الامم المتحدة تحذرمن كارثة في الجنوب العراقي
باول في بغداد فجأة لمباحثات مع الياور

أسامة مهدي من لندن : بدأ وزير الخارجية الأميركية كولن باول اليوم زيارة مفاجئة إلى بغداد لاجراء مباحثات مع الرئيس العراقي غازي الياور، فيما دقت الامم المتحدة ناقوس خطر حدوث كارثة انسانية في الجنوب العراقي في وقت اعلنت وكالة التنمية الاميركية تقديم 12 مليون دولار لدعم القطاع الخاص في العراق. وحاول باول التقليل من اهمية ارجاء المؤتمر الوطني العراقي الذي كان يفترض ان يفتتح غدا السبت، معتبرا انه قرار "حكيم" يسمح بالاعداد بشكل جيد للمؤتمر. من جانب آخر، طلب الوسيط عراقي اختاره محتجزو سبعة من سائقي الشاحنات للتفاوض من "الجيش السري الاسلامي-مجموعة الرايات السود" الى الامتناع عن قتل الرهائن فيما اعلن مسؤولون في مستشفى الفلوجة ان 13 عراقيا قتلوا وجرح 13 آخرون في غارة اميركية ومواجهات جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ومسلحين في قطاع يقع جنوب شرق المدينة السنية المتمردة ليل الخميس الجمعة.

وقد استقبل باول في مطار بغداد الدولي السفير السفيرالاميركي جون نيغروبونتي ونقل باول على متن مروحية إلى "المنطقة الخضراء" وسط العاصمة للقاء مع عدد من المسؤولين الأميركيين والعراقيين في مقدمتهم الرئيس الياور ونائب رئيس الوزراء برهم صالح .

وقال بيان للسفارة الاميركية في بغداد ارسل الى " ايلاف" صباح اليوم ان باول وصالح سيعقدان ظهرا مؤتمرا صحافيا يتحدثان فيه عن الاوضاع الامنية في العراق والعلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك .

وكان باول اجتمع مع رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي في مدينة جدة السعودية امس حيث وجه دعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش لعلاوي لزيارة البيت الأبيض بينما رحب الأخير بمبادرة سعودية لإرسال قوات اسلامية إلى العراق من غير دول الجوار .

وبحث وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع باول اقتراحا سعوديا بإرسال قوات من دول عربية إسلامية إلى العراق.
وتأتي زيارة باول المفاجئة الى العاصمة العراقية في وقت اعلن فيه عن تأجيل انعقاد المؤتمر الوطني العراقي الموسع الذي كان مقررا السبت في بغداد حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، بطلب من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لاجراء مزيد من الاتصالات مع القوى التي اعلنت مقاطعته بهدف اقناعها بالمشاركة في اعماله .

ومن جهة اخرى حذر مسؤول كبير في المنظمة الدولية من أن أزمة انسانية قد تتفجر في مدينة البصرة التي يسكنها مليوني نسمة وتعتبر ثاني اكبر المدن العراقية حيث تفاقمت ازمة مياه الشرب في ذروة فصل الصيف بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي.

وقال روس مونتين القائم بعمل الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة للعراق في بيان صحافي ان الامم المتحدة تتوقع حدوث ازمة انسانية خطيرة في جنوب العراق مؤكدا انه ليست هناك دائل على ان مكانا اخر في البلاد يواجه مثل هذه الازمة. واضاف قائلا " لا احد يتعرض لدرجة حرارة 50 درجة مئوية مع وجود اقل من نصف امدادات المياه المطلوبة ليس هناك مكانا اسوأ من منطقة البصرة."

واشار الى ان الجنوب العراقي يمثل حاليا اكثر المناطق التي تحتاج بشكل كبير الى امدادات مياه الشرب مشددا على ان البصرة تعرضت بشكل تقليدي للاهمال حيث ان نقص الصيانة ووسائل الاهتمام يتطلب ان تمون اول مدينة ينبغي مساعدتها . وقال ان مستويات المياه تتراوح ما بين 40 و60 في المئة من احتياجات مليوني شخص في البصرة والمناطق المجاورة وهى أقل مما كانت عليه قبل الحرب.

