عودة التعاون الأمني الفلسطيني - الإسرائيلي

أسامة العيسة من القدس: تضاربت المواقف داخل حركة فتح مما اعتبر اتهامات خطيرة وجهها زكريا الزبيدي قائد مجموعة كتائب الأقصى في مخيم جنين، لجهاز المخابرات الفلسطيني، الذي احرق مسلحون تابعون للزبيدي مقره في جنين فجر السبت.

واستهجنت بيانات حملت تواقيع كتائب شهداء الأقصى ما قاله الزبيدي حول رصد جهاز المخابرات الفلسطينية لمجموعته وتكليف من يجمع معلومات عنهم وتتبع نشاطهم، وذهب الزبيدي إلى ابعد من ذلك حين اتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نابلس بتوفير معلومات لنظيرتها الإسرائيلية أدت إلى اعتقال ثماني فتيات فلسطينيات من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي حين رأت مصادر صحفية في كلام الزبيدي نوعا من المبالغات وتساءلت كيف يكون هناك تعاون أمني بين الطرفين في ظل العلاقات التي سادت بينهما خلال السنوات الثلاث الماضية، فان هناك وقائع على الأرض تشير إلى تزايد التعاون الأمني بين أجهزة السلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة رغم استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.

واتت تصريحات الزبيدي والرد العنيف من قبل جماعته على التعاون الأمني الفلسطيني الرسمي مع مخابرات الاحتلال، بعد انتقادات وجهتها أوساط من كتائب الأقصى في بيت لحم للأجهزة الأمنية الفلسطينية لتسليمها اربع عبوات أنبوبية لمثيلتها الإسرائيلية أول من أمس قرب الحاجز العسكري الاحتلالي على مدخل بلدة الولجة، جنوب القدس.

وتأتى هذه التطورات في التعاون الأمني رغم نفي أجهزة السلطة رسميا أنها تنسق أمنيا مع مخابرات الاحتلال، وذلك بعد ان دمرت قوات الاحتلال مقار هذه الأجهزة خلال انتفاضة الأقصى.

ولكن مصادر في هذه الأجهزة تقر في تصريحات غير رسمية بوجود التنسيق والتعاون الأمني مع الطرف الإسرائيلي وان لم يكن بنفس المستوى الذي كان بين الجانبين سابقا.

وأشارت هذه المصادر إلى أن جهاز المخابرات الفلسطيني يتلقى دعما ورعاية وتدريبا من (خبراء) أمن أميركيين، وان التعاون الأمني مع الإسرائيليين يتم بطلب اميركي ودول إقليمية.

ويخشى كثيرون هنا من تطور التعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل ليعود إلى الحالة التي كانت عليها في السنوات التي أعقبت اتفاق أوسلو، عندما وصل التنسيق الأمني بينهم إلى مراحل متقدمة.

وأدى ذلك التعاون إلى حملة اعتقالات واسعة شنتها أجهزة السلطة وعلى مدى سنوات وشملت العشرات من مقاومي حركتي حماس والجهاد الإسلامي وقوى أخرى مثل القيادة العامة بالإضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة.

وبسبب ذلك التعاون استطاعت قوات الاحتلال إلقاء القبض على عدد من ابرز المقاومين مثل الأسير حسن سلامة مهندس ما يعرف بعمليات الثار المقدس التي نفذتها كتائب القسام ردا على اغتيال الشهيد يحيى عياش، حيث شاركت قوات الأمن الفلسطينية في مطاردة سلامة ورفاق له في محافظات رام الله وبيت لحم والخليل، حتى تم اعتقاله ويحتجز الان في زنزانة معزولة في سجن بئر السبع يقضي حكما بالمؤبد.

ويعتقد أن ذلك التعاون كان سببا في مقتل عدد من ابرز قادة القسام مثل: عماد وعادل عوض الله ومحي الدين الشريف وغيرهم.

ووجهت اتهامات للسلطة بشان هذا التعاون بأنه تقديم خدمات لإسرائيل بدون مقابل، وأدى ذلك التعاون إلى نزول اسهم عدد من قادة الأجهزة الأمنية في الشارع الفلسطيني مثل جبريل الرجوب ومحمد دحلان.