مؤتمر عراقيّ للمصالحة الوطنيّة
تفجيرات الكنائس:
*الياور يستنكر
*الحكيم يؤكّد فشل السياسة الامنيّة
*السيستاني يدعو الى تضامن شعبي حكومي ضدها

أسامة مهدي من لندن: تعدّ منظمة حقوقية عراقية لعقد مؤتمر وطني للمصالحة الوطنية في بغداد او عمان ،بينما هدّد حزب البعث العراقي المنحل باستهداف بعثة الاطلسي التي سترسل الى "العراق المحتل" في وقت ذكر ان القوات الاميركية اعتقلت مثنى حارث الضاري، عضو هيئة علماء المسلمين. وحملتالحكومة العراقيةمسؤولية تفجيرات الكنائس امس على الاصولي الاردني ابو مصعب الزرقاوي .وعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني الى تظافر جهود الشعب والحكومة ضد الاعتداءات التي يتعرض لها العراقيون، كما ادان الرئيس غازي الياور تفجيرات الكنائس واعتبر رئيس المجلس الاسلامي الاعلى انها اثبتت فشل السياسات الامنية المتبعة حاليا، بينما دعا المؤتمر الوطني العراقي الاجهزة الامنية الى بذل جهود اكبر لحماية ارواح المواطنين .

مؤتمر عراقيّ للمصالحة الوطنيّة
ففي لندن بدأ رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين زكي جميل حافظ لقاءات مع شخصيات عراقية وبعض منظمات حقوق الإنسان في بريطانيا حول مسائل حقوق الأنسان والاوضاع القانونية في العراق .وبدعوة من مركز السياسة الخارجية في لندن سيشارك حافظ مع الدكتور طارق على الصالح رئيس جمعية الحقوقيين العراقيين في بمناقشات طاولة مستديرة في العاصمة البريطانية الخميس المقبل حول دور القانون في مستقبل العراق ومواصلة تحضيرات مكثفة تجري في لندن و بغداد، لعقد مؤتمر يضم نخبة من الأختصاصيين وشرائح مختلفة من المجتمع العراقي وممثلي الاحزاب السياسية والشخصيات المعروفة لمناقشة ووضع الأسس المناسبة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أطراف المجتمع العراقي خلال الأسابيع المقبلة، وصولا الى تحقيق الامن والاستقرار في البلاد وبدء مرحلة من الوئام الوطني والمجتمعي كما ابلغ الصالح "ايلاف" اليوم .

واشار الى ان الجمعية تعد مشروعا لإيفاد بعض أعضائها الى عواصم عربية وعالمية لتعريف المنظمات الدولية والقانونية والإنسانية بحقيقة ما يجري في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري على ايدي قوات الإحتلال ومناقشة سبل الدعم والمساندة لبناء دولة القانون على اسس حضارية ديمقراطية تعددية تحترم حقوق الانسان.

حزب البعث يهدد بعثة الاطلسي
وفي بيان له ارسل الى " ايلاف " اليوم قال حزب البعث العراقي ان حلف الاطلس وافق على دور امني في العراق المحتل"بضغط من الإدارة الأميركية المتورطة في مأزقها العراقي" واضاف ان هذا الدور الأمني – العسكري للحلف في دعم "السلطة العميلة" يمثل اندماجا أمنيا في تنفيذ وتسهيل تنفيذ مخططات الاحتلال الأميركي في العراق المحتل . وهدد بان تتعامل المقاومة العراقية المسلحة مع هذا الدور للاطلسي في اعتباراته السياسية "وهذا التعامل لا يتطلب من البعث والمقاومة وأذرعها وتشكيلاتها أي تأسيس جديد في تصنيف البعثة العسكرية المتوقع وصولها للعراق المحتل.. وهي تدخل تلقائيا في قائمة الأهداف والمستهدفين وعلى مدى زمني مفتوح وحتى إذا كانت تنوي عدم رفع علم الحلف أو العمل تحت مسمياته مباشرة... والاستهداف في هذه الحالة ينسحب على دول الحلف المتواجد لها بعثات وهيئات أخرى وتحت مسميات وعناوين ووظائف مختلفة في العراق المحتل" كما قال.

وحذر الحزب دول الحلف قائلا انها "عند موافقتها على إرسال البعثة الأمنية – العسكرية ومشاركتها في برامج أمن الاحتلال وسلطته العميلة تكون قد قبلت الحرب العدوانية غير الشرعية ونتائجها بأثر رجعي وهي بذلك تطور من هذا القبول ليرتقي لمستوى المشاركة في الاحتلال ". وكان الحلف وافق قبل ايام على تدريب الجيش وقوات الشطة العراقية بهدف زيادة كفاءتها في حفظ الامن ومواجهة العمليات الارهابية التي يشهدها العراق حاليا .

