رانيا حمود من بيروت: في قراءة متأنية للسيناريوهات المطروحة على ساحة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، فان أكثر من مصدر سياسي أكد أن السيناريو الاكثر فرصة للتنفيذ، يشير إلى استقالة الحكومة الحالية التي يترأسها الرئيس رفيق الحريري وتشكيل حكومة جديدة انتقالية تتولى مهمة اقتراح تعديل المادة 49 من الدستور لمصلحة الرئيس العماد إميل لحود ، على أن تكون هذه الحكومة إما برئاسة رشيد الصلح أو الوزير عبد الرحيم مراد.

ومن الواضح أن الانفاس في لبنان منحبسة وتترقب الكلمة التي سلقيها الرئيس لحود في الاحتفال الذي سيترأسه يوم غد الاحد بمناسبة العيد التاسع والخمسين للجيش اللبناني.
وبما أن هذا العيد يحل هذه السنة على تخوم انتخابات الرئاسة اللبنانية ، فإن البعض يتوقع أن يطغى هذا الاستحقاق على الطابع الاحتفالي الرمزي لهذه المناسبة، ويطلق الرئيس لحود في كلمته موقفاً استثنائياً يريح مناوئي تعديل الدستور، بينما يطمح البعض الاخر الى أن تحتوي كلمته اشارات، ان دلت على شيء ، فعلى حتمية بقائه في منصبه لولاية ثانية.

مصدر قريب من رئاسة الجمهورية توقع لـ "ايلاف" أن لا تتناول كلمة الرئيس لحود بشكل مباشر الاستحقاق الرئاسي، بل سيركز في هذه الكلمة على الوضع اللبناني الداخلي، في اشارات تلامس واقع البلد، لها تفاعلاتها وتأثيرها على موضوع الاستحقاق، لا سيما في ما يتعلق بالوضع الامني الداخلي، في مقابل الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها اللبنانيون.

واذا كان الرئيس لحود يعير الموضوع الاجتماعي حيزاً كبيراً من الاهتمام منذ وصوله الى سدة الرئاسة ، مؤكداَ على ذلك في " خطاب القسم " ، فانه في عيد الجيش سيعيد وفق المصدر نفسه، التأكيد على التزامه بمبادئ هذا الخطاب ، الذي سهر على تطبيقه على رغم المعوقات التي اعترضته.

من جهة ثانية وفي وقت بدأ فيه المرشحون الاصطفاف من خلال اعلان ترشيحهم، وكان آخرهم اعلان النائب مخايل ضاهر ترشيحه من على منبر القصر الجمهوري، مما أضاف جواً من الديمقراطية في السباق الرئاسي المحموم، يبقى الرئيس لحود ملتزماً الصمت، رغم محاولة البعض الايحاء بأن رئيس الجمهورية يسعى ومن خلال المقربين اليه ، و"الناطقين باسمه "، دخول المعركة الرئاسية وفرض ولايته الثانية، وذلك بعد التصريح الذي أدلى به الامير الوليد بن طلال على أبواب قصر بعبدا، وأبدى فيه أمله في أن" يستمر الرئيس لحود في الحكم مدة أطول بكثير مما هو محدد له حاليا" ، وعلى أثر كلمة وزير الداخلية الياس المر في مؤتمر رؤساء البلديات والمخاتير ، التي أشار فيها الى ما كان قد أكد عليه الرئيس لحود ، ومفاده أن "نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان حددت الاحجام والاوزان " .

من هنا ، ترد أوساط سياسية مؤيدة أن الامير الوليد بن طلال لا يعبر سوى عن مواقفه الشخصية وله قناعاته وملاحظاته التي طال ما عبر عنها في أكثر من مناسبة لاسيما خلال حفل افتتاح منتجع "الموفنبيك" في بيروت ، مضيفة " أنه لطال ما فتح قصر بعبدا أبوابه ومنبره أمام الجميع ، معارضة وموالاة ، وتجسد ذلك في إعلان النائب ضاهر ترشيحه للرئاسة الاولى من على منبر القصر".

أما في ما يتعلق بمؤتمر البلديات ، فالوزير المر أجاب في كلمته على الكثير من الاسئلة التي يطرحها المواطن اللبناني، خصوصاً تلك المتعلقة بأموال البلديات، وهذه الاسئلة، بحسب المصدر، ليست موجهة فقط ضد الرئيس الحريري وبلدية بيروت، بل تصيب الكثير من المعنيين الذين حاولوا ربط هذا المؤتمر بالاستحقاق الرئاسي، ووصفوه بالمهرجان " التمديدي " ورأى فيه أهل المعارضة استفزازاً لهم.