نصر المجالي من لندن: كشف تقرير طبي أميركي عن أن الجنود الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت عام 1991 ، لطرد القوات العراقية الغازية للدولة الخليجية الجارة، وكذلك مدنيون، كانوا معرضين لحرب كيميائية بدرجات مختلفة، خصوصا وأن قوات التحالف الدولية قصفت مواقع عراقية كيميائية أثناء تلك الحرب التي شاركت فيها قوات من 28 دولة لطرد قوات صدام حسين التي غزت الكويت في 2 أغسطس (آب) من العام 1990.

وتفاصيل التقرير، كشفته لجنة تحقيق"اللورد لويدز" التي كلفت في شكل خاص من جانب المحاربين البريطانيين القدامى في حرب تحرير الكويت، وقدمت جميع المعلومات الواردة فيه الى هيئة طبية أميركية متخصصة لإبداء الرأي الطبي والعلمي، وهناك مئات من الجنود البريطانيين والأميركيين الذين شاركوا في حرب العام 1991 يعانون من أمراض خفية تستعصي العلاج، وهم أقاموا دعاوى قضائية كثيرة لدى المحاكم في البلدين.

وخلال المداولات القضائية التي جرت في محاكم بريطاينة ونظيرة أميركية، حول ما يعانيه محاربون قدامى متأثرين بأمراض لا يعرف مصدرها، فإن أي من الشهود التي استدعتهم تلك المحاكم لم يحاول الإجابة على الأسئلة التي تقدم بها الادعاء العام، لكن البروفيسور روبرت هايلي من جامعة تكساس الأميركية قدم الإجابات الصحيحة على جميع الاستفسارات الشائكة، حيث هو متخصص في الأبحاث على الحيوانات ومدى تأثرها لأية أمراض عوائق عقلية أو دماغية أن تعرضت لأية مواد كيماوية في أي حال من الحالات، سواء كانت طبيعية، أو بفعل طرف آخر.

وأيد هذا الرأي العلمي كيث رودس المسؤول التقني في إدارة المسؤولية الحكومية الأميركية خلال مداخلة مكتوبة له قدمها للجنة الكونغرس المسؤولة عن البحث في أسلحة الدمار الشامل العراقية.

وتقول التقارير أن حوالي 100 ألف من القوات الأميركية و9 آلاف من الجنود البريطانيين الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت في العام 1991 قد أصيبوا بأمراض نتيجة تدمير قاعدة الخميسية في جنوب العراق المعروفة بأنها كانت واحدة من القواعد التي كان النظام العراقي المنهار ينجز فيها أسلحة كيماوية.

ونقلت تقارير اليوم عن الخبير البريطاني جيمس تويت الذي كان مستشارا في التسعينيات للبحث في ما سمي "داء الخليج" الذي يعاني منه مئات من الجنود البريطانيين ونظراء أميركيين قوله "اعتقد أن هنالك حربا كيماوية تم شنها عبر الجو على مسرح العمليات العسكرية في حرب العام 1991 ".

وتقول التقارير أن القوات الأميركية التي شاركت في حرب تحرير الكويت تلقت حوالي 42 ألف إنذار ، خلال الحرب التي امتدت 42 يوما بهدف طرد القوات العراقية من الكويت، عن إمكان استخدام العراق لأسلحة كيماوية في تلك الحرب، لكنه لم يستخدمها "بل أن قصف بعض المواقع العراقية من جانب قوات التحالف هو ما يثير الشكوك".

وأخيرا، يشير تقرير اللورد لويدز المثير في المعلومات الذي ينظره الكونغرس الأميركي حاليا، والذي ينتظر أن تصدر ردود أفعال رسمية عليه من كل من واشنطن ولندن، إلى أن ليس فقط السكان في العراق تأثروا بشكل أو آخر من جراء قصف قوات التحالف لقاعدة الخميسية العراقية، بل أنه يخشى أن التأثير البيولوجي امتد ليشمل بعواقب صحية خطيرة إلى مواطنين في دول الجوار مثل السعودية وإيران والكويت.