نبيل شرف الدين من القاهرة: في زيارة مفاجئة وصل اليوم الأحد إلى جدة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، يجري خلالها محادثات مع لمسؤولين هناك بشأن عدة قضايا يتصدرها تطورات الوضع في العراق، ووفقاً لمصادر الجامعة فمن المتوقع أن تتناول محادثات موسى المبادرة السعودية الخاصة بارسال قوات عربية وإسلامية من غير دول الجوار إلى العراق، للمشاركة في حماية بعثة الأمم المتحدة العاملة هناك، وهو الأمر الذي عرضت السعودية القيام به مؤخراً، وأعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول موافقته عليها في أثناء زيارته الأخيرة للمملكة، ورحب به رئيس الحكومة العراقية المؤقتة.

على صعيد متصل كشف مصدر دبلوماسي في القاهرة لشبكة (إيلاف) الاخبارية عن اتصالات دبلوماسية أجرتها مصر مع السعودية بشأن اقتراحها إرسال قوات عربية وإسلامية من غير دول الجوار إلى العراق، موضحاً أن هذه الاتصالات استهدفت استيضاح حقيقة الأمر وفهم أبعاد هذه الاقتراحات والإطار الذي طرحت فيه، فضلاً عن تنسيق المواقف في هذا الصدد.

ويرصد الدكتور حسن أبو طالب، الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام المصرية، مؤشرات على أن الموقف العربى العام بات اكثر قبولا لهذه الحكومة الانتقالية في العراق، رغم تعيينها من قبل واشنطن، معتبراً أنه "قبول يعكس انتقالا فعليا من خانة التردد إلى خانة الانفتاح"، فمن وجهة نظر جيران العراق العرب، إضافة إلى مصر، فإن المهمة الأكبر، والتى تتطلب سياسة تجمع بين الحذر والحكمة، تتعلق أساسا باسترداد العراق عربيا، وتمكينه من مواجهة خطط تقسيمه أو شده بعيدا إلى تحالفات أو تجمعات ضد المصالح العربية العامة، أو أن يبقى تحت طائلة الاحتلال المقنع الى ما لانهاية، وهو أمر لا يستقيم إذا ما ترك العراق وحيدا دون سند عربي، ففي الوقت الذي يطالب فيه العرب العراق بأن يكون رصيدا لهم ولقضايا العروبة، لابد في المقابل أن يقدم العرب الكثير من الدعم الشامل لهذا البلد في الظروف الراهنة، على حد تعبير الباحث المصري المعروف.