لأن من لا يتقدم يتراجع ومن لا يفتح آفاقاً يختنق
quot;إيلافquot; تطلق اليوم جديدها quot;اللبنانيَّةquot;

إيلاف، بيروت: من يقف في مكانه يمُت ومن لا يتقدم يتراجع، ومن لا يتوسع ويفتح آفاقًا باستمرار يختنق. ولأن الحياة سلسلة تحديات لا تنتهي قررت quot;إيلافquot; أن تستجيب تحديًا جديدًا فرضته على نفسها موضوعه لبنان ، بالحضور في هذا البلد من خلال صفحة خاصة به ، حضوراً متفاعلاً لحظة بلحظة ، بعدما كانت تتابع أوضاعه بانتقاء منذ إنشائها، أول جريدة إلكترونية عربية، ومن زاوية أهمية الخبر وبروزه وتأثيره.

هكذا تكون في quot;إيلافquot; بدءاً من اليوم صفحةquot; لبنان إيلاف quot; على غرار صفحة quot; خليج إيلاف quot; التي تعنى بأخبار الدول الخليجية، على أمل التوسع والإنطلاق إلى تخصيص صفحات لبلدان أخرى واحدة تلو أخرى. ولكن لماذا لبنان اليوم ؟ أولاً لأن مشاكل هذا البلد وقضاياه هي دوماً أكبر منه بكثير وتعني كل عربي وليس أهل البلاد المحليين وحدهم أو المتحدرين منهم المنتشرين في كل أصقاع الأرض . ومن يتنقلون كثيراً في هذا العالم يلتقونهم والمتحدرين منهم في دول وأمكنة ومواقع لا تخطر ببال وكثر منهم يتابعون أخبار بلادهم عبر quot;إيلافquot; التي تشكل مصدرًا رئيسًا لمعلوماتهم عن وطنهم الأم والعالم العربي .

لبنان يعني العرب والعالم لأنه أرض تلاقٍ بين الحضارات والأديان والثقافات، ولكن أيضاً أرض تماس بين التناقضات المريعة السياسية والعقائدية والإجتماعية والسياسية والمذهبية والحزبية . لبنان الذي لا تطغى عليه صفة محددة وحدها هو مرآة وواجهة للعالم العربي وكذلك للعالم الغربي . لذلك ترى في بيروت وما حولها والأبعد منها باريس وطهران، لندن والقاهرة ، دبي ودمشق. وهذه كلها على حدود مع دولة إسرائيل، الموضوع المتفجر في قلب العالم العربي والذي يهدد حتى السلام العالمي كل حين من الزمن . هذا كله يفسر لماذا لا يهدأ لبنان منذ أن تأسس كيانه السياسي الحديث كأنه على أهبة الإندفاع دوماً إلى الحدود القصوى ، سواء في الحروب ودمارها أم في نقيضها، الحياة وأفراحها واكتشافاتها وما يقدم لبنان من إدهاشات في حريات المجتمع والسياسة والثقافة وتعابيرها أدباً وفكراً وفناً.

والصفحة للبنان ثانياً بعد صفحة الخليج الواسعة لأنه بلد لا يُقاس بعدد سكانه وهو ضئيل ولا بمساحته فهي ضيقة ولا بموارده الإقتصادية والطبيعية وإمكاناته فهي تكاد لا تُذكر، بل لتجربة الحرية والإنفتاح المفتوحة دوماً على أخطار انفجار التناقضات التي تعني كل دولة عربية وحتى إسلامية وغربية لأن لها حصة في هذه التركيبة العجيبة التي إسمها لبنان . تكفي إشارة هنا إلى مشاركة 23 دولة في القوة الدولية التي تعمل جنوب لبنان وتتولى أمن الحدود مع إسرائيل وتراقب الشواطئ اللبنانية لمنع وصول أسلحة إليها تطبيقاً للقرار الدولي رقم 1701 ، فضلاً عن القرارات الدولية التي التزمتها دول العالم في الشأن اللبناني ، ومنها قرار إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري والقار 1559 الذي خرج بموجبه الجيش السوري من لبنان والمتابعات الدورية في مجلس لهذه القرارات مما يحوّل لبنان عند بعض المفاصل دولة تسير بموجب إرادة مجلس الأمن ، ولكن أيضاً وإلى حد كبير بموجب الإتفاقات العربية في شأنه ليلتزم تطبيقها اللبنانيون ، مثل quot;اتفاق الطائفquot; الذي أنهى حرب لبنان الطويلة الأهلية من جهة بين أحزابه وطوائفه، وغيرالأهلية من جهة بالنظر إلى العدد الكبير من المسلحين والجنود غير اللبنانيين والتابعين لعدد من الدول فيها شرقاً وغرباً، فضلاً عن الضحايا غير المسلحين .

لذلك كله قررت quot;إيلافquot; إطلاق صفحتها quot;لبنان إيلافquot;، وليس للموسم الإنتخابي في هذه البلاد علاقة مباشرة بالتوقيت، خصوصاً أن الصفحة ستكون متجددة وتغطي ما قبل الإنتخابات وما بعدها وتستمر كبقية أبواب الجريدة الإلكترونية . ولا يمنع أن الشأن الإنتخابي سيكون طاغياً في هذه الحقبة لأن لا حديث في لبنان هذه الأيام إلا عن الإنتخابات النيابية التي ستجري في 7 حزيران / يونيو المقبل، ويصفها بعض الأطراف بأنها quot;مصيرية وحاسمةquot; في تقرير مصير هذه البلاد واتجاهات سياستها ، في حين يعتبرها أطراف آخرون إنتخابات عادية كغيرها.

وسيلاحظ القراء في quot;إيلاف- لبنان quot; صرامة في الحياد والتوازن وإصراراً على نقل كل وجهات النظر وأخذ الأخبار من مصادرها، وسعياً دؤوباً إلى عدم تفويت أي خبر يهم القارئ، مع الحرص على الإبتعاد في المطوّلات إعفاءً للقارئ quot;الإنترنتيquot; من إجهاد متابعة الأخبار، وتوفير القدرة على تقديم أكبر كمية إليه من المعلومات الآنية ، إلا في الأحوال الإستثنائية طبعاً، إلى مشاركة مجموعة من رجال السياسة والفكر والصحافة البارزين في الكتابة عبر quot;إيلاف لبنانquot;.

لبنان قضية اليوم ، وغدًا بلد آخر . في quot;إيلافquot; لا تتوقف عن التوسع وفتح الآفاق .

www.elaph.com/lebanon