نبيل شـرف الدين من القاهرة:
لليوم السادس عشر على التوالي واصلت اليوم الثلاثاء السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر رفح البري أمام بضعة آلاف من الفلسطينيين الذين تكدسوا في الجانب المصري من المعبر، مما دفع واشنطن إلى التخلي عن مسلكها المعتاد بعدم توجيه أية انتقادات لإسرائيل، والإعراب عن قلقها البالغ بعد أن تقطعت السبل أمام هؤلاء الفلسطينيين، لإصرار إسرائيل على غلق معبر الحدودي البري بين مصر وقطاع غزة، ومع ان واشنطن تتحاشى لوم أي الجانبين وحثت مصر والسلطة الفلسطينية واسرائيل أيضا على ايجاد سبيل للسماح لأهالي غزة بالعودة إلى ديارهم كما أكدت على معاناة الفلسطينيين وعبرت عن قلقها خشية ان يضر اغلاق الحدود بمساعي السلام المبذولة في المنطقة.
وسبق أن أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح للصحافيين ان السلطات الاسرائيلية "تزعم ان تحت المعبر نفقا يحتوي على متفجرات" لتبرير قرار اغلاق الحدود وتؤكد ان معبر رفح "قد ينفجر في اي حين".
ويشكل هذا المعبر الذي اغلقته اسرائيل عدة مرات هذا العام، المنفذ البري والوحيد للفلسطينيين للسفر من والى قطاع غزة خصوصا بعد اغلاق معبر ايريز شمال قطاع غزة وتدمير مطار غزة الدولي منذ بداية الانتفاضة في نهاية ايلول (سبتمبر) من العام 2000.
وأثار الاغلاق الذي طال أمده على غير المعتاد غضب الفلسطينيين وانتقادات جماعات حقوق الانسان التي تقول ان الظروف الصحية في المعبر المزدحم سيئة، ويشهد مآس يومية خاصة وأن مئات من هؤلاء الموجودين في صالة المسافرين المصرية من الاطفال وكبار السن وبينهم عشرات المرضى، وقد وضعت امرأة طفلا أثناء الانتظار، وأطلق عليه أبواه اسم "معبر".
ونقل عن ادم ايرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله "اننا قلقون للغاية لذلك، انها مشكلة انسانية تقلقنا"، وأضاف قائلاً "إننا نكرر دعوتنا لكل الأطراف لتجنب اتخاذ خطوات او اجراءات تقوض الثقة وتخلق عقبات جديدة أمام تطبيق خطة خارطة الطريق" للسلام في المنطقة.
وكانت اسرائيل اغلقت معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه في 18 من تموز (يوليو) متذرعة بأسباب أمنية وقالت ان لديها معلومات عن هجوم محتمل على المعبر أو بالقرب منه.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة رفح تقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وتمنح اتفاقات الحكم الذاتي الموقعة في 1993 السلطات الاسرائيلية السيطرة على الجانب الفلسطيني من مركز رفح.