محمد الخامري من صنعاء: أكد باجمال رئيس الوزراء اليمني ان الاتفاق اللبناني الخليجي بشان إنشاء منطقة تجارية حرة بينهما سيسري على اليمن في القريب العاجل، موضحا ان العلاقات الثنائية اليمنية-اللبنانية اكبر من أي اتفاقيات او بروتكولات موقعه.

وأضاف باجمال في معرض إجابته على سؤال "إيلاف " حول المنطقة الحرة التي كان من المقرر توقيع الاتفاق بشأنها أثناء زيارة الحريري الحالية لكنها ألغيت تبعا للقرار الذي اتخذته الحكومة اليمنية مؤخرا والذي ينص على إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بالمناطق الحرة مع جميع الدول العربية ، قال باجمال ردا على سؤال " إيلاف " بشان استثناء لبنان من هذا القرار كما نشرت بعض الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، إن اليمن على طريق الاندماج الكامل مع دول مجلس التعاون الخليجي وبهذا الاندماج سيسري عمليا جميع الاتفاقات المبرمة بين المجلس الخليجي وجميع الدول العربية والأجنبية ومن ضمنها لبنان على اليمن باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تلك المنظومة.

وكان رئيسا وزراء البلدين قد أشارا خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه مساء اليوم بصنعاء إلى النتائج الإيجابية التي تمخضت عنه هذه الزيارة في التوقيع على تسع وثائق للتعاون موزعة بين اتفاقيات وبروتكولات ومذكرات تفاهم، شملت جوانب التعاون الاقتصادي والتجاري والنقل، والصحة ، والسياحة، والزراعة ، بالإضافة إلى تنمية الصادرات وقيام مجلس مشترك لرجال الأعمال في البلدين ، مؤكدين على تطابق وجهات نظر البلدين إزاء الوضع في فلسطين والعراق الشقيقين، وضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية، وكذا حرص البلدين على سلامة ووحدة العراق أرضا وإنسانا، واستقرار أوضاعه وانسحاب قوات الاحتلال من أراضيه، وأوضحا في نفس الوقت مساندة اليمن ولبنان للشعب العراقي في قراراته وخياراته.

ونوه رئيس الوزراء اللبناني إلى أهمية هذه الزيارة بالنسبة للبنان الحريص على تطوير العلاقات مع اليمن في كافة المستويات، وقال:" ان اليمن بلد عريق وله تاريخه الذي نفخر به كثيرا ، والصلات العائلية بين اليمن وبلاد الشام بما فيها لبنان تؤكد عمق العلاقات التاريخية التي تربط اليمن والشام".واضاف" إن ما تم التوصل إليه خلال هذه الزيارة هو بداية طيبة وحجر أساس لتطوير العلاقات اليمنية اللبنانية".

من جانبه اشار باجمال إلى النتائج الإيجابية التي خرجت بها الزيارة، وقال " لقد كانت زيارة عملية انتجت تسع وثائق أهمهما تلك التي وقعتا من قبل القطاع الخاص بين الصناعيين والتجاريين في كلا البلدين، والتي تؤسس لشراكة حقيقة بين الحكومتين والقطاع الخاص في البلدين لتطوير العلاقات الاقتصادية وتنمية التبادل التجاري بينهما .

واضاف" لقد تم الاتفاق على ضرورة قيام قنوات مالية ومصرفية لتنمية هذا الجانب، إما بإقامة بنك يمني لبناني مشترك او تبادل التمثيل بين البنوك اليمنية واللبنانية.

واكد باجمال استعداد الحكومة لتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين اللبنانيين، مشيرا إلى وجود إعادة هيكلة لقانون الاستثمار الحالي ليكون اكثر مرونة ومنفعة للمستثمرين.

وأشار إلى أن هناك ثلاث شركات لبنانية تستثمر في مجال صناعة اسطوانات الغاز، وأخرى في الصناعات الحديثة، وثالثة في مجال اتصالات (GSM) وتمتلك نسبة 60% من المشروع، بينما الجانب اليمني يمتلك نسبة 40% ، منوهاً إلى وجود استثمارات لبنانية في مجال الأدوية والصحة، وأن هناك مجلس أعمال يمني- لبناني مشترك يعمل على تنسيق كل ما من شأنه توسيع دوائر التعاون والتبادل الاقتصادي بين البلدين.

دارفور وحزب الله

ورداً على سؤال بشأن الموقف من أحداث "دارفور" أكد باجمال: لدينا معاهدات واتفاقيات مع السودان توثق علاقتنا بها ، مشيرا الى ثقته بحكمة الحكومة السودانية في تصرفاتها ومعالجاتها للمشكلة، وقال انه ينبغي أن تنطلق كل المعالجات من المصلحة الوطنية في إطار وحدة السودان أولاً، ثم ثانياً. لا نريد أضعاف السلطة السودانية، وثالثاً ألاَّ تُستخدم "دار فور" مجالاً للدعاية الانتخابية للولايات المتحدة.

كما أشاد رئيس الوزراء اليمني بحزب الله اللبناني في معرض رده على سؤال بشأن ما تردد من بعض الوسائل من وجود علاقة لحزب الله بأحداث صعدة، مؤكداً: ( إن حزب الله حزب نضالي شجاع، ولا يمكن له أن يدعم مثل هذا الشخص المتمرد الذي يدعو نفسه كل يوم بصفة جديدة ).

وكان اليمن ولبنان قد وقعا صباح اليوم بصنعاء مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين خلال الفترة القادمة وذلك في ختام جلسة المباحثات التي عقدت رئيسي الوزراء في البلدين.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي تم توقيعها اليوم مجالات التعاون المالي والضريبي والجمركي والنقل والشئون البحرية والبرية , والتعاون في مجالي الصحة والسياحة, وكذا التعاون المشترك في مجال تنمية الصادرات والزراعة والري.

وقع الاتفاقيات والمذكرات مجموعة من الوزراء اليمنيين مع نظرائهم من وزراء لبنان ، بالاضافة الى عدد كبير من رجال المال والاعمال من البلدين.

وعقب مراسيم التوقيع جرى نقاش مستفيض بين الجانب الحكومي ورجال الأعمال في كلا البلدين لعدد من الجوانب المتصلة بتطوير العلاقات الاستثمارية التجارية المشتركة بين اليمن ولبنان على مستوى القطاع الخاص , وسبل دعم الحكومتين في البلدين لتوجهات القطاع الخاص للنهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية, وخاصة قطاع الأعمال والمصارف لما فيه خدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

وغادر رفيق الحريري مساء اليوم صنعاء بعد زيارة رسمية لليمن استغرقت يومين هي الاولى من نوعها لرئيس وزراء لبناني.