إستمرارية طلب العراق ودول عربية وإسلامية أخرى مساعدات مالية وعينية وطبية وإنسانية تزداد يوماً &بعد الآخر. والمسؤولون في هذه الدول ينادون منظمات إنسانية&دولية&لمد يد المساعدة لتدارك الحالة السيئة بين شعوبهم.&

هذه الحقيقة المطروحة للدراسة، لايمكن تجنبها في ظل أنظمة لا&ترى التقلبات المستقبلية ومنها (1) إدارة إقتصاد وموارد الدولة (2) تدارك التقلبات المناخية التي تسبّب موت ألالاف المئات في المناطق المنكوبة شهرياً. ذلك يقودنا للتسائل : ماهو هدف ألأنظمة السياسية؟&

الملاحظ في السنوات الأخيرة " تقرّب وإبتعاد أنظمة حكم بالتبني لنظرية&إقتصلدية&أو الأزاحة لمناهج وبرامج ناجحة أو قتل أنظمة متطرفة الرؤية&". في مصر أزاح السيسي الأخوان المسلمين ووضع قادتهم في السجون، في العراق تونس وليبيا وسوريا واليمن ودوا أخرى&غليان شعبي مناوئ لأنظمة شمولية. في تركيا وايران تقرّب وتباعد يخدم أتباع الأحزاب الأسلامية والعلمانية بتوافق ترعاه الدولتان بحذر&،&خوفاً من نتائج غير متوقعة. & & &

لقطات&المطر الشحيحة &التي جناها العراقيون من أنظمة الحكم المتوارثة زودتهم بغضب لامثيل له&،&كشحة ماء الحياة&في&العلوم والثقافة وكثرة التحايل&لتلقيح العقل البشري بنظريات أجمل مافيها تعيس. هذه النظريات السياسية&المتبعة في&أنظمة حكم&الطبقة، ما تكاد تبدأ بواحدة إلا ولاحقك غضب أحزاب أخرى مناوئة.&

لم يستطع شيوعيو العراق بقيمهم ومناهجهم المبدئية للحزب، الدفاع عن معتقداتهم والوصول الى دفة الحكم بعد سقوط الملكية في&14&تموز&1958&وحكم الزعيم عبد الكريم&قاسم وعبد السلام عارف،رغم تنافسهم وحيثيات رؤيتهم&للأنظمة&العسكرية وتعارضها مع&النمو الأقتصادي للدولة&.&

وبعد إنقسام الحزب الشيوعي "إنشقاق الرفاق" في الستينات ووصول البعث (نكسةعام 1963) قامت مخابرات دولة البعث بمراقبتهم وملاحقتهم وإلتقاطهم فرداً فرداً ونشر المخبرين وعملاء السلطة بينهم وكنتيجة إنشق الحزب الى " اللجنة المركزية " و "القيادة المركزية للحزب"، حيث قامت فرق&ناظم كزار الحزبية بتقريب ورعاية وإغراء بعضهم بالمناصب، وبفاشية لامثيل لها، إعدام&وتصفية البعض الآخر. & & & & & & & & & & & & &&يصعبُعليّ &فك إرتباط &نقطتين متشابكتين تتعلق كلتاهما بالشيوعية من جهة والرأسمالية من جهة والقبول بأي منهما لما سببته بعض&نظريات هممن إرباك في عالمنا العربي&من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي.&

قبل أيام صرحت سارا هاكبي المسؤولة الأعلامية للبيت الأبيض "&بأن مشيئة &الله هي التي أوصلت الرئيس ترامب للرئاسة " (1).&&لو كانت هذه العبارات صادرة عن تنظيم القاعدة أو دولة الخلافة أو الأخوان المسلمين لقلنا إستغفر الله، ولسخرت منها دول الغرب المسيحي. ولغرض الأستعانة بعلماء العلم والتوسع في المفارقة، فلندقق معاً في رسالة ألبرت أينشتاين العالم الفيزيائي اليهودي الذي أنكر وجود الله وأنكر كذلك نظرية شعب الله المختار.&

