بوسطن (الولايات المتحدة): يبذل الديموقراطيون اقصى جهودهم لابداء لحمتهم خلف المرشح جون كيري على امل استعادة البيت الابيض لكن العراق لا يزال يشكل موضوعا شائكا او حتى عامل انقسام داخل الحزب. وقد وضع الاجتياح الاميركي واحتلال العراق لخمسة عشر شهرا المرشح الديموقراطي للرئاسة في وضع حساس منذ فترة طويلة لا سيما خلال الانتخابات التمهيدية.وكان سناتور ماساتشوستس صوت في تشرين الاول/اكتوبر 2002 على قرار الكونغرس الذي اعطى الرئيس الاميركي جورج بوش الضوء الاخضر لاعلان الحرب قبل ان ينتقد منافسه الجمهوري لانه اساء ادارة الوضع. وحاليا مع انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي في بوسطن سيكون على كيري التوفيق بين مختلف تيارات الديموقراطيين، وهو يواجه خصوصا استياء اليسار الذي ياخذ عليه موقفه القريب من بوش بابقاء حوالى 130 الف جندي اميركي الى حين استقرار الوضع في العراق.
وقال كيري الاسبوع الماضي ان "الفشل في العراق سيكون خطرا ليس فقط في اطار الحرب ضد الارهاب، سيكون خطرا على الشرق الاوسط وخطرا على الدول العربية وخطرا على اوروبا". واعتبرت مجموعات داعية للسلام مثل "متحدون من اجل السلام والعدالة" التي نظمت تظاهرات ضخمة ضد الحرب قبل بدئها، ان موقف كيري تنقصه الشجاعة السياسية.
وفي رسالة مفتوحة الى المرشح الديموقراطي وزعت على المؤتمر دانت المجموعة ما اعتبرته "دناءة لاسباب سياسية" تنطوي على "حذر وليس على شجاعة: على حسابات وليس على زعامة".
لكن هامش مناورة السناتور ضيق في مواجهة هجمات الجمهوريين الذين يعتبرونه متقلبا سياسيا يتصرف وفق الانتهازية وليس وفق المبدأ.
واذا كانت استطلاعات الرأي تظهر ان اكثر من ثلث الاميركيين فقط موافقون على ادارة بوش في مواجهة الصعوبات في العراق فان الرئيس لا يزال يتقدم الى حد كبير على كيري حول المسالة العراقية.
واظهر استطلاع اجراه معهد غالوب الثلاثاء ان 45% فقط من الاميركيين يعتبرون ان لدى بوش خطة محددة حول العراق مقابل ثلث الاميركيين الذين يعتقدون الامر نفسه بالنسبة لكيري.
وردا على سؤال "من هو القائد الاكثر حزما والاكثر تصميما؟" فضلت غالبية من الاميركيين بوش (54%) على كيري (37%).
ويتعرض كيري ايضا لضغوط اولئك الذين يعتقدون ان عليه ابداء جرأة اكثر حيال ادارة بوش وحزما اكبر على غرار شخصيات معارضة جدا للرئيس مثل هاورد دين الذي كان منافسه في الانتخابات التمهيدية او مخرج فيلم "فهرينهايت 9/11" مايكل مور.
وعلى المرشح الديموقراطي التنبه بالنسبة لاصوات اليسار من المرشح المستقل رالف نادر الذي يطالب بصراحة بانسحاب القوات الاميركية من العراق. ويمكن ان يسحب نادر مند بعض الاصوات القيمة في يوم الانتخابات الرئاسية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر.
واذا كان الناشطون الديموقراطيون متفقين على القول في بوسطن ان بوش فشل في العراق، فانهم مختلفون على فترة ما بعد الحرب.
وقال ميلتون بوند وهو استاذ (41 عاما) انه كان يجب الا يذهب الجنود الاميركيون الى العراق لكن "الان وقد تواجدنا هناك، لا يمكننا الرحيل ببساطة. يجب ان تكون هناك خطة للانسحاب".
اما سوزان برات الممرضة (37 عاما) فقالت "لا اعتقد انه كان يجب ان نذهب الى هناك، وارغب في عودة الجنود في اسرع وقت ممكن".

مؤتمر الحزب الديموقراطي يرحب بحرارة بهاورد ديند

كما لقيهاورد دين المنافس السابق لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية الاميركية ترحيبا حارا من مندوبي الحزب الديموقراطي مساء الثلاثاء خلال مؤتمرهم المنعقد في بوسطن. وكان دين اول من اعلن صراحة معارضته للحرب على العراق. وصفق نحو خمسة الاف مندوب و15 الف مدعو لدقائق طويلة وهم واقفون لدين قبل ان يتمكن من البدء بالقاء كلمته. وقال دين مازحا "لقد كنت آمل بالحصول على استقبال من هذا النوع. وبالتحديد كنت آمل بان يحصل هذا الترحيب مساء الخميس (ليلة اعلان المرشح الرسمي للحزب الديموقراطي) وليس مساء الثلاثاء".

وكان دين (55 عاما) الحاكم السابق لولاية فيرمونت اول من انتقد السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش متجاوزا بذلك عقدة الخوف من الانتقاد التي ولدتها اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. واعلن دين دعمه لجون كيري كمرشح للرئاسة ولجون ادواردز كمرشح لنائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقال دين في كلمته "لن نخشى الدفاع عن قناعاتنا، ولن نسمح لاولئك الذين لا يوافقوننا الراي باسكاتنا تحت ستار الخوف من ان ننعت باللاوطنية". واضاف وسط تصفيق الحضور "لن نخجل ابدا بعد اليوم بان نقول اننا ديموقراطيون. ابدا ابدا ابدا. لن نكتفي بتغيير الرئيس بل سنغير هذا البلد ونعيد احياء الحلم الاميركي".