المآسي الانسانية والسياسية&والاقتصادية&والاجتماعية&التي&خلفتها الدولة العثمانية على شعوب&منطقة&الشرق الاوسط&من العرب والكورد والارمن&والايزيديين واليهود&والكلدو اشور سريان كثيرة وعديدة، وجرائم الابادة العديدة ضد البشرية&التي ارتكبتها سلاطين اسطنبول&وجيوشها&ضد&الشعوب غير التركية المنطوية تحت لواء الدولة&مازالت تفوح&عنها&رائحة الدم&والقتل والشر&والحقد&والكراهية&من خلال&الذكريات المؤلمة المتخلفة عنها والوثائق المدونة&بهذا الخصوص&من صور وافلام ونصوص كتابية&دونت التاريخ الاسود للدولة العثمانية التي يتباهى بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه والاحزاب الموالية له.

ومازالت الحكومات&التركية المتعاقبة في انقرة تتصرف بمنطق سلاطين&دولتها&القديمة،&وتحاول بشتى الوسائل مد نفوذها وبسط دورها وفرض اجندتها على شعوب ودول المنطقة، وكل ذلك بحجج واهية ونوايا استعمارية&واهداف عنصرية،&والافرازات المأساوية التي صنعتها وخلفتها&العثمانية والطورانية&ضد الشعوب العربية&المنتفضة&قبل الحرب العالمية الاولى&مازالت ترن في اذان اجيال العرب اللاحقة،&وفي ظل الدولة&العنصرية&لنظام حكم الانقرة&استغلت&تركيا&قبل سنوات الصرخات&المدوية&للربيع العربي&ضد الانظمة الاستبدادية في المنطقة، وذلك من خلال ايلاج عصابات وحركات وميليشيات مسلحة&داخل المجموعات المنتفضة وخلق توترات واشباكات&عسكرية&وميليشوية&بغية فرض نفوذها وسيطرتها،&كل ههذه التدخلات دفعت&بانتفاضة&ربيع الشعوب العربية الىعسكرتها&وتعريض شعوبها&الى كوارث&ومآسي&انسانية&كثيرة،&وتعريض دولها الى اشلاء محطمة، كما هو حاصل في سوريا وليبيا.

واليوم&مازالت حكومة انقرة&تمثل&مصدر قلق دائم في المنطقة، وتمثل&منبعمتواصل&لخلق&توترات دائمة،&وحسب التقارير التي كشفت عنها الصحافة والاعلام&فان&تركيا&لعبت باستمرار&دور الطرف&الداعم&لتغذية الحركات الارهابية الدينية&المتطرفة،&وذلك من خلال&تجهيزها&بالافراد والخدمات اللوجستية،&كما هو حاصل في مساندتها&لتنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق،&وبالرغم من تعرض&انقرة الى ازمات وهزات اقتصادية ومالية كبيرة الا انها لا تتعظ&ولا تبادر الى حل مشاكلها السياسية والامنية والعسكرية بالطرق والوسائل السلمية&وخاصة مع المنظمات والاحزاب&الممثلة للقومية الكوردية في تركيا، وذلك لافساح الطريق امام الشعوب التركية&للبناء والتنمية وتفرغ نظام الحكم&لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية&التي تعاني منها الدولة في بنيانها.

والمشكلة الدائمة التي صنعتها تركيا بأيديها&منذ عقود متواصلة&هي القضية الكوردية، فالحكومات المتعاقبة في انقرة مارست وطبقت على الدوام سياسة الانكار المتواصل&للقومية الكوردية وخاصة من&ناحية حقوقها الانسانية وهويتها وثقافتها&وبنيتها ومكوناتها وجغراقيتها في ظل المواطنة التركية، وتنكر&الحكومة التركية&على الدوام&بحق مواطنيها من الكورد&تطبيق قيم ومباديء لوائح&الاعلان العالمي للامم المتحدة لحقوق الانسان لسنة 1947&واللائحة الدولية للحقوق السياسية والثقافية لسنة 1966 واللائحة الدولية للحقوق الاقتصاددية والاجتماعية لسنة 1966 ولوائح دولية واممية اخرى بحق الحقوق الطبيعية للمواطنين، وبالرغم من التقدم المدني&والسياسي والحزبي والاجتماعي&الذي احرزه المكون الكوردي في تركيا&في العقود الاخيرة من خلال نضاله السلمي&من خلال الانتخابات البرلمانية والبلدية&واحراز النجاح فيها،&الا ان النظام الحاكم في انقرة لا تستجيب لصوت العقل والمنطق&لاجراء حوار بناء&وشامل مع االممثلين الكورد&لتحقيق&الامن والاستقرار والسلام&في تركيا، وذلك من خلالتثبيت&حقوق القومية الكوردية وفق اللوائح الدولية&والاممية&والانسانية.