والنقطة الأساسية هي ملاحظة أنظمة سياسية تتمسك بالله لمعرفتها بأنها أخذت بالتأكل والتلاشي المنطقي والعلمي.&

ولابد وأن الوقت قد حان للتنبيه مجدداً&:

1.أن التجربة الشيوعية كنظام حكم لم تُجرّب في العراق&. أي أن الشيوعية كحزب لم تحكم العراق. كما أن الأنظمة الشيوعية الأوربية لم تتأمر على العراق. وأن الأدارة الأمريكية والبريطانية وضعت العراق ودول عربية عديدة في كماشة " بين النعمة والنقمة، التحرير والتدمير، النظام الديمقراطي &والنظام الأستبدادي"&والتحالف الأقليمي&. والأن أصبح رسمياً،موثقاً ومذاعاً على العلن، دخول دول كبرى في عصر التحايل والسيطرة&المالية والتجارية وتناقل الأموال بالأجهزة الدقيقة للكوبيوتر والعقول الألكترونية السريعة&والتي سبّبت&نقل العملات الوطنية الى الخارج وفقراً عاماً&في عالمنا العربي&ينبغي أن يُدرس بدقة لفهم مايجري في عالم اليوم.&

فعلى سبيل المثال،قد لاتنتبه الكثير من من حكوماتنا الى قيام روبرت مولير المدعي الأمريكي الخاص بسجن العديد من محامي ومستشاريي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإحالة أخرين الى التحقيق للحد من الفساد الأنتخابي والسرقات المالية. وما زال يحقق في أولويات تحايل الرئيس نفسه وتعاونه المالي والتجاري مع رجال أعمال من روسيا والصين ودول أخرى عربية لمنع إنتشار أنظمة مناوئة للرأسمالية والحد من خطر الشيوعية.&

دخول بلدانناالعربية &وكذلك العراق في عقود التحايل التجاري بغطاء العمولة المالية يجري بشكل رهيب يخالف تماماً الجزء الأساسي لمفهوم الديمقراطية،حيث يتم،وبلحظات،تحويل أموال مسروقة الى بنوك خارجية،حسب الخبرة في صيغ التحايل. كل ذلك يعود الى إنحسار وتجزأ القيم الأجتماعية في الأنظمة الرأسمالية والشيوعية والأسلامية. &&

كنتُ موظفاً في وزارة التجارة ومعرض بغداد الدولي وكانت عقود شركات تتم بموافقات عديدة دقيقة متدرجة في المسؤولية، مع أن المسيرة الزمنية لنظام الحكم في العراق بعد 1958، 1963 ولحد 2003، كان خائباً معوجاً وظالماً وإستبدادياُ وعنصرياً. إلا أن نظام مراقبة سيولة الأموال كان دقيقاً في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي رغم محاولات المقربين وطغمة أسرة الرئيس بناء جدارعازل بينهم وبين طموحات الطبقات الشعبية. فالأستثمار المالي المخصص لمشرع يتم حسب جدول دقيق للمراقبة الحسابية وتدرّج المسؤولية وفقرات الأنجاز لحين إكتماله، على خلاف مايجري الآن من تهريب أموال ألاستثمار المالي بعد تخصيص المبلغ &وعلى ضوئه لا يتم كشف السراق لعدم إرتباط المسؤلية أي بجعلها مسؤوليات مجزءة. &&

واليوم هناك الكثير من المنظمات الشيوعية المنتشرة في العراق " عرب وأكراد وقوى مسيحية وطنية "، لها الأعتقاد المتزن&بالعلمانية&والاقتصاد السياسي العلمي&والألتزام&بمناهجه.&

