نجاح محمد علي: أكدت مصادر ايرانية مطلعة لـ" ايلاف" أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي زار طهران أواخر الاسبوع الماضي نقل رسالة في غاية الأهمية الى القيادة الايرانية تضمنت اقتراحا بفتح حوار مباشر لانهاء الخلافات، تمهيدا لعودة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ عام 1980.

وأبلغت هذه المصادر" ايلاف" أن الرسالة نقلت مباشرة الى الرئيس الايراني محمد خاتمي في لقاء مغلق لم يحضره أحد من أعضاء الوفد التركي الكبير.

وكان أردوغان قام الأربعاء والخميس بزيارة سياسية وأمنية ناجحة الى طهران وصفت بالنوعية وكشفت المصادر أنه توصل مع القادة الايرانيين الى عقد صفقة أمنية مهمة للطرفين خصوصا طهران حين وافق على منع استخدام الأراضي والأجواء التركية في اعتداء أمريكي أو اسرائيلي متوقع يستهدف منشآت ايران النووية وتحديدا مفاعل بوشهر الذي ينتظر تدشينه مطلع العام 2006 .

وإذ أعلن الجانبان أن اتفاقا امنيا مهما وقع بينهما، بموجبه تعتبر ايران حزب العمال الكردستاني من المنظمات الارهابية، مقابل أن تتعامل تركيا بنفس السياق مع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة،فان أنقرة وطهران تعمدتا عدم الافصاح عن الشق المتعلق بتعهد تركي أن لاتساهم بلادهم بأي شكل من الأشكال،في اعتداء يطال المنشآت النووية الايرانية.

وأكدت المصادر أن الرسالة الامريكية تضمنت أيضا تحذيرا من الأمريكيين بأن على الايرانيين التعاون معهم لاعادة الأمن والاستقرار الى العراق، وعدم التدخل في شؤونه لتعزيز نفوذهم خصوصا في الجنوب، ويشرعوا في حوار مفتوح حول جميع القضايا العالقة، مشترطين قبل كل شيء تخلي ايران عن برنامجها النووي، والا فانه سيرحل الى مجلس الأمن الدولي.

ورأت المصادر أن واشنطن التي تملك اليد الطولى في العراق الجديد، سمحت لوفد كبير من أكثر من 300 من العراقيين بينهم مسؤولون كبار و أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، المشاركة في مؤتمر استثنائي استضافته طهران على مدى يومي الأحد والاثنين، من شأنه أن يفتح آفاق تعاون واسعة بين البلدين، وقالت إن الادارة الأمريكية تنتظر من ايران الرد على ماتصفه بـ"المبادرة الأمريكية الايجابية"، وسط معلومات غير مؤكدة عن وساطة يقوم بها عراقيون نافذون في الحكم الجديد ، لانهاء التوتر في العلاقة بين طهران وواشنطن، وبينها وبين بعض الرموز العراقية الكبيرة التي اتهمتها بأنها العدو الأول للعراقيين.

وقالت المصادر ذاتها إن أحمد الجلبي الذي بات من المغضوب عليهم من قبل بعض الأطراف الفاعلة في الادارة الأمريكية، لم يفقد كل أوراقه السياسية ، ومايزال يملك الكثير لكي يلعب دورا ايجابيا في هذا الصعيد.