دبي: اعلن "حزب التحرير الاسلامي" في بيان نشر على موقع اسلامي على شبكة الانترنت اليوم مسؤوليته عن العمليات الانتحارية الثلاث التي استهدفت الجمعة السفارتين الاميركية والاسرائيلية ومبنى النيابة العامة في طشقند.

وجاء في البيان الذي نشره الموقع "بحمد الله وتوفيقه ورعايته استطاعت ايدى طاهرة من "وحدة الإستشهادين" التابعين للواء حزب التحرير الإسلامي تنفيد عمليات إستشهادية عدة ضد المصالح الصهيونية وضد الحكومة في اوزبكستان".

وتابع البيان "تم إعداد العملية بدقة وبتخطيط مكثف من قبل المجاهدين ضد مصالح الصهاينة اليهود الذين ينتهكون اعراض اخواننا فى فلسطين كل يوم وما هذه إلا واحدة من مجموعة من الغزوات بإذن الله". ولم يتسن التحقق من صحة البيان.

وتوعدت المجموعة الحكومة الاوزبكية التي "تقوم بمساندة الصليبيين ومحاربة الدين الإسلامي في اوزبكستان وإغلاق المساجد والجمعيات الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن" بهجمات جديدة. واضاف بيان الحزب الذي يدعو الى ترسيخ الخلافة في اسيا الوسطى "إن ارادت الحكومة منا عدم إستهداف مؤسساتها عليها ان تقوم بإطلاق سراح المجاهدين والائمة والاسرى المسلمين ومنح الشعب المسلم الديمقراطية والحرية فى سلام وآمان وإقامة دول إسلامية على سنة محمد وتطبيق المنهج الإسلامي."

وكانتالحركة الاسلامية الاوزبيكية أعلنتمسؤليتها عن التفجيرات التي وقعت اليوم في العاصمة طشقند امام سفارتي اسرائيل وامريكا وفي مبنى النيابة العامة للجمهورية.ونقلت انترفاكس عن مصادر غير حكومية في طشقند اشارتها الى ان الانفجار قرب السفارة الامريكية ادى الى قتل ثمانية اشخاص واثنين قرب السفارة الاسرائيلية.

وقال بيان ظهر على موقع الحركة في الانترنت" ان مجموعة من الشباب المسلمين من الحركة الاسلامية نفذوا اليوم عمليات شارك فيها انتحاريين ضد سفارتي امريكا واسرائل ومبنى النيابة العامة التي بدات محاكمة ضد عدد من اخواتنا".وتجدر الاشارة الى ان هذه اول عمليات انتحارية في طشقند.وتشهد طشقند الان محاكمة مجموعة من الاسلاميين المتهمين بتنفيذ عمليات ارهابية في طشقند، في ابريل ومارس الماضيين.

واشار البيان الى ان العمليات الانتحارية ستتواصل. منوها بانها تستهدف الحكومة الظالمة، وتعبر عن الدعم لاخواننا المسلمين في العراق، وفلسطين وفي افغانستان والمملكة العربية السعودية وفي غيرها من الدول الاسلامية، التي يحكمها المرتدون" كما جاء في النص الذي وضع امضاءه عليها محمد الفاتح من بخاري.

في غضون ذلك تراس الرئيس الاوزبيكي لجنة حكومية للتحقي في العمليات الارهابية. وتضم اللجنة ايضا العديد من الوزراء ومدراء الاجهزة الحكومية.

اعتداءات طشقند رد على قمع نظام كريموف بحسب الخبراء

هذا ويرى الخبراء ان الاعتداءات الانتحارية التي وقعت في طشقند الجمعة تشكل ردا على القمع الذي مارسه نظام الرئيس اسلام كريموف على الاسلاميين ولكنها ضربت ايضا اهدافا اميركية واسرائيلية في اوزبكستان.

واعتبر دبلوماسي غربي في طشقند طلب عدم كشف هويته "ان الامر يتعلق باستراتيجية اعلامية لجذب انتباه المجتمع الدولي الى المحاكمة (الجارية للاسلاميين المفترضين) والى ما يجري في اوزبكستان".

وقد استهدفت الاعتداءات الانتحارية في آن واحد السفارتين الاميركية والاسرائيلية ومقر النيابة العامة الاوزبكستانية فيما بدأت لتوها محاكمة 31 شخصا يشتبه بانهم من الاسلاميين المتهمين بالارهاب وبعضهم للمشاركة في سلسلة اعتداءات وهجمات اوقعت 47 قتتيلا في اواخر اذار/مارس في اوزبكستان.وقد ادلى المتهمون جميعهم باعترافاتهم بينما ندد المدافعون عن حقوق الانسان بالتعذيب الذي تعرضوا له.

واعتبر اركادي دوبنوف المعلق المتخصص لشؤون آسيا الوسطى في صحيفة فريميا نوفوستي الروسية ان "اختيار النيابة العامة كهدف يدل على صلة بالمحاكمة. انها رسالة موجهة الى السلطات (وهي): اننا سننتقم".
وفي نظر خبير روسي اخر هو فيتالي بونوماريف من منظمة ميموريال غير الحكومية فان الاعتداءات الثلاثة "اما ان تكون بمثابة رد على عمليات القمع، او انها عملية لاجهزة الاستخبارات الاوزبكستانية" بهدف اقناع الاميركيين بصوابية معركتهم.

لان "اعتداءات الربيع وقعت في الوقت الذي كان فيه الرئيس كريموف مضطرا تحت ضغط الاميركيين الى تشريع المعارضة. ومن شان ذلك ان يؤدي الى تغيير نوعي للمعارضة خطر على النظام القمعي" كما اوضح هذا الاخصائي بشؤون آسيا الوسطى.

اما الناشطون الاوزبسكتانيون المدافعون عن حقوق الانسان فيرون من جهتهم ان السلطات ضخمت انتشار وتنامي الاصولية لتحويل الانتباه عن سياستها الخاصة مع لجوئها الى حملات اعتقال مكثفة في اوساط المعارضين وفرض عقوبات صارمة على الجنح الصغيرة.

وهذه المغالاة جعلت شريحة من السكان حساسة جدا، ان لجهة الافكار الراديكالية او لدسائس اجهزة الامن التي يمكن ان تكون وراء هذه الاعتداءات بحسب بونوماريف.

ويرى اركادي دوبنوف ان اساليب الحركات الاسلامية حتى المسالمة منها قد تكون تبدلت لتحل مكانها "اساليب اخرى".

واستطرد الكسي ملاشنكو المحلل في مركز كارنيغي بقوله "ان الحركات الاسلامية تعززت وتشددت. فهي مدعومة من قبل الاصوليين في الشرق الاوسط وتختار اهدافها بكل دقة".

وفي رأيه فان الاعتداءات على سفارتي الولايات المتحدة واسرائيل تمثل ايضا "تحذيرا ضد ارسال قوات اوزبكستانية الى العراق"، وهو قرار يفكر فيه، على حد قوله، الرئيس الاوزبكستاني لارضاء واشنطن.

تجدر الاشارة الى ان اوزبكستان اصبحت بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 من الحلفاء الاكثر وفاء للولايات المتحدة في المنطقة عبر استضافتها اكبر قاعدة عسكرية اميركية في آسيا الوسطى.

لكن منذ ذلك الحين اعترت العلاقات بين طشقند وواشنطن بعض البرودة وخفضت الولايات المتحدة مساعدتها المالية احتجاجا على الانتهاكات المكثفة لحقوق الانسان في هذه البلاد.