الخرطوم تعلن استعدادها لصد "أي عدوان"
محادثات هاتفية لمبارك والبشير حول دارفور


نبيل شـرف الدين من القاهرة: في وقت اعتبر فيه الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السوداني ان حل أزمة دارفور لن يتحقق بالتدخل العسكري، إنما بجهود أهل السودان على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، مشيرا الى ان البطء في التصدي للمشكلة الامنية في هذا الإقليم، كان هوالسبب الاساسي في تفاقمها على نحو مأساوي، فقد أعلن اللواء حاتم الوسيلة السماني، والي ولاية البحر الأحمر، استعداد ولايته لصد ما أسماه "أي عدوان يستهدف السودان من الجبهة الشرقية"، وقال السماني في تصريح نقلها اليوم الإذاعة السودانية إن "الجبهة الشرقية مؤمنة بواسطة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومواطني الولاية كما تم اعلان التعبئة العامة واستنفار المواطنين لمواجهة أية اعتداءات محتملة من قبل الجماعات المسلحة مثل مؤتمر البجا والأسود الحرة وغيرها، وهي ذات التصريحات التي نقلت فيها صحيفة "الانباء" السودانية الرسمية عن الفريق محمد بشير سليمان، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني قوله إن قرار مجلس الامن الدولي حول دارفور "اعلان حرب" مؤكدا انه سيقاتل أي تدخل اجنبي في المنطقة الغربية، وأكد أن الجيش السوداني "جاهز الآن برا وجوا وبحرا لمواجهة اعداء السودان في ظل الاستهداف الخارجي".
من جانبه اعتبر الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع المعارضة السودانية أن حل هذه المشكلة يبدأ أولا بحل مشاكل السكان فورا من ناحية توفير الغذاء والمأوى والامن لهم أولاً، ثم يبدأ بعد ذلك الشروع في الحل السياسي لهذه المشكلة عن طريق الحوار والاحتكام إلى مائدة المفاوضات عبر مؤتمر وطني جامع، بين الحكومة وكافة الاطراف المعنية بالأمر من شتى التوجهات والمشارب.
وفي القاهرة أعلن أن الرئيس المصري حسني مبارك، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره السوداني عمر البشير، "تناول خطوات التحرك المقبلة في ضوء قرار مجلس الامن الخاص بدارفور والتعامل مع العناصر الايجابية في القرار"، بحسب ما أشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر.
وأرسلت القوات المسلحة المصرية في وقت سابق اليوم الاثنين خمس طائرات نقل عسكرية تحمل كميات من المساعدات الطبية والانسانية إلى اقليم دارفور، موضحة أن هذه المساعدات أُرسلت "تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك للمساهمة فى حل أزمة الاقليم الانسانية ومساعدة الحكومة السودانية في حل المشكلات التي يعاني منها الاقليم"، بحسب ذات المصدر.
وكان الرئيس المصري قد كلف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية باجراء المزيد من الاتصالات مع القوى الدولية ذات التأثير في أزمة دارفور، وذلك بعد أن قدم تقريرا مفصلا حول مهمته في السودان، أوضح فيه أنه بدأ بالفعل هذه الاتصالات باجراء اتصال مع خافيير سولانا المنسق الاعلى للشؤون السياسية والامنية للاتحاد الاوروبي، وقال وزير الخارجية المصري إنه سيستمر في اجراء اتصالاته مع كوفي أنان أمين عام الامم المتحدة، إضافة إلى كل من نظيريه الأميركي كولن باول، والهولندي الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حالياً.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الامن أصدر يوم الجمعة الماضي قراراً يطالب فيه الحكومة السودانية بالتحرك خلال ثلاثين يوما لنزع سلاح الميليشيات العربية الأصل المعروفة باسم "الجانجويد"، والتي يلقى عليها بالمسؤولية في اندلاع الازمة في دارفور، وقالت الامم المتحدة انه اذا لم يلب السودان مطالب مجلس الأمن فإنها تعتزم بحث فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليه.