أسامة مهدي من لندن: في خطوة تدفع باتجاه قرار شبه أكيد لتاجيل الانتخابات العراقية دعا 15 حزبًا عراقيًا بينها عدد من المشاركة في الحكومة ووزراء وشخصيات سياسية مؤثرة الى تاجيل العملية الانتخابية المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي لمدة ستة اشهر يجري خلالها حوار مع الاحزاب المقاطعة للاستماع الى طروحاتها ومحاولة اقناعها بالمشاركة في العملية السياسية، فيما قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات حسين الهنداوي إن المفوضية ستدرس صباح غد طلب التأجيل .

وابلغت مصادر عراقية " إيلاف " في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان ممثلين عن 15 حزبا عراقيا بينها الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني وتجمع الديمقراطيين المستقلين بقيادة عدنان الباجة جي اضافة الى عدد من الوزراء في حكومة اياد علاوي وحوالي 100 شخصية عشائرية وسياسية ودينية قد اجتمعوا اليوم في منزل الباجة جي في بغداد وبحثوا الاوضاع السياسية والامنية واصدروا بيانا طالبوا فيه بتاجيل الانتخابات .

واشارت الاحزاب في بيانها الى ان تاجيل الانتخابات هذه الفترة سيتيح وقتا لمحاورة المقاطعين واقناعهم بالمشاركة في العملية السياسية . وكان الحزبان الكرديان الممثلان في الحكومة بمنصبي نائبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدد اخر من الوزراء طالبا في وقت سابق الاسبوع الماضي بتاجيل انتخابات محافظة كركوك ريثما يتم تطبيع الاوضاع فيها .

واضافت "ان اضطراب الوضع الامني واشتداد النشاطات الارهابية فضلا عن غياب التحضيرات الكاملة اداريا وفنيا وسياسيا للانتخابات تتطلب اعادة النظر بالتاريخ المعلن".

واكدت في البيان الذي تلاه وزير التخطيط مهدي الحافظ بعد نقاش استمر ساعتين "التزامها الكامل بانجاز العملية السياسية كما جاء في قانون ادارة الدولة وقرارات مجلس الامن لا سيما القرار 1546".

ومن ابرز الموقعين على البيان تجمع الديموقراطيين المستقلين الذي يتمثل بالحكومة بوزيري التخطيط والكهرباء مهدي الحافظ وايهم السامرائيوالحزب الاسلامي العراقي السني بزعامة محسن عبد الحميد والحزب الوطني الديموقراطي بزعامة نصير الجادرجي والحركة الاشتراكية العربية بقيادة عبد الاله نصراوي وحزب الامة برئاسة سعد صالح جبر اضافة الى حزبي البارزاني والطالباني .

وحضر الاجتماع ممثل عن حركة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها رئيس الوزراء اياد علاوي والحزب الشيوعي بزعامة حميد مجيد موسى الممثل بالحكومة لكنهما لم يوقعا عى البيان الذي وزع في نهاية الاجتماع.
وتمارس أحزاب سنية عربية في العراق ضغوطا لتأجيل الانتخابات قائلة إن العنف في المناطق السنية يجعل اجراءها في موعدها متعذرا وهدد كثيرون بمقاطعة الانتخابات في حال الاصرار على اجرائها في موعدها لكن أغلب الشيعة الذين يشكلون 60 في المئة من سكان العراق يتوقون إلى إجراء الانتخابات مبكرا لتدعيم نفوذهم السياسي المتزايد.
ويقول دستور العراق المؤقت إن الانتخابات يجب أن تجرى بحلول نهاية شهر كانون الثاني لاختيار برلمان يضطلع بمهمة اختيار حكومة جديدة والاشراف على كتابة دستور دائم.

ويعد دعم الباجة جي لتأجيل الانتخابات أمرا بالغ الاهمية حيث ينظر إلى السياسي السني كرجل دولة عراقي محنك وكان الخيار المفضل للأمم المتحدة لشغل منصب الرئاسة في العراق الذي شغله بدلا منه غازي الياور .

وحول دعوات تاجيل الانتخابات قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات حسين الهنداوي ل"ايلاف " ان عملية التاجيل تتطلب توافقا وطنيا واسعا وموافقة الحكومة العراقية والامم المتحدة بالتشاور مع المفوضية . واشار الى ان اي دعوات رسمية بالتاجيل لم تقدم الى المفوضية التي تجري استعداتها على افتراض ان الانتخابات ستجري في موعدها المقرر .