والمشكلة الثانية التي خلقتها&الحكومة االتركية منذ سنوات&وهي&مستمرة&بشكل دائم ولها ابعاد اقليمية ودولية،&وهي التوتر والتهديد العسكري&والامني&المتواصل ضد كورد روزافا في شمال سوريا بحجة&اتهام تنظيماتهم السياسية واالعسكرية&والمدنية&بالارهاب، بالرغم ان الحركة الكوردية في سوريا مثلت كل العالم وكل&البشرية&في مجابهة عصيبة مع تنظيم داعش الارهابي للقضاء عليه برعاية الولايات المتحدة الامريكية وقيادة التحالف الدولي، والنضال الكوردي السوري&ونجاح حربه&ضد الارهاب قد حقق نموذجا اقليميا ودوليا بارزا&للسياسة العالمية للاستناد اليه في المجابهات القتالية ضد التنظيمات الارهابية، ومع كل هذا الانجاز الانساني العالمي الرائع للكورد في سوريا تقف تركيا&وحكومتها&العنصرية&بقيادة اردوغان&بالمرصاد كعدو لدود&ضد&انسانية&مكون الكورد&في سوريا وتتحجج بشتى المسميات&لتطويقهم بجميع صنوف قوات&الجيش التركي&والهجوم عليهم للقضاء على شعب مسالم&مكافح من اجل حماية الانسانية من الارهاب،&وكل ذلك لغرض ابادة الكورد في شمال سوريا&وامام انظار العالم.

ولزيادة الطين بلة&ولتعقيد الازمات، تلجأ انقرة&ايضا وعلى الدوام&الى خلق المشاكل مع جيرانها لتصدير ازماتها&واجنداتها، فالعلاقة التركية اليونانية ليست بخير وتعاني من خلافات&وازمات نائمة تنفجر بين الحين والاخر، والعلاقة التركية الايرانية تشوبها تذبذبات سياسية واقتصادية عديدة&تبطنها مخاوف امنية وعسكرية مقابل كل طرف، والعلاقات التركية العراقية&تحتضنهااحتلالات&واسعة وعديدة&لاراض&تعود سيادتها الى العراق، والعلاقات التركيةالسورية تشوبها اجندات ارهابية تسيرها انقرة&مع منظمات متطرفة&لالحاق الاضرار بالمكونات السورية وخاصة الكرد والمسيحيين،&والعلاقات التركية القبرصية تشوبها توتر دائم من بداية&احتلال نصف الجزيرة&قبل عقود ولحد الان، وهلم وجرا حتى المانيا وفرنسا والولايات المتحدة ومع الاتحاد الاوربي المشترك.

وليس بخاف فان علاقات تركيا مع الدول العربية تلجها المشاكل والخلافات العديدة&ايضا، ومنها&علاقات تركيا مع فلسطين تتسم بالتوتر بسبب&تدخلات انقرة في قطاع غزة&ودعم احد اطراف السلطة، وعلاقات تركيا مع مصر تشوبها&ايضا&تدخلات انقرة في الشأن الداخلي ودعم الحركات الدينية المتشددةلتخريب الوضع السياسي&القائم هناك،&وكذلك في&الاردن فدعم تركيا لحركات اخوان&المسلمين مكشوف&مسببا&قلاقلا&لحكومة عمان، وكذلك في ليبيا فان تركيا تقوم&مع قطر&بتجهيز بعض الفصائل&المتشددة&المسلحة فيها بالرجال والسلاح والعتاد&والمال، وكذلك&في الخليج ايضا فان تركيا تلعب&على اوتار خاصة مع دولة معينة على حساب&الدول&الاخرى،&والمغازلة&المتعمدة&القائمة بينتركيا وقطر على حساب&السعودية والامارات&لا تبعث بنوايا حسنة تجاه شعوب ودول الخليج،&وسوء العلاقة بين تركيا ومملكة السعودية من الامثلة الصارخة للسياسة&الاستغلالية&التي تمارسها انقرة كاوراق ضغط بغية حلب العاصمة رياض،&والنهج&المسير&الذي تنتهجه&تركيا&تجاه السعودية&من خلال استغلال قضايا معينة مثل اغتيال ومقتل الكاتب الصحفي جمال الخاشقجي واسثمارها سياسيا لنيل مكاسب مالية واقتصادية وتجارية ونفطية&مسألة مكشوفة مرامها بين لكل عيان.

ويتبين&ان تركيا من خلال&قراءة&علاقاتها المتوترة&مع شعوب ودول المنطقة&تعمل&دائما&على العيش مع&هاجس الماضي،&وهذه مشكلة استراتيجية كبيرة&تعاني منها&انقرة،&وذلك من خلال التذكير الدائم&من خلال&برامج&سنوية&مستمرة انها صاحبة&دولة&الخلافة&الاسلامية&الكبيرة&التي امتدت&على مساحات&كبيرة&منقارات اسيا وافريقيا واوربا&ولستة قرون من&الزمن الاسود،&ولهذا تحاول&تركيا&ان تعيد امجادها&من خلال فرض اجنداتها على شعوب ودول المنطقة.

والمشكلة الاستراتيجية الثانية&التي تعاني منها&تركيا&هي انها تعيش بهالة من الفوقية العنصرية&البعيدة عن مباديء وقيم لائحة الاعلان العالمي لحقوق الانسان، فهي تنظر بدونية الى شعوب ودول المنطقة،&وخاصة الكرد والعرب والمسيحيين والارمن،&وكثير من العرب اقروا انهم عرفوا عن انفسهم&خلال زياراتهم لاسطنبول وللمدن الاخرى&بانهم ايرانيين&لتحاشي النظرة العنصرية والدونية&خلال سفراتهم السياحية وزياراتهم الى تركيا.