شيوعيو العراق يعتقدون ان النظام الشيوعي يؤمن&بإنهاء صراع الطبقات كما يؤمن بكم الأنتاج وطاقته وتحسين نوعيته بالكوادر المتخصصة ( أزمة كركوك النفطية واحدة منها)، لا بالسيطرة والأحتلال والهيمنة العسكرية على الدولة وجرها بالقوة الى الخضوع السياسي. وهنا يشيرون الى أن شحةُ بلداننا العربية الى العلوم والتنمية الأجتماعية والامساك بأبسط مظاهر التقدم الحياتي، مشكلة شائكة مقبولة ومرمية على عاتق منظمات غير محايدة&" كمنظمة الأمم المتحدة" و " منظمة حقوق الأنسان " وشركات تجارية &في دول أجنبية نهبت ومارست تشجيع التزوير الربحي بين الفئة الفاسدة المرحّب بها.& وسبق وأن كشفتُ القناع عن توريد بيع الأسلحة لأطراف النزاع في ليبيا والعراق وسوريا واليمن والسودان والصومال. وقد تعوّدت هيئاتنا الحكومية والأستشارية منها تعوداً يمكننا إطلاق التسمية عليها &" إرخاء خيوط المراقبة"،وإلصقت شركات هذه الدول بحاجات مجتمعاتنا وقيمها، ومازالت ملصقة بنا منذ إتفاقيات سايكس بيكو وفرساي من القرن الماضي وبعشرات المعاهدات بعدها التي أقنّعت حكومات وسهّلت إستمرارإستغلالها.& عدم المساواة هي سبب المعاناة وعادة ما تنتهي بمعركة ضحيتها الأنسان &.&

يكتب تولاي وآسر عن الفرق بين النظريتين :&

"&تخيل معي غابة،&ومجتمع صغير في داخلها، يعيشون في أكواخ وتحتاج إلى حرارة للتدفئة&من البرد القارص.&في&نظام الربح&الرأسمالي،&يدخل&الجميع&في معركة&للحصول على الخشب، وتنتهي المعركة بحصول بعض من الناس على جميع الخشب ومن ثم بيعه&مرة أخرى&للأخرين&.في الشيوعية، يحصل&الجميع&بالتساوي&على كمية متساوية من الخشب&".

2. مازالت شعوبنا تضع علامات الأستفهام لحكامها وتستفسر وتتساءل متى تكتمل النعمة؟ فلقد أصبح قوله تعالى " ولئن شُكرتُم لأزيدنكم " من مشتقات اللغة بين البرلمانيين والمواطن يسمعها في خضوع. لقد تعوّد خبراء شركات أجنبية مع خبراء عرب، السير وفق مبدأ التحايل والتزوير وعدم الأعتراف والأكتفاء بما يجنوه من أموال، ومن كل عقد تتطابق أرقامه أصلاً ولاتتطابق فيه طريقة الصرف وشروط الدفع والبيانات المصرفية والسمعة التجارية. وعند إكتشاف سرقاتهم يلجأون مع محاميهم وقنواتهم المتلفزة الى المثل الغربي&Admit nothing – Deny everything&الشائع&

وقد يطول الموضوع في غرابة وشذوذ التجاوز على الأختصصات الأدارية والمالية حيث يتحّول رؤساء وأعضاء مجالس نيابية الى تجار ويقفزون،بين ليلة وضحاها، من مقاعدهم للسفر الى بريطانيا وأمريكا للتفاوض والمساومة على عقود وترشيح شركات &بشأن البناء و شراء أدوية، وشراء أسلحة، وشراء معدات فنية تكنولوجية رغم أن ذلك من إختصاص لجان الخبرة الفنية في ( السلطة التنفيذية ).&

حاجة العراق الى نظام شيوعي قد يكون نقطة مقبولة للتحول خاصة وأن كل دول الأنظمة الشيوعية تنهي صراع الطبقات و توفر للمواطن الحاجات المبدئية الحياتية كالطاقة الكهربائية والخدمات اليومية وتتحمل بمسؤولية واجباتها.&

كاتب ومحلل سياسي