وتواجه المدينة الجنوبية ( 550 كيلومترا جنوب بغداد) مشكلات في الحصول على مياه الشرب على الرغم من وفرة الامدادات من مجرى شط العرب المجاور وذلك بسبب نقص الاستثمارات والعقوبات مما تسبب في اعاقة مشروعات البنية التحتية .

وعبرمونتين عن الشعور بالقلق من ان يواجه سكان البصرة نقصا اكثر حدة في المياه نظرا للظروف الراهنة المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء وعدم كفاية الماء الذي يجري ضخه وقال ان نقص امدادات المياه النقية اكثر حدة في البصرة عنها في اي مكان اخر في العراق بعد سنوات من الاهمال والخراب الذي لحق بالمدينة نتيجة صراعات استمرت على مدى ثلاثة عقود .

واستبعد استعادة امدادات المياه في المدينة الى مستويات ما قبل الحرب بحلول نهاية العام مؤكدا الحاجة الى جميع المساعدات التي يمكن الحصول عليها محذرا من انه اذا لم يتم اتخاذ تدابير طارئة فسوف تكون هناك خسائر في الارواح وتفشي الامراض. وقال مسؤول الامم المتحدة ان الحاجة الماسة للمياه والكهرباء قد تتسبب حتى في اثارة اضطرابات مدنية على غرار تلك التي وقعت في صيف العام الماضي عندما انطلقت حشود من المواطنين الى الشوارع. واضاف ان المياه هي الحياة واذا لم يجد الناس المياة فانهم على الارجح لن يمكثوا في منازلهم حيث اندلعت اول مظاهرة بالفعل باحتجاجات عبر عنها المواطنون وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بانها لن تحدث ثانية .

واوضح مونتين ان قناة البصرة التي اقيمت قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على وشك الانهيار وان وكالات الاغاثة لم تقدر جيدا مدى الاصلاحات المطلوبة رغم احراز تقدم في اصلاح مضخات المياه حيث ساعدت اجراءات الاصلاح على الحد من تدهور حالة المضخات واصلاح منشات معالجة المياة وانابيب المياه تحت الارض ولكن مونتين الذي نقلت تقريره رويترز اليوم قال انه لا يرى ان هذا كافيا ولذلك فقد اوضح انه اجراء مؤقت والحل الوحيد هو اعادة تشغيل شبكة الكهرباء ومضخات المياه بكامل طاقتها واصلاح محطات تنقية المياة.

وعلى صعيد اخر اعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن تقديم 12,3 مليون دولار لتنمية القطاع الخاص العراقي لتأمين تدريب ً ومساعدة فنية في مراكز الأعمال خلال الخمسة عشر شهرا المقبلة .

وقالت الوكالة في بيان صحافي أن تحالف المتطوعين من أجل النمو الاقتصادي سيستخدم المبلغ "لإنشاء مراكز أعمال جديدة والعمل من خلال المراكز الموجودة في مختلف أنحاء البلد لتوفير التدريب والمساعدة الفنية لمؤسسات الأعمال من جميع الأحجام."

وأضافت أن مستشاري وخبراء التحالف سيزودون مؤسسات الأعمال العراقية بالتدريب والمساعدة الفنية وسيساعدونها في التنافس في عمليات الشراء مستخدمين أموال المساعدة الإضافية .

في ما يلي نص البيان الصحافي :
دعماً منها لجهود إعادة الإعمار في العراق تعلن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن هبة قيمتها عدة ملايين من الدولارات إلى تحالف المتطوعين من أجل النمو الاقتصادي لتنفيذ مبادرة تطوير القطاع الخاص العراقي. وتوفر المنحة ما يصل إلى 12,3 مليون دولار خلال الخمسة عشر شهراً القادمة.
وسينشئ تحالف المتطوعين من أجل النمو الاقتصادي ضمن مبادرة تطوير القطاع الخاص العراقي مراكز جديدة للأعمال ويعمل من خلال المراكز الموجودة حالياً في مختلف أنحاء البلد لتوفير التدريب والمساعدة الفنية لمؤسسات الأعمال من جميع الأحجام. وسيستخدم التحالف القدرة على الوصول إلى عشرين ألف مستشار وخبير متطوع يعملون في جميع القطاعات الصناعية والتجارية لتعريف مؤسسات الأعمال العراقية على الأساليب الناجحة في إدارة الأعمال. وستشمل الخدمات المقدمة دورات تدريب ومواد تتعلق بإدارة الأعمال ومساعدة فنية لمؤسسات الأعمال. وعلاوة على ذلك سيتم تقديم المساعدة للشركات كي تتنافس للقيام بعمليات شراء مستخدمة التمويل الإضافي. وستكون مؤسسات الأعمال التي تنهي برامج التدريب الضرورية مؤهلة للحصول على منح صغيرة لتتابع خطواتها وتقوم بتطبيق التغييرات والسعي وراء الفرص المقترحة في برامج التدريب.

