المتحدث باسم المؤتمرالعراقي الموسع لـ"ايلاف" :
الأمم المتحدة لم تف بالتزاماتها


أسامة مهدي من لندن: اتهم الناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني الموسع الذي ينعقد في بغداد السبت بمشاركة الف عضو الامم المتحدة بالتخلي عن التزاماتها الفنية والمادية لدعم المؤتمر وقال ان اجراءات امنية مشددت اتخذت لاحباط اي عمل ارهابي ضد المؤتمر مؤكدا دعم المرجع الديني الاعلى آية الله السيد علي السيستاني لاعماله .

وأبلغ الناطق الرسمي عبد الحليم الرهيمي "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان الامم المتحدة لم توفي بالتزاماتها التي نصت عليها قرارات الامم المتحدة الاخيرة بخصوص العراق وقانون ادارة الدولة في دعم المؤتمر الوطني والمساعدة على انجاحه من خلال ارسال خبراء وتقديم مشورات فنية ومساعدات مالية واصدار جريدة عن المؤتمر واعماله .

وقال ان الاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للامم المتحدة الى العراق اقترح تاجيل المؤتمر لشهر واحد او الى اشعار اخر لكن الهيئة التحضيرية له رفضت ذلك بشدة واصرت على تنفيذ مانص عليه قانون ادارة الدولة بعقده خلال شهر تموز (يوليو) الحالي من اجل اعطاء العملية السياسية مصداقيتها موضحا ان التأجيل كان سيشكل هزيمة لها تفقد ثقة المواطنين بهذه العملية برمتها وتدفعهم لابداء شكوك في اجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر اواخر شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل 2005 .

واشار الى ان الامم المتحدة اكتفت بارسال ممثل عن الابراهيمي هو جمال بن عمر المغربي الجنسية وصل بغداد لحضور اعمال المؤتمر ومتابعة مجرياته وتسجيل تقرير حول ذلك لرفعه الى الامم المتحدة .
وحول امكانية تعرض المؤتمر لعمل ارهابي يعطل اعماله اوضح الرهيمي ان القوات العراقية والاميركية قد استنفرت في العاصمة منذ عشرة ايام وخاصة حول مقره بقصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء وسط بغداد متخذة اجراءات امنية مشددة لحمايته وضمان سلامة المشاركين فيه .

وعن الاحزاب التي رفضت المشاركة في اعمال المؤتمر قال انها طرحت شروطا تعجيزية للحضور وخاصة هيئة علماء المسلمين وجامعة الامام الخالصي من خلال المطالبة بألاعلان عن مغادرة الاميركان للعراق خلال اسبوع واحد مؤكدا ان اكثر من 70 حزبا سياسيا سيشاركون في المؤتمر يمثلون مختلف القوى والاتجاهات السياسية في البلاد .

وعن سؤال حول ظهور اصوات في عدد من المحافظات الجنوبية تحدثت باسم المرجع الديني الاعلى اية الله السيد علي السيستاني وحاولت عرقلة انتخاب ممثليها الى المؤتمر اشار الى ان رئيس الهيئة التحضيرية اتصل بمكتب المرجع في النجف مستفسرا عن موقفه من المؤتمر فرد نجله السيد محمد رضا مؤكدا دعم المرجع للعملية السياسية وحرصه على انجاحه .

واضاف الرهيمي ان الرئيس غازي الياور سيحضر افتتاح المؤتمر الى جانب وزراء الحكومة وممثلين عن الجامعة العربية والامم المتحدة والبعثات الدبلوماسية في العاصمة العراقية اضافة الى الشخصيات المدنية العراقية وقادة الاحزاب .

وقال ان المؤتمر سيبحث على مدى يومين العديد من القضايا الراهنة وفي مقدمتها المتعلقة بالتطورات السياسية في البلاد وخاصة الارهاب ووجود القوات المتعددة الجنسيات والاعمار والتنمية اضافة الى انتخاب اعضاء الجمعية الوطنية المائة الذين سيشرفون على عمل الحكومة الحالية مشيرا الى انه سيناقش كذلك ثلاثة تقارير تتعلق بالاوضاع السياسية الحالية في البلاد وخاصة ما يتعلق منها بالارهاب ووجود القوات المتعددة الجنسيات وحقوق الانسان والمراة والتنمية والاعمار والعدالة الاجتماعية حيث ستمنح الحرية كاملة لاعضاء المؤتمر لمناقشة هذه القضايا بحرية كاملة يتم من خلالها التوصل الى تفاهم سلمي حول جميع القضايا المختلف عليها على ان ينتهي المؤتمر قبل نهاية الشهر الحالي كما نص على ذلك قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية .
واكد انه تم الانتهاء من انتخاب 548 عضوا يمثلون محافظات العراق الثمانية عشرة وحوالي 100 هم أعضاء الهيئة العليا والبقية 350 تم الاتفاق على عضويتهم على أساس 140 للأحزاب والتيارات السياسية و140 للشخصيات العلمية والثقافية والفنية والعشائر و70 يمثلون مؤسسات المجتمع المدني .

وبين ان المؤتمرين سينتخبون خلال اجتماعاتهم 80 عضوا يضافون الى 20 اخرين هم اعضاء مجلس الحكم المنحل ليشكل هؤلاء المائة شخصية المجلس الوطني المؤقت الذي سيكون بمثابة برلمان للعراق للاشراف ومراقبة عمل الحكومة المؤقتة الحالية والموافقة على ميزانية الدولة للعام المقبل 2005 الى ان يتم انتخاب برلمان وطني اواخر كانون الثاني(يناير) عام 2005 .

واوضح الرهيمي في الختام ان دور المجلس الوطني المؤقت المنبثق عن المؤتمر سيكون استشارياً وليس تشريعياً الى جانب ممارسة الرقابة على اداء الحكومة فضلاً عن تمتعه بحق استدعاء رئيس واعضاء الوزارة في اطار التعبير عن حرية الرأي تحت قبة البرلمان وصولاً الى المرحلة الدستورية وقيام مجلس دائم .

ومن جهة اخرى اعلن محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي العراقي انسحاب حزبه من انتخابات المؤتمر وقال ان الانسحاب جاء سبب الخروقات والتجاوزات التي رافقت عملية الانتخاب في سائر المناطق العراقية . واوضح عبد الحميد ان هذه الخروقات اخذت منحى خطيرا مثل التهديد والابتزاز والوعيد حيث عمت هذه التجاوزات كل انحاء العراق كما قال .

وكانت المرشحة في انتخابات بغداد شذى الموسي اتهمت امس عبد الحميد وحزبه بتزوير انتخابات منطقة الكرخ في العاصمة التي كان هو رئيس لجنتها الانتخابية من خلال توزيع انصاره استمارات تصويت اضافية على انصار الحزب الامر الذي اظهر بعد اجراء عملية الفرز وجود 27 استمارة تزيد على عدد المصوتين في الانتخابات التي جرت امس الاول مما دفع الى تقديم شكوى الى القضاء العراقي .