بلير يدافع عن "كبير الجواسيس" المثير للجدل
عاصفة سياسية لتعيين سكارلت رئيسا لـ "إم آي 6 "

نصر المجالي من لندن: تشهد الدوائر السياسية البريطانية عاصفة من الجدل السياسي مع أول يوم لتسلم كبير الجواسيس البريطانيين جون سكارليت مهامه كرئيس لجهاز الاستخبارات الخارجي (إم آي 6 ) وسط مطالب من بعض أحزاب المعارضة باستقالته على الفور، لتورطه بإعطاء معلومات استخبارية غير صحيحة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية .

وتتهم أحزاب المعارضة أن سكارليت الذي كان رئيسا للجنة الاستخبارات المشتركة في الحكومة بأنه أعطى معلومات خاطئة لرئيس الوزراء توني بلير، عن الأسلحة العراقية، ورطت بريطانيا في الحرب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة من دون غطاء دولي من الأمم المتحدة.

وتركز الجدل اليوم في مختلف الأوساط السياسية البريطانية، ما إذا كان كبير الجواسيس السابق قادر على قيادة جهاز الاستخبارات الخارجية وهو أخطر جهاز في بريطانيا، وطالب سياسيون بريطانيون باستقالته على الفور "حتى يستعيد هذا الجهاز المهم مصداقية وثقة المواطنين في أدائه، بعد الفضائح التي لحقت به في وقت سابق".

ويتهم هؤلاء رئيس جهاز الاستخبارات الجديد (إم آي 6 ) بأنه حاول في مارس (آذار) الماضي عرقلة نشر تقرير أعدته لجنة دولية متخصصة انشئت لمهمة تقصي الحقائق حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وتضم هذه اللجنة 1400 من الخبراء والمتخصصين، ويقولون أنه في الوقت الذي شرع فيه الفريق الدولي ينشر ما توصل إليه من معلومات تفيد بأنه فشل في التوصل إلى أية حقائق تثبت بأن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل، فإن سكارليت أتصل بالفريق محاولا منع نشر هذه المعلومات.

وقال متهمو سكارليت من السياسيين البريطانيين الذين يشنون الحملة ضده، إنه اقترح على الفريق الدولي اختصار تقرير المؤلف من مائتي صفحة إلى 20 صفحة على الأكثر شريطة أن تكون شاملة معلومات تحليلية مختصرة جدا عن النتائج التي توصل إليها في تقصي الفريق عن الأسلحة العراقية.

ويقولون أن "هدف سكارليت من وراء ذلك، هو حماية موقف رئيس الوزراء بلير من تورطه في الحرب في العراق"، ويشيرون أن سكارليت كان أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني للفريق الدولي حين كان يزور العاصمة العراقية، اقترح عليهم فيها إضافة 10 عناصر "ذهبية" تدعم فكرة أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين حقق إنجاز أسلحة دمار شامل.

ودافع متحدث باسم مقر رئاسة الحكومة البريطانية اليوم عن رئيس الاستخبارات الخارجية الجديد بقوله "إنه للثلاثين عاما ضحى كثيرا من أجل مهماته الاستخبارية خدمة لمصالح بريطانيا، وكان يعمل بتفان متميز، وهو قادر على قيادة العمل في جهاز الاستخبارات"، لكن قياديا سابقا في الجهاز قال "هذه العاصفة السياسية ستظل قائمة سواء نجح سكارليت في مهماته أم لم ينجح، وللسف فإن النتيجة ستكون سيئة على إداء جهاز الاستخبارات الخارجي".

وفي الأخير، تساءل السياسيون ومن بينهم أعضاء كبار في حزب العمل الحاكم ومن حزبي المحافظين والأحرار الديموقراطيين "هل يصلح سكارليت للمهمة الجديدة، في الوقت الذي مرت فيه البلاد في الستة اشهر الأخيرة بأزمات ابتدأت بانتحار العالم ديفيد كيلي وتقريري اللورد باتلر ولجنة اللورد هاتون، فيما كان متورطا في محاولات منع نشر تقرير لجنة التقصي الدولية حماية لرئيس الوزراء فقط؟"، وقالوا "لا نعتقد أم شخصية من هذا النوع قادرة على القيام بمهمات في جهاز خطير كجهاز الاستخبارات الخارجي".