إيلاف من القدس، وكالات:فيما يترقب العالم تطورات الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ووسط جدل حاد حول مصيره، يعتزم المسؤولون الفلسطينيون اليوم لقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمجرد انتهائهم من لقاء وزير الخارجية ميشال بارنييه لبحث حالة عرفات التي باتت حرجة. ويتالف الوفد من امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح وصل الى مقر وزارة الخارجية والتقى اعضاؤه على الفور الوزير الفرنسي. ويرافق الوفد ناصر القدوة الممثل الدائم للسلطة الفلسطينية لدى الامم المتحدة وابن شقيقة عرفات والمفوضة العامة لفلسطين ليلى شهيد. ويستقبل الرئيس الفرنسي الوفد الفلسطيني في الساعة 16:00 (15:00 تغ) بعد ان يكون بارنييه قد التقى بهم في الساعة 11:00 (10:00 تغ). ومن المتوقع ان يعقد الوفد الفلسطيني مؤتمرا صحافيا في الساعة 18:00 (17:00 تغ) لعرض نتائج زيارته الى فرنسا.

بارنيه وصف الوضع الصحي لعرفات بانه "معقد جدًا وحرج جدًا وفي الوقت نفسه مستقر"، واعتبر أنه من "الطبيعي" ان يتمكن القادة الفلسطينيون الاربعة الذين وصلوا الى باريس من "الالتقاء" بعرفات و"السلام عليه". ومنذ تدهور الحاله الصحيه لرئيس السلطة الفلسطينية تحولت البنايات المقابلة لمقر رئاسة السلطة فى رام الله الى مكان تتهافت على الاقامه فيه الفضائيات ومحطات التلفزة العربية والعالمية.

سهى أثارت زوبعة من الاستياء

مراسل إيلاف في القدس نقل عن مصادر فلسطينية إعلانها عن اتفاق بين الفرقاء الفلسطينيين على إدانة تصريحات سهى عرفات بالرغم من الخلافات بينهم وانقسامهم إلى اكثر من معسكر. وبدأ معسكر ما يسمى الحرس القديم في حين توافرت معلومات تشير الى ان تصريحات سهى عرفات تم التنسيق لها قبل أربع ساعات من إدلائها بها لقناة الجزيرة الفضائية.

واعلن الناطق باسم الجهاز الطبي في الجيش الفرنسي الطبيب العام كريستيان استريبو اليوم ان "حالة الرئيس (ياسر) عرفات الصحية ازدادت خطورة في الليل" واصبح في غيبوبة "اعمق".

مستشار عرفات المالي
وفي لقاء مع "يديعوت أحرونوت" يرد محمد رشيد بغضب شديد على سهى عرفات التي ترفض السماح له بزيارة زوجها قائلًا: "لسنا بحاجة إلى إيفيتا بارون أو إيميلدا ماركوس". هناك فرق بين زوجة نشأت إلى جانب القائد، كليئه رابين، وبين من لم تتصرف هكذا".

وتحت عنوان "بعد عرفات" وصفت صحيفة وول ستريت جورنال مرض عرفات الأخير بأنه ربما يشكل نهاية رمزية لعصر ما قبل أحداث (سبتمبر) أيلول الإرهابية، التي اتسمت بتمجيد الإرهابيين واحتفائهم على حد تعبيرها. وترجح الصحيفة أن الفلسطينيين سيستطيعون بناء مستقبل أفضل بدون عرفات. وترى الصحيفة أن عصر عرفات قد انتهى عندما نادى الرئيس بوش بدولة فلسطينية تقوم على المبادئ الديموقراطية في خطابه الذي ألقاه في ال24 من حزيران (يونيو)عام 2002.


وفد القيادة الفلسطينية سيلتقي شيراك
وعلى الرغم من المواجهة الكلامية التي حدثت بينهم وبين عقيلة الزعيم الفلسطيني سهى عرفات التي اتهمتهم بالتآمر لدفنه حيًا، وصل أمس إلى باريس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث على أمل لقاء عرفات الذي لم يتأكد بعد. وقال بارنييه عن القادة الأربعة في تصريح الى الشبكة الثانية للتلفزيون الفرنسي "من الطبيعي ان نلتقي بهم لاجراء محادثات شخصية وسياسية معهم وانا اعتقد انه من الطبيعي ان يتمكنوا من الالتقاء بياسر عرفات والسلام عليه".