ومعروف ان هيئة علماء المسلمين التي تعتبر المجعية الدينية السنية في العراق تتزعم حاليا مقاطعة الانتخابات احتجاجا على مهاجمة القوات العراقية والاميركية لمدن غرب البلاد السنية اضافة الى توقيع 45 حزبا اخر بيانا معها يلتزم بالمقاطعة بذريعة ان الانتخابات تجري تحت ظل الاحتلال من اجل تشريعه وايصال مؤيديه وانصاره الى المجلس الوطني (البرلمان) الذي سيضم 275 عصوا ويتولى كتابة الدستور الدائم للبلاد .

واعلن الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا للانتخابات الدكتور فريد ايار في اتصال هاتفي مع " ايلاف " اليوم ان اللجنة المكلفة بدراسة وثائق تصديق الكيانات السياسية صادقت على (217) كياناً سياسياً من اصل 235 وصلتها من جميع انحاء العراق.

واضاف الناطق الرسمي ان اللجنة تدرس حالياً باقي الطلبات الموجودة لديها بالاضافة لما سيردها من وثائق التصديق من محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين بعد ان مددت مهلة تقديم طلبات التصديق لهذه المحافظات فقط حتى الثاني من الشهر المقبل بهدف تمكين ابناء تلك المناطق من المساهمة الفعالة في بناء العراق على اسس من الحرية والاستقلال .

واشار الدكتور ايار الى ان قرار تمديد قبول وثائق التصديق للمحافظات المذكورة لم يكن سهلاً اذ ان اعباءاً كثيرة من ادارية وتقنية ستترتب على المفوضية ولكن ذلك لم يمنعها من اتخاذ القرار ايماناً منها بضرورة مشاركة ابناء تلك المناطق في العملية الانتخابية ونزولاً عند رغبتهم .واهاب الناطق باسم المفوضية بابناء المحافظات الثلاث تقديم وثائق تصديق كياناتهم بما يمكن من سرعة وضمن المدة المحددة. كما اعلن في المفوضية العليا للانتخابات في العراق ان مجلس مفوضيها قرر تمديد مهلة قبول قوائم مرشحي الكيانات السياسية والائتلافات حتى العاشر من كانون اول (ديسمبر) المقبل وفي كافة انحاء العراق.

دعوة المسلحين الاجانب للعودة الى بلادهم

ودعت القوات الاميركية اليوم المقاتلين الاجانب في الرمادي للعودة الى بلادهم والا فأنهم سيعرضون انفسهم "للموت او الاعتقال" حسبما افاد بيان لها تم توزيعه في هذه المدينة الواقعة على بعد مئة كلم الى غرب بغداد.

وقال البيان الذي وزعته القوات الاميركية على الاهالي وسط المدينة تحت عنوان "تحذير" "الى المقاتلين الاجانب سنقتلكم او سنمسك بكم لذلك عودوا الى بلادكم وبيوتكم وعوائلكم او سوف تعانون العواقب الوخيمة".

ودعا بيان اخر اهالي المدينة للتعاون مع القوات المتعددة الجنسيات والابلاغ عن اماكن تواجد المقاتلين المسلحين. واوضح البيان ان "القوات المتعددة الجنسيات سوف تدافع عن نفسها اذا ما تعرضت الى اطلاق نار ولن تهتم من اية جهة كانت" في اشارة الى الاحياء السكنية التي يستخدمها المقاتلون. واشار الى ان "المجرمين يستعملون احياءكم لكي يطلقوا الصواريخ والهاونات فبلغوا عنهم".وذكر البيان رقم هاتف محلي لكي يستخدمه السكان للابلاغ عن المسلحين.
ويسعى الجنود الاميركيون الى اقناع اهالي مدينة الرمادي احد معاقل المسلحين في غرب العراق بالتعاون معهم لمواجهة المتمردين لكنهم يصطدمون دوما بخوف السكان كما قال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية .

ويقول الملازم تاد تزونيوشي (23 عاما) لجنود مجموعته من كتيبة المشاة رقم 503 "ان دخول المنازل الساعة الثانية او الثالثة ليلا ليس وسيلة جيدة لتحسين صورة الجيش. . عاملوا الناس بشكل لائق. . لا حاجة الى ان تطلبوا من الجميع رفع ايديهم في الهواء".

وتقع الرمادي على بعد مئة كلم غرب بغداد وهي احد معاقل التمرد السني الذي تسعى القوات المتعددة الجنسيات بمساندة القوات العراقية للقضاء عليه قبل الانتخابات .

