اعتدال سلامه من برلين: يواجه حلف شمال الأطلسي المزيد من المشاكل بين أعضائه فيما يتعلق بالالتزام في العراق. ففي الأسابيع القادمة سيكون على الحلف إصدار مقررات واضحة لما اتفق عليه رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء خلال قمته في اسطنبول في شهر حزيران( يونيو) الماضي إذ زادت حدة الخلاف بين فرنسا وواشنطن تأزما على قضية ما إذا كان يجب أن يتواجد الحلف بشكل علني أم عن طريق مشاركة دوله بشكل انفرادي فقط.

وأرسل حلف الناتو في الأسابيع الماضية فريق استطلاع بقيادة الأدميرال الأميركي غريغوري جونسون إلى العراق وقد تستند اللجنة العسكرية الأطلسية في قرارها على تقريره لوضع شكل للمساهمة هناك. لكن من المتوقع أن تكون المناقشات حامية الوطيس مما يدفع إلى الاعتقاد تأخر المجلس الأطلسي وضع أسس للمشاركة، لكن الأمين العام للحلف دي هوب شيفر لديه اهتمام بالانتهاء من القضية حتى نهاية هذا الشهر.

وتأمل الحكومة العراقية عدم اقتصار المساندة الأطلسية على تدريب الجيش والشرطة بل المساعدة على إعادة تأهيل الهياكل الأمنية في وزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الأخرى ، مع فرز موظفين من المقر الرئيسي الأطلسي للعمل في وزارات عراقية. وكان المشاركون في قمة اسطنبول قد اتفقوا على تقديم المساعدة للحكومة العراقية فيما يخص تأهيل قواتها الأمنية، لكن لم يوضح شكلها وفي أي مكان ستتم المساعدة.

وكما هو معروف أعربت الولايات المتحدة مثل بريطانيا مقابل معارضة العديد من أعضاء الأطلسي تمركز قوات للحلف فوق الأراضي العراقية من أجل إتاحة الفرص أمام العراق ليبدأ في بناء نفسه من جديد حسب حجة البلدين.

ولم تحدد برلين حتى الآن موقفها من المفاوضات في المجلس الأطلسي وكان المستشار غيرهارد شرودر قد قال في قمة اسطنبول إنه لن يرسل أي جندي إلى العراق ضمن الوحدات الأطلسية في الوقت نفسه لن يسد الطريق أمام أي مهمة يقوم بها الحلف هناك. لكن كما هو معروف تود ألمانيا أن يكون دور الحلف استكشافيا في العراق، وافتتاح مكتب له في بغداد لتنسيق مهمات الدول الأطلسية المتواجدة كل واحدة على حدة وإنشاء اتصال مع المقر الرئيسي في بروكسل. وفي رأيه إذا ما أخذ دور الحلف شكلا آخر فقد ينظر إليه وكأنه محتل وتتحول نقاط تمركزه إلى أهداف سهلة للإرهابيين.