الربيعي يتهم الزرقاوي
وعلى صعيد التفجيرات التي استهدفت ست كنائس في بغداد والموصل امس قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي اليوم انها تحمل بصمة الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي حليف تنظيم القاعدة .واضاف ان الهجمات التي وقعت مساء الاحد هي محاولة لإجبار الأقلية المسيحية في العراق على مغادرة البلاد وابلغ وكالة رويترز ان الزرقاي والمتطرفين الذين يتبعونه يحاولون في الأساس "دق إسفين بين المسلمين والمسيحيين في العراق." واشار الربيعي الى ان مجلس الأمن القومي العراقي سيعقد اجتماعا طارئا اليوم لبحث التفجيرات .

اعتقال الضاري
وقد اعتقلت القوات الاميركية الدكتور مثنى حارث الضاري عضو هيئة علماء المسلمين واثنين من مرافقية خلال عودة الضاري من مسجد ام القرى في بغداد بعد اجراءه لقاء صحافي لكنه لم يعرف بعد اسباب الاعتقال غير انه من المعروف ان الهيئة تقف ضد الحكومة العراقية وتنادي بخروج القوات الاميركية من العراق وترفض المساهمة في العملية السياسية واخرها امتناعها عن المشاركة في المؤتمر الوطني الموسع الذي سيعقد منتصف الشهر الحالي . .

الاتحاد الاسلامي يرفض تصريحات الشعلان
وفي بيان لمكتبه السياسي قال الاتحاد الاسلامي الكردستاني ان الاوساط السياسية العراقية على اختلاف توجهاتها استغربت واستنكرت التصريحات الاخيرة لوزيرالدفاع حازم الشعلان ضد الجارة المسلمة ايران . واضاف ان هذه التصريحات لا تنسجم مع الخط السياسي المعلن للدولة وتعاكس المصلحة العليا للعراق وتشحن العلاقة بين الشعبين بالعداء والحقد وهذا ما يصبو له الاعداء وان العراق كما هوعليه اجماع القيادات والقوى السياسية لن يكون في عهده الجديد عامل توتر وقلق في المنطقة كما لن يسمح ان يتحول الى معبر او مقرللارهاب وتهديد دول الجوار كما اكدت على ذلك قيادته السياسية وعدته من الثوابت الاساسية للعراق واشارالى ان هذا الموقف من وزير الدفاع يتعارض مع المواقف الرسمية والتوجهات الحكومية التي تؤكد على اقامة افضل العلاقات مع دول الجوار العربي والاسلامي والتعاون الاخوي معهم في كافة المجالات انطلاقا من ثوابت التاريخ والجغرافية والاجتماع وتداخل الامن والمصالح الاقتصادية وحذر من ان الارتجال وعدم الدقة في التصريحات في هذه المرحلة الحساسة سيكلف العراق خسائركثيرة ويؤدي الى خلق عدوات وهواجس لدى الاخرين لا مبرر و لا داعي لها .

وعبر عن امله في ان تعالج الحكومة العراقية الاثار السلبية لهذه التصريحات بالحكمة المعهودة وتحسر التعبير عن المواقف الرسمية عبر قنوات محددة حتى لا تكون عرضة للامزجة الشخصية اوالاجتهادات والمعلومات الخاطئة .


