رانيا حمود من بيروت: يبدو أن أزمة قناة "المنار" مع المجلس الاعلى للإعلام المرئي والمسموع الفرنسي تتجه الى مزيد من التفاعل في ضوء الطلب المستعجل الذي رفعه المجلس الى المحكمة الادارية العليا لوقف بث "المنار" عبر المشغل الاوروبي للقمر الاصطناعي يوتالستات، وسط تزايد المخاوف من تأثيرها كقناة عربية فضائية موجهة في بلدان غربية كفرنسا توجد فيها جاليات عربية وإسلامية كبيرة ذات ثقل سياسي له تأثيره الفعلي في الحياة السياسية.
وإذا كان مدير الاخبار في "المنار" حسن فضل الله اعتبر أن طلب وقف البث بسبب بث "المنار" مسلسل " الشتات " هو تضخيم للقضية بتحريض من اللوبي الصهيوني وضغط من الحكومة الاسرائيلية "خصوصاً أن اسرائيل كانت قد أعلنت انها طلبت من سفرائها في اوروبا العمل على منع بث المنار"، فإن رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع في لبنان عبد الهادي محفوظ رفض في حديث مع "إيلاف" أن يضع هذه القضية في سياق "الصراع العربي الاسرائيلي".
وثمن موقف الرئيس جاك شيراك من هذا الصراع باعتبار أن فرنسا تتعامل بموضوعية في موقفها من القضايا العربية، وقال: "نحن نراهن على إيجابية الموقف الفرنسي في قضية "المنار" ونثق بالقضاء الفرنسي خصوصا أن المنار على استعداد للالتزام بضوابط الاعلام المرئي الفرنسي."
وعن الخطوات التي سيتخذها المجلس لحل هذه القضية العالقة خصوصا ان قرار وقف البث مرشح للتنفيذ خلال عشرين يوماً، كشف محفوظ عن اجتماع للمجلس الوطني سيعقد غداً صباحا لمناقشة القضية وتوجيه دعوة لكافة المؤسسات المرئية للإجتماع وإتخاذ موقف موحد. "ولفت الى أن هناك اتفاقا تنسيقيا مبدئياً بين المجلس الاعلى في فرنسا وبين المجلس الوطني في لبنان، لذلك سيذهب مدير العلاقات الخارجية في المجلس حسن حمادة الى فرنسا لمتابعة القضية والتأكد مما إذا كان طلب وقف البث جاء لاعتبار ان اعلام "المنار" يقوم على سياسة التفرقة والعنصرية ام بسبب انها لم تتقدم بطلب البث على الاراضي الفرنسية كما يقولون".
وأكد أن "مهمة المجلس الوطني حماية الاعلام اللبناني في الخارج، ولا يقبل المساس او التعرض للإعلام المرئي والمسموع اللبناني". إلا انه في المقابل لفت الى أن المجلس الوطني لا يريد إتخاذ خطوة للمعاملة بالمثل بالنسبة الى الفضائيات الفرنسية التي تبث في لبنان , "فنحن نحرص على علاقات جيدة مع فرنسا وعلى تعاون إعلامي يقدّر دور الاعلام العربي في الصراع العربي-الاسرائيلي" .