وكان المتحدث باسم الجهاز الصحي للجيش الفرنسي الجنرال كريستيان استريبو اعلن مساء الاثنين ان عرفات "لا يزال في الوقت الحاضر" في غرفة العناية المركزة وان "وضعه مستقر". وقال كبير الأطباء المعالجين في مستشفى بيرسي العسكري حيث يرقد عرفات إن ثمة قيودا مشددة على زيارة الزعيم الفلسطيني الآن رغم أنه أشار إلى استقرار حالته الصحية. وأشار أستربيو في بيان تلاه للمرة الأولى منذ يوم الجمعة الماضي إلى أن البيان الحالي حول صحة عرفات اُعد ضمن احترام التحفظ المطلوب من زوجته سهى عرفات.

بيان الجهاز الطبي في الجيش الفرنسي عن وضع عرفات
وقد اصدر الجهاز الطبي في الجيش الفرنسي اليوم بيانا بحالة تلاه الناطق العسكري الطبيب العام كريستيان استريبو وفي ما يلي نصه الحرفي:

"ان حالة الرئيس ياسر عرفات الصحية ازدادت خطورة ليل الثامن الى التاسع من تشرين الثاني(نوفمبر) 2004".
"والغيبوبة التي استدعت ادخاله الى قسم الانعاش اصبحت اعمق هذا الصباح". "ان هذا يشكل مرحلة ذات مغزى في اتجاه تطور نتحفظ عن التكهن به". "اشكركم".

استياء من تصريحات سهى
وأثارت تصريحات سهى عرفات ردود أفعال انتقاديه في الأوساط السياسية الفلسطينية، حيث وصف رئيس الوزراء أحمد قريع نداءها بأنه مؤسف وتسبب في قدر من البلبلة. كما اتهمها أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم بمحاولة "تحطيم قرار القيادة" الفلسطينية. واستغرب عبد الرحيم في مؤتمر صحافي محاولة سهى الاستفراد بالرئيس عرفات، مؤكدا أنها "لا تمثل قيادات الشعب الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني". ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن القائمين على القيادة في الوقت الراهن يشعرون بالإحباط بسبب نقص المعلومات المتوفرة عن حالة عرفات الصحية، ولذلك قرروا إرسال وفد رفيع إلى باريس للوقوف على الحقيقة. ويأتي شح وتضارب المعلومات عن صحة عرفات من كون القانون الفرنسي بشأن سرية الملف الطبي للمرضى في وضعية حرجة يخول فقط للمقربين منهم امتلاك المعلومات عن صحتهم والتصرف فيها.

وتزامنًا مع الضجة التي أحدثتها تصريحات سهى عرفات أعرب مسؤولون فلسطينيون عن شكوكهم في أن زوجة الرئيس المتهمة بإتباع نمط حياة باذخة متنقلة بين تونس وباريس تريد وضع يدها على الثروة الشخصية لزوجها قبل وفاته وتسعى عبر تصرفها للانتقام من مقربي عرفات الذين لم يكنوا لها الاحترام الذي تتوقعه.

وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم على ملف الأموال والممتلكات الموضوعة باسم عرفات واتهمت مباشرة زوجته سهى بالسعي إلى الاستيلاء عليها. وقالت صحيفة هآرتس إن الأموال والممتلكات الموضوعة باسم الزعيم الفلسطيني والموزعة في كافة أنحاء العالم قد تتجاوز المليار دولار وقد تكون اقتطعت من السلطة الفلسطينية بين عامي 1995 و2000. وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت ترتيبا نقلته عن صحيفة "فوربس" الأميركية يضع عرفات في المرتبة التاسعة بين حكام الدول الأكثر ثراء في العالم وقدرت ثروته الشخصية بمئتي مليون دولار.

تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة الفرنسية طلبت العام الماضي من المكتب المركزي لملاحقة الجنح المالية الكبرى التحقيق في احتمال تورط سهى عرفات في عملية تبييض أموال. وجاء هذا الطلب إثر تحرك المصرف المركزي الفرنسي طالبا التحري عن حقيقة تلقي سهى عرفات عدة تحويلات مالية بين يوليو(تموز) عام 2002 وتموز(يوليو)عام 2003 من سويسرا بلغت قيمتها 11.5 مليون يورو وأودعتها سهى في حسابات شخصية في مصرفي "بي إن بي" والبنك العربي.

