بهية مارديني من دمشق: لفت مراقبون في دمشق انه لاول مرة تعقد هذا الاسبوع ولثلاثة ايام على التوالي جلسات في محكمة امن الدولة العليا في دمشق للنظر في قضايا اكثر من عشرين معتقل سياسي حيث صدرت احكام في حق بعضهم وأجلت قضايا معتقلين اخرين لفترات قريبة جدا بناء على طلب الدفاع كما حصل في قضية اكثم نعيسة رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية.

واشار مراقبون الى انه في يوم الاحد الماضي أصدرت محكمة أمن الدولة العليا بدمشق حكمها على كل من هيثم قطيش بالسجن أربع سنوات، وأخيه الممثل مهند قطيش بالسجن ثلاث سنوات، والصحفي يحيى الأوس بالسجن سنتين مع ان الأوس اعتقل في أيلول "سبتمبر" 2002 والاخوين قطيش اعتقلوا بعده في تشرين الأول"اكتوبر" ، وذلك على خلفية مراسلة إحدى الصحف الالكترونية في دولة الإمارات، وحوكموا بتهم تتراوح ما بين جناية "الحصول على معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصا على سلامة الدولة لمنفعة دولة أجنبية " و جناية "القيام بكتابات لم تجزها الحكومة تعرض سورية والسوريين لخطر أعمال عدائية تعكر صلاتها بدولة أجنبية " و جنحة "نشر أخبار كاذبة".

كما تأجلت ايضا يوم الاحد الماضي محاكمة الطالب مسعود حامد المعتقل منذ العام الماضي حتى تاريخ 10-10-2004 للحكم النهائي ، وكان مسعود وهو طالب في كلية الصحافة ، قد اعتقل على خلفية التقاطه صورا لتظاهرة الأطفال الأكراد أمام مقر اليونيسيف بدمشق التي جرت بتاريخ 25-6-2003، وإرسالها لبعض المواقع الالكترونية عبر البريد الالكتروني وفي نفس اليوم برأت المحكمة الكندي ذي الاصل السوري عبد الله المالكي والذي اكتنفت قضيته الغموض ،كما اجلت للدفاع قضية الاخوة عبود المتهمين بالانضمام الى منظمة سلفية تحرض على القتل كما قال محامي المتهمين حسن عبد العظيم ل"ايلاف" .

كما نظرت المحكمة يوم الاثنين في جلسة اولى قضية نعيسة المعتقل منذ نيسان "ابريل "الماضي والمتهم بمناهضة أهداف الثورة ونشر أنباء كاذبة وتأسيس جمعية سرية لها طابع دولي وتم تاجيل القضية حتى اخر الشهر القادم بناء على اصرار الدفاع حيث كان القاضي يرغب في تأجيلها لايام قليلة كما قال مصدر في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية ل"ايلاف".

واشار المراقبون الى عقد محكمة أمن الدولة العليا في سورية امس الثلاثاء جلسة لاستجواب خمسة عشر كردياً ممن تم توقيفهم بتهمة المشاركة في أعمال الشغب والتخريب التي حدثت في منطقة المشاريع في ضاحية دمر "غرب دمشق "على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة القامشلي وبعض المناطق السورية، و أسفرت عن سقوط خمسة وعشرين قتيلاً من المدنيين ورجال الشرطة وأجلت الجلسة إلى التاسع والعشرين من الشهر المقبل. ‏
اما التهم المنسوبة اليهم فهي محاولة اقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمه إلى دولة أجنبية، والحض على حرب أهلية، وإثارة الاقتتال الطائفي، والانتساب إلى جمعيات سرية، كما ورد في اوراق الدعوى والتي حصلت" ايلاف "على نسخة منها وهي تهم تتراوح عقوباتها بين السجن لمدة ثلاث سنوات والمؤبد. ‏

واوضح مراقبون ان سورية على ما يبدو تريد طي صفحة المعتقلين السياسيين سريعا واصدار احكام لقضاياهم التي مازالت مفتوحة ومعلقة والتي تشكل مأخذا على سورية في طريقة تعاطيها مع ملف المعتقلين دون تقديمهم الى المحاكمات او تأخيرها .

وربط المراقبون بين العفو الرئاسي واطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين المتهمين بجنح مختلفة، وماسبق من كلامهم للدلالة على ما اشاروا اليه حيث تم اطلاق حوالي 257 معتقلا من فروع امنية مختلفة كما افاد المحامي انور البني ل"ايلاف".

وشدد مراقبون على امنياتهم الا تكتفي سورية بالتسريع في اصدار الاحكام بل بعقد محاكمات لاتشوبها شائبة في امكانية المعتقل في ممارسة حقه الدفاع عن نفسه والاجتماع مع محاميه ليأخذ الحق مجراه إذ رفضت جمعية حقوق الانسان في سورية بعض من هذه الأحكام التعسفية الصادرة عن محكمة استثنائية تفتقر لأدنى مقومات العدالة، وطالبت بإلغاء هذه الأحكام ووقف المحاكمات الجائرة أمام القضاء الاستثنائي والإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين في سورية . ‏

وكانت‏ منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات السورية مؤخرا الى الافراج عن خمسة معتقلين سياسيين سوريين، بينهم اكثم نعيسة واشارت المنظمة في بيان لها ان نعيسة سيمثل امام محكمة امن الدولة العليا وهي محكمة لا تقبل الاستئناف. ‏

‏ كما قال 17 حزبا ومنظمة حقوقية في بيان ان نعيسة يعاني من تداعيات خطيرة نتيجة التوقيفات السابقة التي تعرض لها محملين السلطات مسؤولية وضعه الصحي ونتيجة اضرابه السابق عن الطعام احتجاجا على اعتقاله. ‏

وقال الطبيب اسامة النعيسة شقيق المحامي اكثم ل"ايلاف" انه غير متأكد حتى الان ان كان قد تم تحويل اكثم الى مشفى تشرين العسكري ام لا كما تم وعده يوم محاكمة نعيسة ، موضحا انه يعاني من مشاكل صحية فهو لايرى في عينه اليمنى ولديه مشكلة طبية وهي عدم تقبله لاي مادة بروتينية لذلك نقص وزنه 12 كغ وتوجد بقع زرقاء على يديه وجسمه وقد اغمي عليه العديد من المرات.

و كرم معهد حقوق الانسان التابع لنقابة المحامين في مدينة بوردو الفرنسية نعيسة ومنحه جائزة لودوفيك – تراريو.