فالح الحمراني من موسكو: فيما قالت البلاغات الرسمية عن نتائج زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير التي اختتمها لبيلاروسيا ان السودانيين أبدوا اهتمامهم بمنتجات بيلوروسيا من الجرارات والشاحنات والآلات الطبية والزراعية والدواء والأجهزة الكهربائية، اشار المراقبون العسكريون الأجانب الى ان السودان يهتم بالسلاح البيلوروسي قبل أي شيء آخر.

واشارت صحيفة كوميرسانت الصادرة في موسكو ما رددته مصادر غربية عن ان السودان يحصل من بيلوروسيا على دبابات "ت - 55" وطائرات الهليكوبتر القتالية "مي - 24". وحسب أقوال المصادر التي استشهدت بها الصحيفة فإن الأسلحة التي ترسلها بيلوروسيا إلى السودان تقع في أيدي ما ما سمتها بالإرهابيين أو تستخدم في حروب أهلية..

واكدت كوميرسانت نفي المصادر البيلوروسية الرسمية عن بلادها تهمة تزويد البلدان أو الجماعات التي تدعم الإرهاب بالأسلحة. وقالت: بالفعل لا توجد إثباتات موثقة تدل على ان بيلوروسيا تتعاون مع الدول التي تدرجها في قائمة الدول "المارقة" في المجال العسكري. أما الأرقام التي أعلنت عنها المصادر الأميركية فإنها كما تقول الصحيفة، مأخوذة، على الأرجح، من الصحافة البيلوروسية. فلقد أعلنت صحيفة "السوق البيلوروسية" في عام 2001 عن صفقات أسلحة بيلوروسية للبلدان الإسلامية:

صفقة قاذفات القنابل "سو - 24 م ك" البالغ عددها 24 طائرة للجزائر (1997) وصفقة مقاتلات "ميغ - 29" البالغ عددها 36 طائرة للمغرب (1999 - 2000) وصفقة دبابات "ت - 72" البالغ عددها 48 دبابة لباكستان (2001) وصفقة صواريخ "9م119"
المضادة للدبابات البالغ عددها 1920 صاروخا لباكستان (1997 - 1998) وصفقة رشاشات كلاشنيكوف البالغ عددها 10 آلاف رشاش للسودان (1995) وصفقة دبابات "ت - 55" البالغ عددها 6 دبابات للسودان (1996) وصفقة طائرات الهليكوبتر القتالية "مي - 24 ف" البالغ عددها 6 طائرات للسودان (1996). وتعود أغلبية الصفقات إلى تسعينات القرن الماضي عندما لم يشهد العالم أي حرب ضد الإرهاب ولم تفرض عقوبات دولية على أي من البلدان المذكورة.

ولم تنشر إحصاءات من هذا النوع في الأعوام الأخيرة. وخلصت الصحيفة بالاشارة الى ان الذين يظنون ان السودان يشتري الأسلحة في بيلوروسيا يشيرون إلى ان هذا الوقت ليس مناسبا لاستيراد الآلات الزراعية البيلوروسية والسودان يعيش حالة الحرب في الواقع العملي. وينبه المتشككون أيضا إلى ان الرئيس البشير ذهب بنفسه إلى مينسك ولم يعين من ينوب عنه في مهمة تتعلق باستيراد الجرارات والأجهزة الكهربائية.