قضاة فرنسيون يحتجزون معتقلين أفرج عنهم من جوانتانامو
المحاميان جاك ديبريه (إلى اليمين) ووليام بوردو المكلفان بالدفاع عن نزار ساسي ومراد بن شلالي يتحدثان لوسائل الاعلام في باريس

لورا بريتونمن باريس: قالت مصادر قضائية إن قضاة فرنسيين أمروا يوم الاحد بتجديد حبس أربعة فرنسيين أطلق الجيش الأميركي سراحهم من معتقل خليج جوانتانامو. وبعد اقل من اسبوع من إعادة الرجال الاربعة الى فرنسا امر قضاة مكافحة الارهاب بإجراء تحقيق رسمي مع نزار ساسي ومراد بن شلالي وعماد قانوني وابراهيم يادل فيما يعد خطوة تسبق توجيه اتهامات رسمية لهم بموجب القانون الفرنسي.

وصدرت الاوامر بإجراء التحقيق على اساس الاشتباه في وجود "صلة مع مجرمين ضالعين في عمل ارهابي" وقالت المصادر القضائية ان ساسي وبن شلالي يخضعان ايضا للتحقيق بتهمة حيازة جوازات سفر مزورة. ودعا القاضيان جان لويس بروجيير وجان فرانسوا ريشار المتخصصان في قضايا الارهاب الى احتجاز الاربعة بصفة مؤقتة بعد ان عادوا الى فرنسا الثلاثاء الماضي عقب قضائهم اكثر من عامين في المعتقل العسكري الأميركي في جوانتانامو بكوبا.

ونقل الاربعة الى سجون قرب باريس بعد ان أكد قاض آخر تمديد حبسهم. وقال وليام بوردو محامي ساسي انه لا يوجد مبرر قانوني لاستمرار حبسهم. وقال محامون مكلفون بالدفاع عن بقية المشتبه بهم انهم سيتقدمون بطلبات لإخلاء سبيل موكليهم. وكان قد تم اعتقال الاربعة خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في افغانستان أواخر عام 2001 واحتجزتهم القوات الأميركية للاشتباه في انهم يقاتلون في صفوف حكومة طالبان المخلوعة. وقالت المصادر القضائية ان جلسة ستعقد يوم الثلاثاء للنظر في طلبات الدفاع.

وقال المحامي جاك ديبريه الذي يمثل بن شلالي وساسي انه شاهدهما للمرة الاولى يوم الجمعة وإنهما وصفا تجربتهما في جوانتانامو بانها كانت جحيما. وقال ان الاستعانة بمعلومات تم الحصول عليها في جوانتانامو لا تقوم كاساس قانوني لاستمرار حبس المشتبه بهم. واحتجز الرجال الاربعة لدى وصولهم الى فرنسا وذلك بغرض استجوابهم من قبل جهاز المخابرات الداخلية.

ووالد بن شلالي إمام مسجد في مدينة ليون الفرنسية وتجري سلطات مكافحة الارهاب تحقيقا رسميا معه ومع زوجته وثلاثة غيرهم. ويجري التحقيق ايضا في مزاعم عن خطط لمهاجمة مصالح روسية في فرنسا منها السفارة الروسية في باريس ردا على اجراءات روسية في الشيشان. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاسبوع الماضي ان الاربعة عادوا الى فرنسا بعد محادثات مضنية مع السلطات الأميركية والتعهد بانهم سيواجهون العدالة الفرنسية. ولا يزال هناك ثلاثة فرنسيين اخرين محتجزين في جوانتانامو.