"تشكل الاقليات الدينية في العراق وخصوصا المسيحيون حوالى ثلاثة بالمئة من السكان اي 700 الف من اصل 24 مليون عراقي معظمهم من المسلمين الشيعة والسنة ". وينص الدستور العراقي الموقت الذي تم تبنيه في آذار/مارس وسيطبق حتى اجراء انتخابات عامة"حرية كل الاديان". وتنص المادة السابعة من الدستور على ان "الاسلام هو دين الدولة الرسمي ومصدر للتشريع". كما يقضي بان "يحترم الهوية الاسلامية لاكثرية العراقيين مع ضمان الحرية التامة لكافة الاديان الاخرى وممارساتها الدينية". وكان دستور 1970 الذي تبناه النظام السابق، يضمن الحرية الدينية ويحظر كل تمييز ديني."
من جهة اخرى يعترف الدستور العراقي "بقوميتين اساسيتين" هما العرب والاكراد بالاضافة الى "قوميات اخرى" ويؤكد ان حقوقها مشروعة. وفي كانون الاول/ديسمبر 1972، حددت ادارة حزب البعث الحاكم في مرسوم بان القوميات الاخرى هي الاشورية والكلدانية والسريانية. والكلدان الذين يشكلون غالبية المسيحيين في العراق، طائفة كاثوليكية تمارس طقوسا شرقية. وقد انبثقت هذه الكنيسة عن العقيدة النسطورية لكنها تخلت عنها في القرن السادس عشر مع احتفاظها بالطقوس ذاتها. ونائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز المعتقل حاليا هو اشهر الكلدانيين. اما الاشوريون فيبلغ عددهم حوالى خمسين الفا وهم مسيحيون ابقوا على العقيدة النسطورية. وكنيسة النساطرة انشقت في 431 بعد مجمع افسس معلنة ان المسيح فيه شخصين بطبيعتين منفصلتين الهية وانسانية وليس شخص واحد بطبيعة واحدة الهية وانسانية كما يؤمن الكاثوليك. وفي العراق ايضا سريان كاثوليك وارثوذكس وارمن كاثوليك وارثوذكس ومنذ فترة اقرب (خلال الانتداب البريطاني) بروتستانت، وكاثوليك من الكنيسة اللاتينية.
وما زال مسيحييون عراقيون كثيرون يتكلمون الارامية السريانية التي كانت لغة المسيح. وفي السبعينات صدرت مجلات ثقافية ناطقة باللغتين العربية والارامية كما ظهرت برامج اذاعية وتلفزيونية باللغة الارامية. ويعيش في كردستان العراقي حوالى 150 الف مسيحي اغلبهم من الكلدان. ويتمثل المسيحيون في حكومة اياد علاوي الموقتة التي سلمها الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الحكم في 28 حزيران/يونيو، بوزيرة واحدة فقط. ودفع الفقر والحروب المتتالية العديد من المسيحيين الى مغادرة العراق.
ويقدر عدد المسيحيين الذين غادروا العراق في السنوات ال15 الماضية بحوالى بنصف مليون شخص.

ففي بيان له اليوم عقب تفجير ست كنائس في بغداد والموصل امس وصف المرجع السيستاني التفجيرات التي يشهدها العراق بانها " اعمال اجرامية تستهدف وحدة واستقرار العراق واستقلاله " ودان هذه التفجيرات مؤكدا حق جميع الاقليات في العراق وبينهم المسيحيون في العيش في وطنهم العراق .
ودعا السيستاني في البيان الذي ارسله مكتبه الى " ايلاف " الشعب والحكومة في العراق الى التعاون في سبيل وضع حد للاعتداءات على العراقيين وقطع دابر المعتدين .

وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
في مسلسل الاعمال الاجرامية التي يشهدها العراق العزيز وتستهدف وحدته واستقراره واستقلاله تعرض عدد من الكنائس المسيحية في بغداد والموصل الى اعتداءات اثمة اسفرت عن سقوط عشرات الضحايا الابرياء بين قتيل وجريح كما تضرر من جرائمها الكثير من الممتلكات العامة والخاصة .
واننا اذ نشجب وندين هذه الجرائم الفظيعة ونرى ضرورة تظافر الجهود وتعاون الجميع حكومة وشعبا في سبيل وضع حد للاعتداء على العراقيين وقطع دابر المعتدين نؤكد على وجوب احترام حقوق المواطنين المسيحيين وغيرهم من الاقليات الدينية ومنها حقهم في العيش في وطنهم العراق في امن وسلام .
نسال الله العلي القدير ان يجنب العراقيين جميعا كل سوء ومكروه وينعم على هذا البلد العزيز بالامن والاستقرار انه سميع مجيب .

ومن جهته استنكر الرئيس الياور التفجيرات وقال ان مثل هذه الاعمال الارهابية التى تطال أبناء شعبنا الامنين انما تدل على مدى كره من يقوم بمثل هذه الجرائم لابناء الشعب العراقى قاطبة .
واشار الياور الى ان مهاجمة دور العبادة لاى ديانة تعتبر استهانة بمعتقدات العباد وهى ضد تعاليم الاديان السماوية وبالاخص الدين الاسلامى وتعاليمه السمحاء، ودعا الشعب العراقى الى التعاون والوقوف صفا واحدا ضد من يرتكب مثل تلك الاعمال ويدمر البيوت ودور العبادة .
وفي بيان صحافي ارسله مكتب الياور الى " ايلاف" قال :
استنكر السيد رئيس الجمهورية الشيخ غازي عجيل الياور التفجيرات الإرهابية التي طالت كنائس اخواننا من أبناء الديانة المسيحية . وقد أفاد بأن مثل هذه الأعمال الارهابية التي تطال أبناء شعبنا الآمنين إنما تدل على مدى كره من يقوم بمثل هذه الجرائم لابناء الشعب العراقي قاطبة .
إن مهاجمة دور العبادة لاي ديانة كانت تعتبر استهانة بمعتقدات العباد وهي ضد تعاليم الأديان السماوية وبالأخص الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء .
إننا نهيب بأبناء شعبنا أن نقف معا صفا واحدا ضد من يقتل إخواننا وأبناءنا ويدمر بيوتنا ودور عبادتنا . والله الهادي الى سواء السبيل


