة،&التي&وَجَدت&في&فوضاه وبدائِيته&وهَمجيته&فرصة&للتنفيس&عَن&أمراضها&المزمنة&وعُقدها&المتفاقمة،وللتعويض&عَن&خيباتها&المُتواصِلة&وفَشَلها&في&الوصول&الى&ذاتهاالإنسانية.

لكن&بالنهاية&تبقى&خطوة&السيد عادل عبد المهدي&جَريئة،&وفيها&مُجازفة مِن&قِبَل&رَجُل&لم&يَعُد&مَدعوماً&بحزب&قوي&كما&في&السابق،&وأقصدالمَجلس&الأعلى،&الذي&تَفَكّك&وبات&(طشاره&مالة&والي).&ويَبدو&أن&هذا&هو السَبب&الذي&دَفَع&كل&مِن&السَيّدَين&عمار&الحكيم&ومقتدى&الصدر،&اللذين يُمَثلان&جَبهة&الإعتدال&في&التحالف&الشيعي&الحاكم،&الى&اﻻسراع باظهار&دَعمهم&له،&خصوصاً&الأخير،&الذي&تَحَمّسَ &وأعلن&على&الفور، وعلى خلاف الآخرين،&فَك&ارتباطه&بمِليشيا&سَرايا&السلام&المَحسوبة عليه والمُنضَوية، كغَيرها مِن عَشَرات المليشيات، تحت مظلة الحَشد الشعبي،&ودَعاها&الى&حَل&نفسِها،&وهو&مَوقف&عَقلاني وحَكيم&ليس&بجَديد&على السَيّّد&الصَدر،&وسَيَكون&له&تأثير&ليسَ &فقط&على&أتباعه،&بل&حتى&على أتباع&المِليشيات&الأخرى&التي&إنشَق&أغلبها&عَن&جَيش&المَهدي&الذي&كانتابعاً&له&في&فترة&ما&قبل&النُضج&والعقلانية&التي&يتحلى&بها&اليوم،&والذينربما&لا&يزال&الكثيرون&مِنهم&يُكِنّون&له&ولائاً&روحياً&رَغم&ولائهم&العقائدي والتنظيمي&لقاسم&سليماني&وايران.&لكننا&نخشى&أن&ينتهي&حَماسه ومَوقفه هذا&كغيره&مِن&المَواقِف&السابقة&مُتعَثِّراً&أو&على&فاشوش،&بسَبب الضغوطات&التي&تُمارَس&عليه&دائماً&وتدفَعه&الى التراجع في نهاية&المطاف،&لذا&نتمنى&أن&يكون&السَيّد&جاداً&هذه&المَرة&على&الأقل&ومَسؤولاً&عنقراره&هذا،&وأن&يَمضي&فيه&حَتى&النهاية،&لأنه&يَتعَلق&بخُطوة&مَصيرية ومَرحلة&مِفصلية&قد&تعيد&الحَد&الأدنى&مِن&التوازن&الى&الدولة&العراقية،&أوقد&تَدفَع&بها&أكثر&الى&الهاوية&التي&تنحَدِر&اليها&مُنذ&سَنَوات.