وتحت ضوء القمر انتشرت عناصر المجوعة في اطراف المدينة ليلا. يتنقلون بدون ضجة وسط صمت لا يعكر صفوه الا نباح الكلاب. يتقدمون في المدينة الخالية من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل.

السيناريو لا يتغير: يقرعون الباب، يفتشون المنزل، يجمعون الرجال في عمر القتال بمن فيهم المراهقين ويجرون عليهم اختبارا يسمح باكتشاف اثار البارود على ايديهم ووجوههم. تتم العملية بدون اصوات مرتفعة او ركلات قوية على الابواب.

في المنازل ابرز مشاعر العائلات هي الخوف لكن الملازم تزونيوشي يهتم للتعاون معهم اكثر من اهتمامه باكتشاف متمردين مختبئين عندهم ويقول "علينا ان نسعى لاقناعهم بالتعاون. لن نحقق تقدما بدون تعاون السكان المحليين".
لكنه يواجه دائما برد واحد لا يتغير فالامن ياتي في مقدمة اهتمام السكان: والد امتنع عن ارسال اولاده الى المدارس واخر يخشى الذهاب الى السوق خوفا من وقوع اشتباك مفاجىء.

يخاطب الملازم الشاب منذر فرج ولديه 11 ولدا "اذا وجد مجرمون في المنطقة اتصلوا بنا هاتفيا ونحن نتكفل بامرهم" ويترك له قلما يحمل رقم هاتف. احمد احد الابناء يقر ان "الناس تخاف ان تتعاون لانها تعرض نفسها لاحتمال القتل لاحقا بايدي المجاهدين" ويضيف ""يستحيل ان تخفي شيئا عن احد في هذه المدينة". يمكن تفهم هذا الخوف فحتى المترجم العراقي لدى القوات الاميركية يشعر به رغم انه يخفي وجهه وراء قناع حتى لا يتعرف عليه احد ويكون من خارج المنطقة.

كما تسعى القوات الاميركية الى تامين اتصالات مع العشائر الموالية لها لتختار شيوخا جديرين بالثقة ولديهم نفوذ يمكنهم من التاثير على سلوك اتباعهم. والمعلومة الوحيدة التي حصل عليها الملازم الاميركي في جولته الليلية مصدرها مواطن اعطى اسم شيخ "هاجم قوات التحالف في خطبته في احد المساجد". في الوقت نفسه وفي عتمة الليل تبدأ لعبة القط والفأر بين القوات الاميركية والمتمردين. انتهت اللعبة عند الفجر حين فاجأت الدورية في احد المباني في وسط المدينة رجلين يحملان كمية من الاسلحة الخفيفة وقاذفات مضادة للدروع. اصبحت الساعة الثامنة صباحا والمهمة تشارف على نهايتها. لكن متمردا لم تلحظ عناصر المجموعة العسكرية وجوده يطلق فجأة رشقا من بندقيتة الرشاشة.

ويشاهد مراسل الوكالة الفرنسية الذي يرافق القوات الاميركية جنديا يقع وقد اصيب على الاقل بطلقتين ويؤكد ضباط القاعدة ان لا خطر على حياته. قبل الحادثة قال ضابط من الكتيبة 503 في معرض حديثه عن قدرات "العدو"، "انها تتحسن بشكل دائم. . صحيح ان قدرتهم

مقتل واصابة العشرات من البريطانيين في " الخصراء"

واعلن الجيش الأميركي اليوم مقتل أربعة من العاملين في شركة أمن بريطانية بالإضافة إلى إصابة العشرات بجراح في الهجوم الذي استهدف المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد امس وقال أن القتلى الأربعة من أصول نيبالية ويعملون لصالح شركة "غلوبال ريسك ستراتيجيز" ومقرها العاصمة البريطانية لندن. وتوفر الشركة البريطانية خدمات أمنية في عدد من الدول من بينها العراق وأفغانستان.

وأشارت مصادر عسكرية إلى استخدام صاروخ أو قذيفة مورتر في الهجوم الذي تضاربت التقارير حول عدد جرحاه ففيما قدرهم الجيش الأميركي بما يزيد عن العشرات حددهم الجانب البريطاني بخمسة عشر مصاباً.
ويشار إلى أن عدداً من الانفجارات سمعت وهي تهز مجمع المنطقة الخضراء المحصن المترامي الأطراف الذي يضم السفارتين الأميركية والبريطانية ومقر الحكومة العراقية المؤقتة والبرلمان امس كما شوهدت أعمد الدخان الأسود وهي تتصاعد من المنطقة.