ديوان الرئاسة / المكتب الاعلامي
2/8/2004

كما استنكر الدكتور إبراهيم الأشيقر الجعفري نائب رئيس الجمهورية و بشدة الإعتداء الأثيم الذي تعرضت له دور عبادة مسيحيي العراق معتبراً أن يداً واحدةً هي التي تضرب طوائف العراق كافة و أن هدفها واحد ،داعياً الأخوة المسيحيين إلى تفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين في تحقيق مآربهم الخبيثة .
وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

مرةً أخرى ها هي يد الارهاب والشر الآثمة تحاول ان تنال من أحد اركان المجتمع العراقي من خلال التعرض الآثم إلى دور العبادة الخاصة بالمسيحيين من ابناء شعبنا المظلوم ،شركائنا في الوطن و المصير.

إن هذا العمل الغادر الجبان الذي اودى بحياة الابرياء من ابناء شعبنا المجاهد وهم في موقع التقرب الى الله تعالى ،وكذلك كل الاعمال الخسيسة والجبانة التي استهدفت من قبل زوار العتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية وغيرها من بقاع وطننا الحبيب ،هذا العمل يعبر ويشير الى ان عدونا واحد وان المستهدف دائماً هو العراق بكل اطيافه واديانه ومذاهبه.

ان هذه الافعال الاجرامية تذكرنا بوحدة الشعب ،ووحدة المصير، وإننا على ثقة من أن هذا الفعل الجبان لن يزيد ابناءنا المسيحيين الا اصراراً على بناء الوطن، واعادة اعماره دون الالتفات الى هذه الجرائم التي لن تزيدنا الا تكاتفاً ووحدة.

ختاماً اتقدم بخالص عزائي ومواساتي الى اسر الضحايا وأسأل الله تعالى ان يتغمدهم برحمته ورضوانه وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان ،انه على كل شيء قدير.

ومن جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية عبد العزيز الحكيم أن السياسة المتبعة لمعالجة الوضع الأمنى فى العراق اثبتت فشلها .
وقال ان الحكومة العراقية فشلت فى قمع العمليات الهجومية التى تقوم بها الجماعات المسلحة مطالبا بإشراك القوة الوطنية والعشائر العراقية فى التصدى لتلك الجماعات .

والى ذلك طالب المؤتمر الوطني العراقي الأجهزة الحكومية المختصة ببذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى المخططين والمنفذين لهذه الجرائم البشعة، وتقديمهم إلى العدالة وان تعمل على تقديم حماية اكبر لدور ومراكز العبادة لمختلف طوائف الشعب العراقي بعد أن ثبت بما لا يقبل الشك إن هذه الدور والمراكز هي من ضمن أهداف المخطط الإرهابي الموجه ضد العراق وأهله.
وفيما يلي نص بيان المؤتمر الذي يتراسه احمد الجلبي :
مرة أخرى عاد تحالف الشر المعادي للعراق وأهله وضرب معلما من معالم الوحدة الوطنية العراقية من خلال استهدافه عدد من دور العبادة وفي يوم وساعة امتلائها بالمؤمنين المصلين الطالبين من الله جل وعلا أن ينشر المحبة والسلام في الأرض التي أنجبت أبو الأنبياء إبراهيم (ع).

إن أعمال التفجير الإجرامية التي طالت عددا من الكنائس في بغداد والموصل كانت تستهدف تمزيق وشائج الوحدة الوطنية وهي مكملة لسلسلة مشابهة من الأعمال الإجرامية الموجهة ضد الأبرياء في مدن النجف وكربلاء والكاظمية والموصل وبعقوبة وغيرها من المناطق التي كانت ضحية لهذا المخطط الخبيث، لكن العراقيين يثبتون للعالم مرة بعد أخرى إنهم واعون بهذا المخطط الخبيث وان ما يجمعهم هو اكبر وأقوى بكثير من كل محاولات شق الصف التي يقوم بها هؤلاء المجرمون.

