قالت مصادر في الحكومة الفلسطينية، أن احمد قريع (أبو العلاء) رئيس الحكومة يعتزم إدخال تعديلات على حكومته، وان ابرز هذه التعديلات تغيير حكم بلعاوي وزير الداخلية الحالي.
وحسب هذه المصادر فان هناك ثلاث شخصيات مرشحة لتولي المنصب وهي غسان الشكعة واللواء نصر يوسف والطيب عبد الرحيم.
وحسب هذه المصادر فان حظوظ الثلاثة في تولي المنصب قد تكون متساوية، رغم اختلاف خلفياتهم وتجاربهم العملية.
ويشار إلى انه رغم ما قيل انه تنازل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية عن صلاحيات أمنية لرئيس وزرائه احمد قريع أبو العلاء، فان عرفات احتفظ لنفسه بصلاحية تعيين وزيرا للداخلية.
ويعتبر الثلاثة من المقربين لعرفات، حتى اللواء نصر يوسف الذي رفض في وقت سابق تسلم منصب وزير الداخلية في حكومة أبو مازن، إلا بصلاحيات كاملة على أجهزة الأمن.
ونصر يوسف من كوادر حركة فتح القدامى، ورجل عسكري اجتاز دورات عسكرية عديدة، ويحمل إجازة جامعية في الدراسات الإسلامية.
أما غسان الشكعة فكان عرفات عينه رئيسا لبلدية نابلس، كبرى مدن الضفة الغربية، ولكنه قدم استقالة مسببة قبل اشهر، بعد حملات ضده في المدينة خصوصا مما يعتقد انهم نشطاء في كتائب شهداء الأقصى، وصلت إلى محاولة فاشلة لاغتياله أدت لمقتل شقيقه.
وعزا الشكعة استقالته لحالة الفوضى والفلتان، وعدم تطبيق القانون، وهو أيضا عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وربما يكون تعيينه وزيرا للداخلية هو نوع من التعويض عن منصب رئيس بلدية نابلس الذي خسره.
ويبقى اقرب المرشحين لعرفات الطيب عبد الرحيم، وهو ابن الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود الذي استشهد في إحدى معارك ثورة عام 1936 في فلسطين، ويحظى بالإضافة إلى ثقة عرفات ودعمه الواسع، بعلاقات خاصة مع الحكومة الأردنية، حيث كان سفيرا لفلسطين فترة طويلة في العاصمة عمان، واعتبر تعيينه أمينا للرئاسة في السلطة الفلسطينية نوعا من التوازن الذي كان عرفات حريصا عليه مع الجيران الإقليميين ومن بينهم الأردن.
وخلال عمله مع عرفات طوال سنوات، كان عبد الرحيم مخلصا إلى حد كبير لرئيسه وناطقا بلسانه ومتصديا لأي نقد يمكن أن يفهم منه انه موجه لعرفات وأسلوب قيادته حتى من كوادر في حركة فتح، ومتصدرا لحملات ضد خصومه، خصوصا حركة حماس.
ولدى مقتل القائد البارز في كتائب القسام محي الدين الشريف، قاد عبد الرحيم حملة إعلامية تحمل رفاق للشريف المسؤولية عن قتله.
وكل ذلك جعل عبد الرحيم يعرف في الأوساط السياسية الفلسطينية بأنه "ملكي اكثر من الملك".
وحسب مراقبين هنا، أن الأزمة الفلسطينية ستبقى تراوح مكانها، مع استمرار سيطرة الاحتلال، وعدم إدخال أية إصلاحات جذرية.
التعليقات