وتشكل مبادرة تنمية القطاع الخاص العراقي التي يقوم بها تحالف المتطوعين من أجل النمو الاقتصادي جزءاً من مساعدات إعادة الإعمار التي تقدمها الحكومة الأميركية إلى الشعب العراقي بهدف تحسين الاستقرار وضمان تقديم الخدمات الأساسية وتيسير عملية الانتعاش الاقتصادي.

باول يقلل من اهمية ارجاء المؤتمر الوطني العراقي
وحاول باول الخميس التقليل من اهمية ارجاء المؤتمر الوطني العراقي الذي كان يفترض ان يفتتح غدا السبت، معتبرا انه قرار "حكيم" يسمح بالاعداد بشكل جيد للمؤتمر. وقال باول لصحافيين يرافقونه في زيارته للكويت "تبين في الايام الاخيرة انه قد يكون من الافضل اعطاء بعض الوقت للتأكد من ان كل شىء يسير على ما يرام بدلا من التسرع". ورأى باول انه قرار "حكيم" تحدث بشأنه مع رئيس الحكومة العراقية الموقتة اياد علاوي الذي التقاه صباح الخميس في جدة في السعودية. واكد وزير الخارجية الاميركي ان ارجاء المؤتمر اسبوعين لن يؤثر على اجراء الانتخابات المقررة في كانون الثاني/يناير 2005. وقال ان "المسألتين ليستا مرتبطين ببعضهما البعض".

13 قتيلا في اشتباكات وغارة في الفلوجة

برهم صالح نائب رئيس الوزراء مع وزير الداخلية يتفقدان اثار تفجير السيارة المفخ وقال الطبيب بلال جاسم في المستشفى لوكالة فرانس برس "لدينا 13 قتيلا و13 جريحا"، بدون ان يذكر اي تفاصيل اخرى. واكد المسؤول الامني في المستشفى وليد محمد الحصيلة نفسها.واكد الجيش الاميركي في بيان اليوم انه شن غارة جوية على الفلوجة في عملية مساندة لقواته البرية ليل الجمعة السبت. وقال الجيش الاميركي ان المدفعية بمساندة من القوات الجوية للقوة المتعددة الجنسيات استهدفت المتمردين الذين لجأوا الى مبان تقع على تخوم المدينة بعد هجمات على موقع للمارينز بقذائف الهاون والقذائف المضادة للدبابات (آر بي جي) واسلحة خفيفة. وقد اعلن مسؤولون في مستشفى الفلوجة ان 13 عراقيا قتلوا وجرح 13 آخرون في هذه الغارة اميركية وفي مواجهات جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ومسلحين في قطاع يقع جنوب شرق المدينة السنية المتمردة ليل الخميس الجمعة.

وكان سكان في الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) ذكروا طائرات تابعة للقوة المتعددة الجنسيات قصفت مساء الخميس منزلا في حي الشهداء في جنوب المدينة.

الهند قلقة مع قرب نهاية المهلة لانقاذ رهائنها ووسيط يدعو الخاطفين الى عدم قتلهم
طلب الوسيط عراقي اختاره محتجزو سبعة من سائقي الشاحنات للتفاوض ، اليوم من "الجيش السري الاسلامي-مجموعة الرايات السود" الى الامتناع عن قتل الرهائن.
ووزع الخاطفون شريط فيديو ظهر فيه رجل مسلح ملثم يصوب سلاحا اليا نحو رأس سائق الشاحنة انتاريامي وهو أحد الرهائن الهنود الثلاثة والذي بدا خائفا ويتصبب عرقا.

