مؤسسة قانونية بريطانية للدفاع عن حمزة:
اهتمام مصري وصمت المسؤولين المعنيين


نبيل شـرف الدين من القاهرة: وسط اهتمام رسمي واضح وربما غير مسبوق في حالات مماثلة لتوقيف أو القبض على مصريين في الخارج، وبينما التزم الصمتٌ المطبق، جميعُ المسؤولين المصريين الكبار الذين ترددت أنباء عن قيام المهندس الاستشاري المصري ممدوح حمزة بالسعي والتآمر لاغتيالهم، فقد توجه أحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومي (الحكومي) لحقوق الإنسان إلى العاصمة البريطانية، على رأس وفد من الشخصيات، في محاولة لاكتشاف أبعاد وكشف غموض وملابسات توقيف حمزة التي لا يزال يكتنفها الغموض على نحو تتسع معه في مصر دائرة التخمينات، فضلاً عن القراءات التآمرية للواقعة التي صارت أهم أحاديث الكواليس في العاصمة المصرية، حيث تذهب بعض التفسيرات لنقاط بعيدة تخرج بها من مجرد المنافسات الشرسة بين رجال الأعمال ودوائر المصالح، لتقترب من دائرة السياسة.

وفي القاهرة أيضاً أشار مصدر دبلوماسي إلى أن السفارة المصرية في لندن أبلغت وزارة الخارجية المصرية بمضمون رسالة رسمية تلقتها من الخارجية البريطانية، مفادها أن حمزة يواجه حالياً تهمة واحدة هي التواطؤ لاغتيال أربع شخصيات رسمية مرموقة، هم كل من الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب (البرلمان) المصري، والدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان، وكمال الشاذلي وزير شؤون مجلس الشعب، والقيادي الشهير في الحزب الوطني (الحاكم) منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت ، وتحديداً منذ عهد التنظيم الواحد حتى الآن.

وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة (أخبار اليوم) الحكومية واسعة الانتشار في مصر، كتب رئيس تحريرها إبراهيم سعدة، وهو من المقربين لدوائر صنع القرار في المشهد الداخلي المصري، مدافعاً عن حمزة، وملمحاً إلى ممارسات مسؤولين حكوميين ضده، إذ روى أن الرجل عرض عليه بعض المقترحات ومنها على سبيل المثال المتحف المصري الجديد، ويقول سعده "وعدت الدكتور ممدوح حمزة بأنني سأتبنى اقتراحه، وسأتصل بالمسئولين لمناقشتهم في أسباب رفضهم لنقل المتحف المنتظر إلي حضن الأهرامات، فلم يتحمٌس حمزة كثيرا لما وعدته به، وكأنه يعلم مقدما أنني لن أحقق شيئا، وأن كل من سأحدثه في هذا الموضوع سيسخر منه، ويرفضه، ويشكك في صاحبه، ويتهمه بأي شيء بما في ذلك اتهامه بالعصبية، وجنون العظمة"، ومضى سعده قائلاً إن حمزة تحدث وهو يحمل الماكيت مغادرا مكتبه : "لا تتعب نفسك، فلا أحد في الحكومة يحب ممدوح حمزة! ولا أحد من الوزراء يهتم بأي فكرة مادام صاحبها ممدوح حمزة، هل تعرف أنني ممنوع من العمل في أي مشروع يتبع من قريب أو بعيد وزارة الإسكان، وهل تعرف أن مشروعات كثيرة فاز مكتبي بها، ثم فوجئت بسحبها فجأة وبدون سابق إنذار رغم أنه لا سلطة لوزير الإسكان على أصحاب تلك المشروعات، لكنهم في الوقت نفسه لا يملكون معارضته أو يخشون من عقوباته علي شركاتهم وأعمالهم".

أما في لندن فقد أبلغ حمزة اليوم السبت إدارة سجن "بيلمارش" شرق لندن برغبته في تغيير المحامية جانيت دالتون، المكلفة من قبل المحكمة بالدفاع عنه واستبدالها بمؤسسة (بايندمان) القانونية الشهيرة للدفاع عنه أمام المحاكم البريطانية، وأشار مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في لندن إلى أن حمزة قدم إستمارة مكتوبة إلى إدارة السجن صباح اليوم، تتضمن البيانات الجديدة لشركة المحاماة الخاصة التي تم الاتفاق بينه وبين عائلته على تكليفها بالدفاع عنه وذلك حسبما تقتضي الاجراءات المتبعة في هذا الشأن.
وكانت زوجة حمزة ونجله الأكبر محمد زاراه مساء أمس الجمعة في السجن لاول مرة منذ احتجازه يوم 12 تموز (يوليو) الجاري بتهمة التواطؤ لقتل أربع شخصيات معروفة بينما حضر مصطفى رجب جانبا من اللقاء بصفته ممثلاً لاتحاد المصريين في المملكة المتحدة، والذي نقل عنه قوله إن المحامية الحكومية المنتدبة جانيت دالتون لم تبذل جهدا قانونيا كافيا لإقناع المحكمة بإطلاق سراح حمزة بكفالة لدى عرضه على المحكمة يوم الحادي والعشرين من تموز (يوليو) الجاري والتعهد بتوفير كل الضمانات المطلوبة وفقا للقانون البريطاني, وهو الأمر الذي سيركز عليه فريق الدفاع خلال الفترة المقبلة.

كما نقلت الوكالة المصرية أيضاً عن السيدة أميمة حاتم زوجة ممدوح حمزة قولها إن حالته المعنوية جيدة، ويرتدي الملابس العادية، نظراً لكونه لم يزل رهن المحاكمة وليس محكوما عليه, كما يعاني أيضاً بعض الهزال ونقص الوزن ويشعر بالضجر لعدم قدرته على القراءة ومعرفة أخبار العالم ومتابعة أعماله، موضحة أنه في البداية شعر بالاستياء الشديد خشية أن يصدق الناس في مصر والخارج الافتراءات التي نسبت إليه ولكنه شعر بالارتياح لإبلاغه بالتعاطف مع قضيته والمساندة التي يحظى بها من السلطات الرسمية داخل مصر.

ومضت أميمة حاتم إلى القول إن زوجها لم يطالع الصحف أو يقرأ أية كتب أو مجلات منذ يوم احتجازه في الثاني عشر من تموز (يوليو) وحتى الآن وان تدابير عاجلة اتخذتها العائلة للاتفاق مع متعهد الصحف الوحيد في سجن بيلمارش لتزويده يوميا بكل الصحف والمجلات الأجنبية والعربية التي يرغب في مطالعتها وكذلك الكتب التي يرغب في قراءتها داخل السجن، واختتمت قائلة إنها زودته بجهاز راديو كاسيت وبعض الكتب أرسلت إليه عبر البريد كما تقضي لوائح السجن البريطاني.