إننا في الوقت الذي نتقدم به بخالص العزاء إلى الأخوة من أبناء الطوائف المسيحية في العراق بصورة خاصة، والى كل العراقيين بصورة عامة على ضحايا يوم الأحد الدامي، فإننا نطالب الأجهزة الحكومية المختصة أن تبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى المخططين والمنفذين لهذه الجرائم البشعة وتقديمهم إلى العدالة، وان تعمل على تقديم حماية اكبر لدور ومراكز العبادة لمختلف طوائف الشعب العراقي بعد أن ثبت بما لا يقبل الشك إن هذه الدور والمراكز هي من ضمن أهداف المخطط الإرهابي الموجه ضد العراق وأهله.

رجال دين عراقيون يدينون التفجيرات التي استهدفت الكنائس
وأدان عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين في بغداد يوم الاثنين التفجيرات التي حصلت يوم الاحد في بغداد والموصل والتي استهدفت عددا من الكنائس وراح ضحيتها 11 قتيلا. وقال احمد عبد الغفور السامرائي إمام وخطيب مسجد أم القرى في بغداد ان هذا الفعل السيء وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه "فهو مردود ومكروه ومُحرم شرعا وانا أرده وأرفضه." واضاف ان هذا الفعل يسيء الى "العراقيين ويسيء الى الدين ويسيء الى الاسلام والى نبي الاسلام." ومضى يقول ان "كل عالم وكل إمام وكل داعية وكل عاقل وكل منصف لابد وان يستنكر هذا العمل... وانا باسم ديوان الوقف السني استنكر هذا العمل البشع الذي يحاول النيل من وحدة العراق والعراقيين." وقال فارس توما راعي كنيسة الرسولين في الدورة والتي كانت احدى الكنائس التي طالتها التفجيرات يوم الأحد "انها جريمة بشعة ومن يقف وراءها فهو أبشع." وتساءل توما عن الغاية التي اراد المنفذون تحقيقها وقال "ماهي الغاية من استهداف اناس جاءوا يصلون ويدعون الى السلام والمحبة.."؟

ودعا بطريرك الكلدان عمانوئيل دلي اليوم الاثنين المسيحيين والمسلمين في العراق الى الاتحاد غداة سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت كنائس مسيحية واسفرت عن سقوط عشرة قتلى وخمسين جريحا على الاقل. وقال دلي "علينا ان نتعاون مسيحيين ومسلمين من اجل خير العراق لاننا اسرة واحدة"، موضحا ان هذا النداء سيدرج في رسالة يعدها الى الحكومة العراقية الموقتة.
وحول مدبري الاعتداءات التي وقعت الاحد، قال دلي انه لا يعرف عنهم شيئا، مؤكدا "ليسامحهم الله وينير قلوبهم من اجل خير المسيحيين والمسلمين في العراق". واضاف االله حرم القتل وعدد كبير من الاسر حزينة اليوم لانها فقدت اصدقاء او اولاد او نساء لها".

واكد المونسينور دلي انه لا يعرف عدد ضحايا هذه الاعتداءات. وكانت اربع عمليات تفجير استهدفت كنائس في بغداد وعمليتان اخريان مقعتا ضد كنيستين في الموصل (شمال). واسفرت هذه الاعتداءات عن سقوط عشرة قتلى على الاقل وخمسين عنيفا في موجة عنف لا سابق لها ضد المسيحيين في العراق.

وكانت موجة من التفجيرات قد طالت يوم الاحد عددا من الكنائس في مدينة بغداد والموصل راح ضحيتها أحد عشر شخصا وجرح اكثر من خمسين كلهم من المدنيين. واصدر الحزب الاسلامي العراقي بيانا استنكر فيه "هذه الجريمة الشعواء أشد استنكار." وقال البيان "لقد حاول الأعداء من خارج الحدود إشعال نار الفتنة وتقطيع أوصال الروابط فيما بيننا لكنهم خابوا ولن يعودوا إلا بالخسران.. ان جريمة تفجير الكنائس ان دلت على شيء فانما تدل على ضعف الأعداء وفشلهم في النيل من قوة ووحدة العراقيين مسلمين ومسيحيين وصابئة وكل الظوائف الأخرى."
وأضاف البيان "ان عدوا مُتربصا لا يجد غير لغة صناعة الموت سبيلا للتمكين فانه يحكم على نفسه بالزوال مسبقا."