خلافات حول دارفور والعراق وسورية
أربعة ملفات في محادثات مبارك وباول


نبيل شـرف الدين من القاهرة: في مستهل جولة يقوم بها كولن باول وزير الخارجية الأميركية، في عدد من عواصم المنطقة، بدأت اليوم الأربعاء بالقاهرة التي التقى فيها الرئيس المصري حسني مبارك، في محادثات استمرت زهاء ساعة، صرح بعدها السفير ماجد عبد الفتاح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، أنها تطرقت إلى القضية الفلسطينية على ضوء الاتفاق الذى تم التوصل اليه امس بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع وسحب الاخير لاستقالته، وبدء العمل في مرحلة جديدة من توحيد الاجهزة الامنية تشمل اختصاصات محددة لرئيس الوزراء الفلسطيني في هذا المضمار، إضافة إلى مناقشة نتائج اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار الذي‏عقد مؤخرا بالقاهرة ونتائج زيارة اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي إلى مصر والنتائج المتوقعة من مؤتمر المصالحة بالعراق، وأزمة إقليم دارفور السوداني، والعلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، وقضايا أخرى مشتركة.

وأضاف المتحدث الرئاسي قائلاً إن مبارك الذي أجرى اتصالا هاتفيا مساء امس بالرئيس عرفات وشجعه على تنفيذ ذلك بكل جدية، لاحتواء الازمة والبدء في تمكين قريع من ممارسة الاختصاصات التي اتفق عليها، لافتاً إلى أن هذا سيكون له انعكاساته على قدرة الجانب الفلسطيني في تنفيذ التزاماته التي تضمنتها خطة "خارطة الطريق"، كما تناولت المباحثات أيضاًَ سبل مناقشة خطط الانسحاب من غزة، ومواصلة حث الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على تنفيذ الالتزامات المتبادلة بينهما، والعودة إلى مائدة المفاوضات.

ومضى المتحدث الرئاسي قائلاً ان مباحثات الرئيس مبارك مع باول تناولت الوضع في العراق خاصة مايتعلق بنتائج اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار ونتائج زيارة رئيس الوزراء العراق لمصر والنتائج الايجابية المتوقعة من مؤتمر المصالحة في العراق الذي سيعقد اعتبارامن السبت القادم للاعداد لمرحلة الانتخابات والاعداد لحكومة عراقية منتخبة.

واشار المتحدث إلى الحاجة إلى مزيد من الجهود لدعم الاستقرار والامن في العراق وتوفير الحماية لبعثة الامم المتحدة لتمكينها من اداء ما يخصها من مهام تجاه الاعداد للانتخابات .

وقال المتحدث ان المباحثات تناولت الوضع في السودان وكيفية التغلب على الوضع الصعب في دارفور مشيرا إلى اتفاق مصر والولايات المتحدة على تحسن الوضع الانساني هناك ولكن ينبغي بذل جهود اضافية للتغلب على اسباب النزاع بين القبائل والميلشيات المسلحة.

واضاف انه تمت مناقشة المشاورات الجارية لاصدار قرار في مجلس الامن حيث ترى مصر ان بامكان السودان التغلب على الازمة لهذا ستقوم مصر باتصالات مع الحكومة السودانية في هذا الشأن للحيلولة دون المضي قدما للاستصدار هذا القرار من مجلس الامن، وقال ان المباحثات تناولت الجهود المبذولة في مجال الاصلاح.

أجندة باول

وحسب مصادر دبلوماسية في القاهرة، فإن الأجندة التي يحملها وزير الخارجية الأميركي كولن باول خلال زيارته للقاهرة، ضمن جولته التي تشمل الكويت والسعودية، تتضمن ملفات إقليم دارفور السوداني، والملف الأمني في العراق، وملف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وترتيبات الانسحاب من غزة، إضافة إلى ملف العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، واستئناف الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي توقف من مدة طويلة مضت.

وأشارت ذات المصادر إلى أن باول استطلع رأي القيادة المصرية في مسألة فرض عقوبات على الحكومة السودانية لتراخيها، وفقاً للرؤية الأميركية في السيطرة على الأوضاع في دارفور, ويسعى باول لكسب تأييد مصر للتصورات الأميركية للأوضاع في دارفور والتي قد تشمل القيام بعمليات عسكرية لوقف النزاع المسلح بين الفرقاء في دارفور، غير أن المصادر ذاتها أكدت أن القاهرة أبلغت باول موقفها الواضح الرافض لفرض أي عقوبات على الحكومة السودانية أو القيام بأي أعمال ضد السودان، وستطرح عليه أفكاراً عن ضرورة إعطاء حكومة الخرطوم الفرصة ومساعدتها للسيطرة على الأوضاع.

كما احتل الملف الأمني في العراق موضعاً مهماً في أجندة المحادثات، وبدا واضحاً تباين الآراء بين باول والمسؤولين المصريين حيث طرح باول ضرورة مساهمة مصر والدول العربية بقوات في حفظ الأمن بالعراق، وردت القاهرة بموقفها الرافض لإرسال أي قوات.

وواصل المسؤولون المصريون طرح فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، حيث نقلوا لباول تصوراً عن عقد مؤتمر دولي تحضره كافة الأطراف المعنية بمسيرة السلام ليس فقط على المسار الفلسطيني، ولكن أيضاً على المسار السوري، ولفتت المصادر إلى أن فكرة إضافة المسار السوري للمؤتمر الدولي طرحها المسؤولون المصريون على القيادة السورية خلال زيارة الرئيس بشار الأسد للقاهرة التي جرت يوم أمس الثلاثاء.