عائلة الباكستاني الذي قتل في العراق أزاد حسينوقال اي. أحمد وكيل وزارة الخارجية الهندية في بيان "نحن قلقون للغاية لهذا التطور ونشارك أفراد الاسر القلق والانزعاج." وحث أحمد الخاطفين على اطلاق سراح الرهائن الهنود قائلا انهم رجال فقراء قصدوا الكويت بحثا عن عمل ولا يعملون لدى قوات الاحتلال في العراق. واستطرد "أوضحنا ايضا انهم لن يعودوا إلى العراق." وقال شاهد ان سكان قرية الرهينة انتاريامي في ولاية هيماتشال براديش في شمال الهند عطلوا المرور في أحد الطرق السريعة وطالبوا حكومة نيودلهي ببذل مزيد من الجهد لاطلاق سراح الرهائن الثلاثة. وطالب الخاطفون الذين توعدوا بقتل أحد الرهائن السبعة بحلول الساعة السابعة مساء يوم الجمعة (1500 بتوقيت جرينتش) ان توقف الشركة الكويتية التي يعمل فيها الرهائن السبعة وهي شركة رابطة الكويت والخليج للنقل نشاطها في العراق. وتحتجز جماعة تطلق على نفسها اسم (الرايات السود) الهنود الثلاثة وأربعة سائقين اخرين هم ثلاثة كينيين ومصري وهددت بقطع رقابهم ما لم تنسحب الشركة التي يعملون لحسابها من العراق. ولم تذكر الجماعة بمن ستبدأ تنفيذ وعيدها. وأعلنت الهند مرارا انها لا تملك قوات في العراق وانها انتقدت الغزو الأميركي للبلاد.

لكن المئات من فقراء الهند ذهبوا للعمل في العراق من بينهم عدد كبير يعمل كمساعدين للطهاة ومحاسبين وسائقي حافلات للجيش الأميركي. ووجهت أسر الرهائن الهنود الثلاثة نداء للخاطفين لاطلاق سراح ذويهم باسم الانسانية. وقال رام مورثي والد الرهينة انتاريامي "لقد انتهيت ماذا بوسعي ان أقول؟ أفضل أن أموت بدلا من أن يموت ابني."

ونصحت الهند رعاياها يوم الخميس بتأجيل زياراتهم إلى العراق وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان "بالنظر إلى خطورة الوضع الامني الحالي في العراق تنصح حكومة الهند رعاياها بتأجيل زياراتهم إلى تلك البلاد في الوقت الراهن." وجاء التحذير من السفر بعد ساعات من اعلان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أن نيودلهي تواصل بذل الجهود لتأمين اطلاق سراح الرهائن. وتقول الهند ان الخاطفين يريدون فدية وانها طلبت مساعدة الدول الصديقة لاطلاق سراح الرجال الثلاثة.

بوش يرفع العقوبات المتخذة ضد نظام صدام حسين
على صعيد آخر، قرر الرئيس الاميركي جورج بوش امس رفع معظم العقوبات والاجراءات الطارئة التي اتخذتها الولايات المتحدة منذ 1990 ضد نظام الدكتاتور العراقي السابق المخلوع صدام حسين. وقال الرئيس الاميركي في بيان "رايت ان الوضع الذي كان سائدا اثناء تطبيق هذه الاجراءات الطارئة تغير بشكل كبير بعد الاطاحة بنظام صدام حسين اضافة الى احداث اخرى".

وكانت هذه العقوبات فرضت بشكل خاص من قبل الولايات المتحدة والامم المتحدة اثر اجتياح القوات العراقية الكويت عام 1990. واضاف بوش ان رفع هذه العقوبات "ياتي في سياق " القرارين 1483 و 1546 اللذين اعتمدهما مجلس الامن الدولي في 22 ايار/مايو 2003 وفي الثامن من حزيران/يونيو 2004 وبهما رفع اهم العقوبات الاقتصادية ضد العراق". الا ان قرار بوش ابقى بعض الاجراءات التي تجمد اموال بعض الاشخاص والمؤسسات المالية المرتبطة بالنظام العراقي السابق.