باول
من جهة أخرى، أشاد وزير الخارجية الأميركية كولن باول بالطريقة التي يعتمدها الزعماء الفلسطينيون لبحث مصير الشعب الفلسطيني والتقدم الذي يحرزونه في مناقشاتهم، فيما يرقد عرفات في المستشفى في باريس. وقال باول وهو في طريقه في زيارة إلى المكسيك إن عرفات ما زال حيا رغم حالته الصحية الخطيرة لافتا إلى أن بلاده تنتظر فقط ما ستؤول إليه الأمور. وأشار وزير الخارجية الأميركية إلى أنه والرئيس بوش أبديا بوضوح استعدادهما للمساعدة إذا طلب منهما ذلك.

نائب عربى فى البرلمان الاسرائيلى لا يستبعد امكانيه قيام اسرائيل بدس السم لعرفات
من حانبه، صرح عصام مخول العضو العربى فى البرلمان الاسرائيلى "الكنيست " بانه لا يستبعد امكانيه قيام الدوله العبرية بدس السم لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات والتسبب فى تدهور حالته الصحيه. ونقل موقع صحيفه "يديعوت احرنوت" على الانترنت عن مخول قوله إن للدولة الاسرائيلية ملفًا قذرًا فى مجال دس السم، يبدا بمحاوله اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركه حماس. وقال النائب العربي إن هناك عدة موشرات تدل على ان لا شيء يمكن ان ينظف ايدي اسرائيل التي حددت لنفسها هدفا وهو القضاء على عرفات، وهو عمليه امتدت على مدار ثلاثه اعوام.

واشار مخول الى تصريحات سابقة لوزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم موخرا قال فيها" إن ابعاد عرفات اقرب مما يعتقد". وسارع وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس الذي اعتبر اقوال مخول بانها فظيع وتحريضية تودي الى سفك الدماء والى المطالبة بالتحقيق مع عضو الكنيست العربي. وفي اعقاب ذلك اعلن وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جدعون عزرا انه سيصدر تعليمات للشرطة للبدء في التحقيق مع مخول في اقرب وقت ممكن. وفي معرض رده على هذا ،قال مخول ان التحقيق معي هو امر شيق لانه وفي هذه الحالة سيضطرون الى الاثبات بانهم لم يدسوا السم لعرفات.


وكالات الانباء العالميه تتهافت على استئجار اسطح المنازل المقابله لمقر عرفات فى رام الله
ومنذ تدهور الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية تحولت البنايات المقابلة لمقر رئاسة السلطة فى رام الله الى مكان تتهافت على الاقامة فيه الفضائيات ومحطات التلفزة العربية والعالمية. وللوقوف على تطورات الحالة الصحية لرئيس السلطة والوضع الفلسطينى في ضوء ذلك قام عدد كبير من محطات التلفزة العالمية على استئجار اسطح المنازل والمباني القريبة من مقرات السلطة الفلسطينية في رام الله.

ومنذ الاعلان عن تدهور صحة عرفات بداية الشهر الجارى تحولت بناية ياسر عبد الرؤوف غير مكتملة البناء والمقابلة لمقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله الى مكان تتسارع محطات التلفزة على استئجار جزء منه. وتمكنت وكالة الانباء الاوروبية من استئجار الطابق الاول في حين استئاجرت محطة التلفزة الاميركية "إي بي سي" الطابق الثاني وتقاسمت كل من "سي إن إن" و "بي بي سي" الطابق الثالث وذهب الرابع الى شركة بث وانتاج تلفزيوني اسبانية.

ورغم ان البناية غير مكتملة البناء والشقق المستاجرة دون نوافذ ودون كهرباء، وبعضها دون مراحيض، والبعض الاخر دون بلاط الا ان مستاجريها الذين دفعوا مبالغ مالية كبيرة وصلت الى۲۵۰۰ دولار اميركي للشقة للاسبوع الواحد، يجدون انفسهم محظوظين قياسًا بغيرهم ممن لم يتمكنوا من الحصول على موقع استراتيجي كهذا. يشار الى ان تدهور حاله عرفات الصحية تحظى بتغطية اعلامية كبيرة من مختلف وسائل الاعلام العربية والعالمية.